استغل المدافع جمال الدين مصباح فرصة الندوة الصحفية التي نشطها صبيحة أمس رفقة جورج ليكنس لتوجيه رسالة واضحة إلى الجمهور الجزائري، مفادها بأن الجيل الحالي لا يستحق موجة الإنتقادات اللاذعة التي تطاله، بعد الانطلاقة المتعثرة في هذه التظاهرة:» وأن المقارنة بين الأجيال  ليس لها أي معنى، لأن المعطيات تتغير مع مرور السنوات، ومن غير المنطقي إجراء مقارنة بين جيل الثمانينات و المنتخب الحالي».
مصباح بدا كثير الإنفعال أمام الإعلاميين، وأعرب عن استيائه الكبير من ردود فعل الشارع الجزائري عقب الهزيمة الأخيرة ضد تونس، خاصة بعد المقارنة بين هذا المنتخب، وسابقه المتوج بكأس إفريقيا 1990، إلى درجة أنه صرح: « نحن نفتخر بما قدمه سابقونا، لكن أن تصل الأمور إلى حد المقارنة بين جيلنا وجيل بلومي وماجر، فهذا أمر غير معقول، لأن المقارنة تكون على مراحل لا تتجاوز 5 أو 10 سنوات على أقصى تقدير، كما أن هذا الجيل قدم الكثير للكرة الجزائرية، ويستحق الإشادة والتنويه».
وذهب الظهير الأيسر للمنتخب إلى حد التأكيد على أن الجيل الحالي لا يستحق الانتقاد بهذه الكيفية:» لأننا قدمنا الكثير للكرة الجزائرية على مدار 7 سنوات، منذ التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، ولا يمكن تجاهل الإنجازات المحققة، سواء ببلوغ ثمن نهائي مونديال البرازيل، أو حتى المشاركات في النهائيات القارية، لأننا أصبحنا من أقوى المنتخبات في إفريقيا، ولا يوجد أي مجال للمقارنة مع جيل الثمانينات، وكان من الأجدر مقارنتنا بالجيل الذي سبقنا في بداية الألفية الجارية».
وأكد مصباح بأن التشكيك في وطنية اللاعبين أمر غير منطقي، ورد على ذلك بالقول بأن كل العناصر تفتخر بالدفاع عن الألوان الجزائرية، رغم أن الإنتقادات مؤلمة و تجرح المشاعر، لكن « ما علينا سوى تقبل الوضع، لأن كل هذا من عواقب النتائج السلبية التي سجلناها في هذه التظاهرة».
إلى ذلك أوضح مصباح بأن الوضعية التي يتواجد عليها المنتخب الوطني حاليا ناتجة عن عدم التعود على المرور بفترة فراغ:» والخروج من هذه الأزمة سيكون بتحقيق الانتصار ضد السنغال، لأن جوهر الإشكالية يكمن في فقدان الثقة في النفس، وسنعمل على التدارك، لأن الفوز سيعيد الروح المفقودة للمجموعة، خاصة إذا كانت ثماره التأهل إلى ربع النهائي».
وعن مباراة اليوم اعترف مصباح بأن المهمة ليست سهلة، لأن تجاوز مرحلة الإحباط النفسي الناتج عن الهزيمة ضد تونس صعب للغاية:» ومع ذلك لا بد أن نؤمن بحظوظنا في التأهل، وسنقاتل من أجل الفوز على السنغال، وانتظار هدية رياضية من زيمبابوي، ولو أن المنافس سيكون مرتاحا نفسيا، بعد إطمئنانه المسبق على التأهل، كما أنه ظهر قويا، و برهن على أنه جدير بالصدارة الإفريقية».
وختم مصباح الندوة بمطالبة الجزائريين بالوقوف إلى جانب التشكيلة في هذه المرحلة العصيبة، والتي اعتبرها من عواقب عدم التعود على تلقي هزائم متتالية، لأن الدعم المعنوي يبقى ـ حسبه ـ «ضرورة حتمية، لأن التشكيلة مقبلة على إستحقاقات أخرى، أهمها المنعرج الحاسم في تصفيات مونديال روسيا، بملاقاة زامبيا، كوننا نحلم برفع التحدي، والعودة بقوة في هذه التصفيات، رغم إنطلاقتنا المتعثرة».       
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى