يلتقي صباح اليوم أعضاء الجمعية العامة للفاف،  بداية من الساعة العاشرة  صباحا، في دورة عادية بمركز سيدي موسى، لكنها ستكون محطة هامة لتقييم حصيلة نشاطات المكتب الفيدرالي على مدار 4 سنوات، بحكم انتهاء العهدة الأولمبية، كونها تأتي في ظروف استثنائية، بعد أسابيع قليلة من «النكسة» التي لحقت بالكرة الجزائرية، إثر المشاركة المخيبة في «كان 2017»، وتصاعد موجة الانتقادات الموجهة لرئيس الفاف محمد روراوة، وظهور جناح معارض تبنى مطلب التغيير.
دورة اليوم؛ يتضمن جدول أعمالها 7 نقاط أساسية، ولو أن الجميع يترقب توضيح روراوة لموقفه بخصوص مستقبله على رأس الفاف، لأن الاستقالة ستكون آلية لكل أعضاء المكتب الفيدرالي مباشرة بعد اختتام الأشغال، لكن السيسبانس يبقى قائما بشأن العهدة القادمة، في ظل تداول بعض الأخبار عن عزوف روراوة عن الترشح لخلافة نفسه، تعبيرا منه عن استيائه من الحملة التي استهدفته شخصيا، عقب إقصاء الخضر من الدور الأول للنسخة الأخيرة لنهائيات كأس أمم إفريقيا.هذه الجلسة ستعرف تمديد «السيسبانس»، بخصوص مستقبل روراوة على رأس الإتحادية، لأن المعني لن يعلن عن قراره اليوم، وهو يراهن على هذا الموعد للحصول على تزكية لحصيلة العهدة المنقضية، قبل الفصل في مستقبله، رغم أن المعطيات الأولية التي تحصلت عليها النصر أمس، تشير إلى أن هذه الدورة لن تختلف عن سابقاتها، وأن أعضاء الجمعية العامة لن يبادروا إلى إحراج روراوة بخصوص الحصيلتين المالية والأدبية.سيناريو تعوّد عليه المتتبعون طيلة السنوات التي ترأس فيها روراوة الاتحادية، بدليل أن كل الجمعيات العامة لم تشهد أي تدخل ينتقد سياسته،  كما لم يسبق لأي عضو من أصل 110 الذين يشكلون تركيبة الجمعية العامة، التحفظ على أية نقطة من الحصيلتين، منذ تولي روراوة منصب الرئاسة، إذ تتم المصادقة دوما بالإجماع وفي ظرف قياسي.
 دورة اليوم من المحتمل جدا أن تتحول إلى جلسة للكشف عن مساندة روراوة من طرف الأغلبية الساحقة لأعضاء الجمعية العامة، كرد لأن بعض الأعضاء المحسوبين على كتلة رؤساء الرابطات، بادروا ظهيرة أمس إلى تحرير بيان مساندة، ومن المرتقب أن يتم تقديم لائحة المساندة كمقترح في ختام هذه الجلسة، مع مطالبة روراوة بضرورة الترشح لخلافة نفسه لعهدة ثالثة على التوالي، والرابعة له على رأس الإتحادية.إلى ذلك فإن التقرير الذي سيعرضه روراوة اليوم، والذي تحصلت النصر على نسخة منه، يرتكز على حصيلة عهدة كاملة، لأن رئيس الفاف يعتزم استغلال الفرصة، للرد على منتقديه، بدليل أن الحصيلة الأدبية لنشاطات المكتب الفيدرالي جاءت عبارة عن سرد للإنجازات التي حققتها المنظومة الكروية الوطنية في عهد روراوة، حتى قبل بداية العهدة الأخيرة، أي بداية من مونديال جنوب إفريقيا، التي تعتبر نقطة انطلاق فعلية للكرة الجزائرية، والعودة إلى الواجهة على الصعيد العالمي، مرورا بالإنجاز المحقق من خلال المشاركة في طبعتين متتاليتين في نهائيات كأس العالم، وصولا إلى بلوغ ثمن النهائي في مونديال البرازيل، دون نسيان عودة الجزائر إلى «الأولمبياد» بعد غياب قارب 4 عقود.من هذا المنطلق فإن روراوة عمد إلى التخفيف من وطأة الإقصاء المبكر من دورة «كان» الغابون، واعتبرها في مخلص التقرير الأدبي الموزع منذ أسبوعين على أعضاء الجمعية العامة، مجرد ذكرى سيئة في تاريخ المشاركات الجزائرية في النهائيات الإفريقية، مقابل التأكيد على أن المسؤولية مشتركة، لأن الفاف وفرت كافة الظروف الكفيلة بتحقيق نتائج أفضل، وهي محطة من المنتظر أن يقف عندها روراوة بالتفصيل اليوم، كونه ملزم بتقديم مبررات الفشل في بلوغ الأهداف التي كانت مسطرة. من جهة أخرى سيكون التقرير الأدبي فرصة للتنويه بما حققته الفاف في مجال المرافق والهياكل، خاصة مركز سيدي موسى، والذي صنفته في خانة أحد أحسن المراكز على الصعيد العالمي، إضافة إلى مشروع الفندق الذي يرتقب أن تنطلق أشغال إنجازه خلال النصف الثاني من السنة الجارية. بالموازاة مع ذلك فإن الحصيلة المالية للفاف تبقى جد إيجابية، لأن الأرقام المقدمة في التقرير المالي تكشف عن «البحبوحة» المالية التي تعيشها الإتحادية منذ 7 سنوات، بعد النجاح في إبرام صفقات « سبونسور» مع 7 متعاملين إقتصاديين، بدليل أن خزينة الفاف بها حاليا 1000 مليار سنتيم، الأمر الذي سمح بالتوجه إلى الإستثمار، و إقتناء قروض سندية بقيمة 450 مليار سنتيم، فضلا عن تقديم إعانات مالية للأندية و الرابطات على حد سواء.
صالح فرطاس

روراوة يجتمع "سريا" ببعض رؤساء الرابطات تمهيدا للعهدة الثالثة
كشف مصدر موثوق للنصر، بأن محمد روراوة التقى ظهيرة أمس بمركز سيدي موسى ببعض الأعضاء البارزين في الجمعية العامة للفاف، غالبيتهم من رؤساء الرابطات، في جلسة «سرية» خصصت لوضع خارطة طريق تمهيدا لعهدة جديدة.
وأضاف مصدرنا بأن روراوة أعرب خلال هذه الجلسة، عن نيته في مواصلة مهامه على رأس الإتحادية، وقد استغل الفرصة لضبط القائمة، التي سيراهن عليها في حال الإعلان عن ترشحه الرسمي، وهي القائمة التي تضم وجوها جديدة، مع الاحتفاظ بعضوين فقط من الطاقم المنتهية عهدته، لأنه يصر على ضرورة التغيير، واتخذ من المديرية الفنية الوطنية وكذا التحكيم الركائز أساسية لتقييم حصيلة نشاطات مكتبه طيلة، ولو أنه أبدى تذمره من طريقة تسيير اللجنة الفيدرالية للتحكيم، رغم البرنامج التكويني الذي تجسده اللجنة المختصة.
كما أكد مصدرنا بأن رؤساء الرابطات الولائية والجهوية، استغلوا فرصة الجمعية العامة العادية للفاف، لإرسال بيانات دعم و مساندة لروراوة، لأن كتلة الرابطات لها حصة الأسد في تركيبة الجمعية العامة (60 عضوا)، وهو ما يقارب ضعف الأصوات الخاصة بأندية الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني.
وخلص مصدر النصر إلى التأكيد على أن روراوة أعطى الضوء الأخضر لـ 3 أعضاء من طاقمه السابق لدخول سباق الرئاسة، وهم الدكتور ياسين بن حمزة ورئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج، إضافة إلى عبد القادر شعبان، كما كان رئيس إتحاد الحراش محمد العايب قد اتصل بروراوة هاتفيا، وأكد له عدم وجود أية نية للترشح لرئاسة الفاف، رغم سعي بعض رؤساء الرابطات الولائية في «الكواليس» لإقناع العايب، وتشكيل جناح معارض لروراوة، كما فعلوا مع كل من رشيد بوعبد الله وعبد القادر شعبان في السابق، بعدما تيقنوا بأنهم لن ينالوا ثقة روراوة لإدراجهم ضمن قائمته.            ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى