يمر فريق سريع الحروش لكرة القدم، و الذي ينشط بطولة القسم الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، بأزمة غير مسبوقة، لم يعرف لها مثيلا في تاريخ النادي منذ تأسيسه في 1936، و التي قد تنسف وجوده من الحركة الرياضية، و تمحي تاريخ هذا النادي العريق الذي أصبحت تتقاذفه أمواج الأزمات من كل ناحية.
وبات قطار السريع معطلا و عاجزا عن الإقلاع، نتيجة لتوالي الصراعات الشخصية، إلى درجة أن المسيرين لم يعرفوا لها مخرجا في ظل توالي النكسات الإدارية.
يحدث هذا في وقت شرعت جل الأندية في التحضير للموسم الرياضي القادم، بينما لا يزال السريع يغرق في جملة من المشاكل تهدد كيان وجوده. و حسب ما استقيناه من المسيرين فإن أسباب الأزمة بطلها رئيس النادي الذي ظل يتهرب عن أداء واجبه منذ الموسم الفارط، آخرها تقديمه الاستقالة لرئيس البلدية   و مديرية الشبيبة و الرياضة، بينما القوانين تجبره على الدعوة، إلى عقد جمعية استثنائية و عرض الحصيلتين المالية و الأدبية، و من ثم إعلان استقالته أمام أعضاء الجمعية العامة، و هذا ما اعتبروها ممارسات يستهدف من ورائها التهرب من المسؤولية، و عدم مواجهة أعضاء الجمعية العامة. و في هذا الإطار أبدى المسيرون تشاؤمهم من مستقبل الفريق، الذي يكون قد دخل جراء هذه التصرفات و الممارسات النفق المظلم، و لا انفراج للأزمة في الأفق القريب. وضعية أثارت قلق و استياء الأنصار و محبي السريع، الذين باتوا يعيشون على وقع الخلافات، و كذا الصراعات الشخصية بين بعض المسيرين و اللاعبين القدامى مدعومين بأشخاص غرباء ليست لهم علاقة بالرياضة، ولا تربطهم بالفريق راحوا يقفون في صف رئيس النادي لأغراض و مآرب شخصية، غير مبالين بوضعية الفريق الذي كانوا بالأمس القريب يدافعون عن ألوانه، و هي تصرفات قالوا عنها بأنها متعمدة، تستهدف طمس معالم الفريق و محو تاريخه من الساحة الرياضية.   و أعاب المسيرون على السلطات المحلية التزامها الصمت و عدم لعب الدور المنوط بها، حيال هذه الأزمة التي تعصف بالنادي، وكان من المفروض عليها التدخل وفق ما تمليه سمعة وتاريخ الفريق، و الغيرة على ألوان النادي الذي أنجب العديد من اللاعبين الذين صنعوا أمجاد أعرق الأندية كالإخوة سدراتي، مجبوري، قربوعة و غيرهم...
و وصف بعض المدربين و المسيرين السابقين وضعية سريع الحروش بالكارثية، مؤكدين بأن الفريق دخل المنطقة الحمراء، ما يستدعي حسبهم تدخل جميع أبناء الفريق، لوضع اليد في اليد وطي صفحة الخلافات، و وضع مصلحة الفريق فوق كل اعتبار، كما دعوا اللاعبين القدامي بما يملكون من علاقات و قوة تأثير، إلى لعب دورهم، من خلال التحرك بسرعة لنجدة الفريق قبل فوات الأوان.   

     كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى