اعتبر رئيس اتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي انتخاب خير الدين زطشي رئيسا جديدا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم قرارا صائبا، بالنظر إلى المواصفات التي يتمتع بها هذا الشخص، الذي أثبت كفاءته في قيادة نادي بارادو، مشيرا في هذا الحوار الذي خص به النصر، بأنه الوحيد القادر على تخليص الكرة الجزائرية من مخلفات عهدة محمد روراوة، الذي قال بأنه حول الفاف إلى إمبراطورية.
كما تحدث ياحي عن قرار العفو الشامل، وعدة أمور تخص مستقبل المنظومة الكروية، التي ستشهد حسبه الكثير من التغييرات.

روراوة حول المنظومة إلى إمبراطورية و زطشي وعد بفتح باب الحوار


كيف ترى انتخاب زطشي على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم؟
زطشي هو الخيار ر الأنسب لرئاسة «الفاف»، بالنظر إلى قيمة هذا الشخص، الذي يمتلك رغم صغر سنه، الخبرة اللازمة في مجال كرة القدم، حيث أثبت كفاءته مع نادي بارادو، الذي يضرب به المثل في النجاح، إذ يعتبر بمثابة مدرسة حقيقية لتكوين اللاعبين المتميزين. من وجهة نظري، زطشي يمتلك كافة المقومات ليكون على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، كما أن الوقت قد حان لمنح الشبان الفرصة، خاصة و أننا هرمنا من الاعتماد على كبار السن على رأس كافة المؤسسات الوطنية.
*ألا تعتقد بأن روراوة ترك له إرثا ثقيلا ؟
يجب أن نعترف بأن رئيس الاتحادية السابق ترك إرثا ثقيلا لزطشي، بالنظر إلى بعض الإنجازات، و لكن هذا الإرث من وجهة نظري يعد مغشوشا، كون المنظومة الكروية فيها الكثير من الشوائب، التي يجب على رئيس «الفاف» الجديد تطهيرها، إذا ما أراد النجاح في مهمته الجديدة. ثقتي كبيرة في هذا المسير، كونه يملك الثقافة اللازمة، باعتباره متخرجا من الجامعة، كما يعرف خبايا الكرة الجزائرية، بالنظر إلى تواجده في هذا الحقل لمدة 20 سنة.
ألا تعقد بأن هناك أسماء أخرى كانت قادرة على مزاحمة زطشي؟
 هناك عدة أسماء لم تكن تمتلك الحق في الترشح، بالنظر إلى عدم استيفائها الشروط اللازمة، وهو ما جعلها خارج السباق، وفي هذا الصدد استغل الفرصة من أجل تحية خير الدين زطشي على الشجاعة والجرأة التي تحلى بها، حيث أبدى استعداده لخلافة روراوة رغم صعوبة المأمورية، خاصة في ظل الوضع الحالي للكرة الجزائرية التي تتخبط في عدة مشاكل.
  هناك من أثار الفوضى بسبب رفض ملف ترشحه على غرار مدوار. ما تعليقك؟
 أولئك الذي حاولوا إثارة الفوضى خلال أشغال الجمعية العامة الانتخابية للفاف، أنا شخصيا أصنفهم في خانة «الخلاطين»، حيث أرادوا تعكير الأجواء لا أكثر و لا أقل، بحثا عن تحقيق مصالحهم الشخصية. لقد حاولوا التفاوض على بعض المناصب، و لكنهم لم ينجحوا في الوصول إلى مبتغاهم، بالنظر إلى أن الجمعية جرت في أجواء شرعية وقانونية.
ما رأيك في أعضاء مكتب الرئيس الجديد خير الدين زطشي؟
 الطاقم المشكل لمكتب زطشي متكامل، و يحظى بكامل الدعم و المساندة من طرف الجميع، كونه يضم عدة شخصيات أثبتت كفاءتها في هذا المجال، على غرار الدولي السابق حكيم مدان، الذي قدم الكثير للمنتخب الوطني، فضلا على جهيد زفزاف الذي يمتلك الخبرة الكافية، بالنظر إلى تواجده مع «الفاف» منذ عدة سنوات، دون نسيان بقية الأعضاء الذين لديهم الكفاءة اللازمة لتسيير المنظومة الكروية الجزائرية. يجب أن نضع فيهم كامل الثقة، خاصة وأنهم أمام مأمورية صعبة جدا.
هل حدثكم رئيس الفاف الجديد عن المشروع الذي يود تجسيده خلال عهدته؟
بطبيعة الحال كان له كلام صريح مع رؤساء الأندية والرابطات، بعد انتخابه كرئيس جديد، حيث وعدنا بتغيير طريقة تسيير المنظومة الكروية التي حولها روراوة إلى إمبراطورية، و لعل من بين الأمور التي سيركز عليها زطشي على المدى القريب، فتح باب الحوار مع الجميع، خاصة و أن روراوة لم يكن يستشير أي شخص، بمن في ذلك أعضاء الجمعية العامة، و كان يتخذ كافة القرارات بمفرده، ضاربا بآراء البقية عرض الحائط.
نحن ننتظر الكثير من زطشي، خاصة و أنه يعرف واقع الكرة الجزائرية جيدا، حيث سيحاول تنظيفها من الانتهازيين، وستكون البداية بسلك التحكيم الذي سيعرف ثورة حقيقية، مع محاولة التركيز على التكوين الذي غاب عن كرتنا منذ عدة سنوات، حيث ستكون الفرصة سانحة أمام المواهب الجزائرية من أجل إثبات مؤهلاتها.

حان وقت فتح أبواب الجمعية العامة أمام الدوليين السابقين


سلك التحكيم تعرض لانتقادات لاذعة خلال الفترة السابقة، كيف ترى مستقبله بقدوم المكتب الفيدرالي جديد؟
بنسبة كبيرة جدا سيكون الحاج كوسة رئيسا جديدا للجنة التحكيم. أنا اعتبره الخيار الأفضل، بالنظر إلى أنه ابن المجال و يمتلك شخصية قوية وقيادية، و يستوفي كافة الشروط اللازمة. أنصحه و أنصح المسؤولين الجدد باقتلاع جذور الموالين للجنة السابقة، كونها عاثت فسادا في سلك التحكيم. نحن لدينا الثقة في الحاج كوسة وكافة أعضاء المكتب الفيدرالي الجديد بإبعاد عدة حكام، و على رأسهم مجموعة ميال و زكريني، التي تسببت في تراجع الكرة الجزائرية.
هل حدثكم زطشي عن هوية الناخب الوطني الجديد، و هل يمتلك بعض الأسماء لخلافة ليكنس؟
  أجل لقد كان له حديث مطول في هذا الموضوع بعد انتهاء العملية الانتخابية، حيث كلمنا عن مدربين من إيطاليا و فرنسا و إسبانيا. المهم أنه أكد بأن خليفة جورج ليكنس سيكون صاحب كفاءة عالية، و بإمكانه التأقلم مع الوضعية الحالية للكرة الجزائرية، التي تتخبط في عدة مشاكل في المدة الأخيرة.
هل لك أن تحدثنا عن اقتراح العفو الشامل الذي تحدث عنه زطشي؟
 زطشي يدرك بأن هناك عدة شخصيات كروية كانت مظلومة في عهد رئيس الاتحادية السابقة، حيث وعدنا بعفو شامل خلال أشغال المكتب الفيدرالي القادم، إذ سيتم السماح للجميع، سواء مسيرين أو لاعبين، بالعودة من جديد لممارسة نشاطهم بشكل عاد... باسمي وباسم كافة المعاقبين، أوجه الشكر لرئيس الفاف الجديد، وأعده بأن نكون عند قدر المسؤولية.
 أعتقد بأن اقتراح العفو الشامل لم يكن صدقة أو شيء من هذا القبيل، بل لإدراك زطشي بأن هناك عدة أسماء تعرضت لـ «الحقرة» من الهيئات الكروية السابقة، التي كانت تعتمد سياسة الكيل بمكيالين في تعاملها مع الشخصيات الكروية.
ألا تخشى على مستقبل الكرة الجزائرية، بعد هذا التغيير الذي ستشهده المنظومة؟
أنا متفائل خيرا بمستقبل المنظومة الكروية الجزائرية، كونها بين أياد آمنة الآن، و لكن يجب الصبر على رئيس الفاف الجديد من أجل تجسيد كافة أفكاره، خاصة و أنه يمتلك مشروعا ضخما، يرمي للنهوض بالكرة الجزائرية من جديد. أعتقد بأن زطشي سيهيكل الهيئات الكروية من جديد، و سيمنحها الحرية الكاملة في العمل، خاصة الرابطتين المحترفة و الهاوية، اللتين كانتا تحت رحمة روراوة الذي كان يتحكم في كل شيء.
هناك من قال بأن مساندتك لزطشي كانت من باب الانتقام من روراوة. فما رأيك؟
مساندتي لزطشي ليست انتقاما من روراوة، الذي سلط عليّ عقوبة الإقصاء مدى الحياة، بل لمصلحة الكرة الجزائرية، التي هي بحاجة إلى دماء جديدة الآن، بعد الهزة التي ضربتها مؤخرا. اعتقد بأن الكثير من الأمور ستتغير مستقبلا، والبداية بإعادة النظر في تركيبة الجمعية العامة للفاف، إذ سيحاول زطشي فتح الباب أمام الدوليين السابقين، سواء لاعبين أو مدربين، بالنظر إلى ما قدموه للكرة الجزائرية، وهذه الأمور معتمدة في كافة الاتحادات الدولية العريقة، وحتى فرق قسم الهواة التي تقدم اشتراكات ضخمة مع بداية كل موسم كروي. يجب أن يكون لديها الحق في المشاركة في أشغال الجمعية العامة لـ «الفاف»، من أجل إعطاء رأيها بخصوص واقع الكرة في بلادنا، كما أن هناك عدة أمور تم اقتراحها على رئيس الفاف الجديد، كتغيير نمط المنافسة بداية من الموسم المقبل، ولكن الشيء الأهم الآن هو إعادة الاعتبار للشخصيات التي خدمت الكرة الجزائرية من قبل، على غرار المدرب رابح سعدان، الذي قد يكون بنسبة كبيرة جدا على رأس المديرية الفنية، خاصة وأن زطشي وعد بمنح الفرصة للمنتوج المحلي، الذي لم يكن يحظى بكامل الثقة في الفترة السابقة.
هل من كلمة أخيرة؟
هناك عدة أشخاص حاولوا تعطيل أشغال الجمعية العامة الانتخابية، من أجل مصلحتهم الشخصية، و لكن المسؤولين كانوا في الموعد، و تمسكوا بتاريخ 20 مارس. نحن سعداء الآن لأن الأمور ستتغير، و سترى الكثير من الأشياء النور بعد أن كانت تحاك في الظلام.    
 حاوره:مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى