تحـــد كبيـــر لتطهيـــر الطبيعـــــة من الكربــــــــون الســــــــــــــام   
مازالت الجزائر تواجه تحديات كبيرة للحد من خطر العجلات المطاطية المستعملة و تطهير الوسط الطبيعي من المواد الكيماوية السامة التي تدخل في تركيبة المطاط الأسود الذي يواصل الانتشار على نطاق واسع بالغابات و الشوارع و الحقول الزراعية و المجاري الطبيعية و حتى بشواطئ البحار التي لم تسلم من هذه الكائنات الصناعية التي تحولت إلى مصدر قلق كبير للمشرفين على شؤون البيئة بالجزائر.  
إعداد:  فريد . غربية
و يقول مصلحو العجلات بالجزائر بأنهم يعانون من تراكم كميات هائلة من المطاط بمحلاتهم الصغيرة و لم يعودوا قادرين على استيعاب المزيد من العجلات المستعملة و في كل مرة يضطرون إلى التخلص منها بطرق مختلفة كالحرق و الرمي في مواقع غير منظمة و غير معدة لتخزين هذا النوع من النفايات الصناعية المضرة بالبيئة و الصحة و النظام الإيكولوجي.  
و تستهلك الجزائر كميات هائلة من العجلات المطاطية كل سنة بعد ارتفاع حظيرة المركبات و بلوغها مستويات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة.  
و بالرغم من الجدوى الاقتصادية لاسترجاع الإطارات المطاطية المستعملة فإن الاستثمار في هذا النوع من النفايات بالجزائر لم يرق بعد إلى مستوى الأهداف التي سطرها القائمون على شؤون الصناعة و البيئة في السنوات الأخيرة.  
و باستثناء بعض وحدات الاسترجاع القليلة التي انجزت ببعض ولايات الوطن، فإن قدرات استرجاع العجلات المطاطية و حتى البطاريات المستعملة بالجزائر مازال ضعيفا للغاية مقارنة بما يجري ببعض الدول الرائدة في هذا المجال.  
و تعد العجلات المطاطية بمثابة خزان كبير لمادة الكربون الملوثة للطبيعة و المؤثرة على الكائنات الحية و طبقة الأوزون، و يحتاج المطاط إلى ما لا يقل عن 400 سنة كي يتحلل طبيعيا، و هو ما يفسر بقاء ملايين العجلات المطاطية في الطبيعة عقودا طويلة من الزمن، دون ان تتأثر بعوامل المناخ و المؤثرات الأخرى، و لا تتلفها إلا الحرائق او مصانع الاسترجاع التي تعد الحل الامثل لهذا النوع من النفايات الصناعية الخاصة.  
فريد.غ      

من العالم
باحثون يرصدون زيادة التلوث الضوئي العالمي
نقلت المجلة الإليكترونية «البيئــــــة و التنميـــــة» لسان حال المنتدى العربي للبيئة و التنمية ( آفاد ) عن باحثين قولهم إن بيانات الأقمار الاصطناعية أظهرت أن درجة سطوع الأضواء الصناعية في المناطق المكشوفة والمساحة التي تغطيها هذه الأضواء ليلاً زادت بنحو اثنين في المئة سنوياً من 2012 حتى 2016، لتؤكد بذلك المخاوف من الآثار البيئية للتلوث الضوئي على الإنسان والحيوان.   و وجد الباحثون أن وتيرة الزيادة في البلدان النامية أسرع بكثير منها في الدول الغنية التي تنتشر فيها الأضواء الساطعة ليلاً.
و قال الباحثون إن بيانات القمر الاصطناعي الخاص بالطقس التابع للإدارة الأميركية الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي قد لا تعكس حجم المشكلة بالكامل لعدم استطاعة جهاز الاستشعار بالقمر رصد بعض الإضاءة الصادرة عن مصابيح الصمام الثنائي الباعث للضوء (ليد) مع انتشار استخدامها خاصة الضوء الأزرق منها. وقال كريستوفر كايبا من معهد جي.إف.زي الألماني لأبحاث علوم الأرض وكبير الباحثين في الدراسة التي نشرتها دورية (ساينس ادفانسيس/التقدم العلمي) «يزداد سطوع الضوء في الأرض أثناء الليل. ولم أتوقع فعلاً أن يكون هذا حقيقياً وبهذه الوتيرة المنتظمة لزيادة السطوع في كثير من الدول».
ووجد الباحثون أنه جرى رصد الزيادة في الإضاءة الليلية المنبعثة من الأرض في أرجاء أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا باستثناءات قليلة. وأوضح الباحثون أن مستويات الضوء ظلت ثابتة في عدد قليل من الدول بينها بعض من أكثر الدول سطوعاً مثل إيطاليا وهولندا وإسبانيا والولايات المتحدة، رغم ما قاله الباحثون عن أن «عمى» جهاز الاستشعار بالقمر الاصطناعي عن بعض أضواء الليد قد يخفي زيادة حقيقية.        
فريد.غ

ثروتنا في خطر
الرعي الجائر  
خطر على البيئة و عامل تصحر  بالجزائر
لم يتوقف الباحثون و المهتمون بقطاعات البيئة و الزراعة و المياه عن إطلاق التحذيرات من خطورة انقراض بعض سلالات الماشية المحلية نتيجة الرعي الجائر بعدة بلدان عربية جافة بينها الجزائر .
و في كل مرة يشددون على ضرورة ضبط الرعي في المناطق الجافة أكثر من غيرها لأن اقتلاع النباتات يزيد من سرعة تدهور المراعي ويؤدي إلى التصحر، مبرزين الآثار المترتبة على التخييم والتنزه في البر على النباتات .  و نقل موقع عقون أحمد الإليكتروني المهتم بشؤون البيئة بالجزائر عن خبراء البيئة و الزراعة قولهم بان «الرعي» هو ازالة جزء من المجموع الخضري (الأوراق والسيقان) بواسطة الحيوانات المجترة التي تتغذى عليها. و قسم الخبراء المراعي إلى مستويات - بناءً على نسبة ما يتبقى من إنتاج أهم نباتات المرعى بعد عملية الرعي- إلى رعي شديد جائر ومعتدل و خفيف.  وقد وضع هذا التقسيم على أساس مقدرة أهم النباتات الرعوية على تحمل الرعي وعلى قدرتها على التكاثر والانتشار الطبيعي. و تواجه الجزائر تحديات كبيرة لضبط الرعي في المناطق الجافة أكثر من غيرها لأن النظام البيئي فيها هش، كما يصفه علماء البيئة و يتأثر بسرعة بالعوامل الاضطرابية،  وتتراوح مظاهر التدهور حسب الخبراء ما بين انخفاض في إنتاج المرعى مقارنة بقدرته الكامنة، ثم تغير في التركيب النوعي للغطاء النباتي تقل فيه النباتات المرغوبة على حساب النباتات غير المرغوبة، ثم سيادة النباتات غير المرغوبة و السامة في المرعى الى الحد الذي يلزم معه التدخل في إعادة زراعة المراعي وهي عملية مكلفة.                                                  
فريد.غ

أصدقاء البيئة
المشي الرياضة الأكثر صداقة للطبيعة
تعد رياضة المشي و التجوال في الطبيعة او ما يعرف برياضة «الروندوني» من أهم الانشطة الرياضية و أكثرها صداقة للبيئة بالجزائر و غيرها من بلدان العالم الأخرى، فهي رياضة غير مكلفة و تعتمد على وسائل بسيطة و غير مضرة بالمحيط الطبيعي و تسمح لممارس هذه الرياضة بالتجوال و الاستمتاع بمفاتن الطبيعة ساعات طويلة دون إلحاق الضرر بمكونات الوسط الطبيعي كالنباتات و المياه و المعالم الأخرى الموجودة بمسار التجوال.   
و يحرس الممارسون لهذه الرياضة المرتبطة بالوسط الطبيعي على احترام قواعد السير و التخييم و طهي الطعام و جمع النفايات، و يتركون مواقعهم نظيفة كما وجدوها، و نادرا ما تجد ممارس الروندوني يدخن، او يستعمل وسائل مضرة بالبيئة، حتى الحذاء و عصي المشي و حبال التسلق و عتاد التخييم صديق للطبيعة.  
و تعد هذه الرياضة البيئية الاكثر فائدة للصحة و الراحة النفسية، فهي أشد ارتباطا بالوسط الطبيعي النظيف و بعيدة عن الضوضاء و بؤر التلوث و المؤثرات الصناعية المضرة.    
و بعد غياب طويل بدأ هواة هذا النوع من الرياضة يعودون إلى الغابات و الجبال و الأودية بعدة مناطق من الوطن و يحفزون مزيدا من الناس على المشاركة في دورات التجوال و المشي في الطبيعة، حفاظا على الصحة و دفاعا عن الوسط الطبيعي المهدد بمخاطر كبيرة في السنوات الاخيرة.  
فريد.غ 

مدن خضراء
منتجع الصنوبر بقالمة
قريـــة خضــراء بسهــل الجنــوب الكبيــر   
وسط جبل الصنوبر المطل على مدينة وادي الزناتي عاصمة الجنوب الكبير بقالمة ولدت قرية خضراء صديقة للبيئة و الإنسان، كان المكان لا شيء قبل سنتين تقريبا، لكنه صار اليوم جنة بقلب سهل الجنوب الكبير المهدد بالتصحر القادم من الحدود الجنوبية و أصبح اليوم على مشارف عين آركو و تاملوكة المجاورة.    
القرية الخضراء فتحت أبوابها للسياح هذا الصيف لكنها مازالت تعاني من العزلة بعد انهيار الطريق الريفي المؤدي إليها، و رغم صعوبة المسلك يحاول السياح و هواة الطبيعة و البيئة العذراء الوصول إلى القرية الجميلة التي تمتلك كل مواصفات و شروط الصداقة للبيئة و المحيط الطبيعي، بيوتها من الخشب و القرميد الأحمر و شوارعها من الحجارة و نظام الإنارة فيها بالطاقة الشمسية النظيفة التي تحولت إلى رهان كبير يدفع بحماة البيئة و المشرفين على قطاعات العمران و الصناعة و حتى الزراعة و المياه إلى التفكير في المستقبل و التحول التدريجي إلى الطاقات النظيفة المتجددة لمواجهة المخاطر البيئية الكبرى التي تتهدد الكوكب الازرق و تضر بالموارد الطبيعية و صحة الإنسان و الكائنات الحية الاخرى التي تعيش بالوسط الطبيعي.        
و تتربع القرية الخضراء على مساحة 10 هكتارات تقريبا و فيها شاليهات و بيوت من الخشب و فضاءات للراحة و الاستجمام و ملعب متعدد الرياضات و مضمار للرياضة و مرافق أخرى جعلت المنشاة الجديدة أجمل قرية خضراء بولاية قالمة حتى الآن في انتظار منتجعات أخرى صديقة للبيئة بغابات ماونة و جبال بني صالح و بني عمران و بوعربيد.  
فريد.غ      

الرجوع إلى الأعلى