300 ألف طن من النفايات لا تزال مخزنة بتسع ولايات  
بينت دراسة ميدانية أنجزت في إطار التعاون الثنائي بين وزارة البيئة و الطاقات المتجددة، و الاتحاد الأوروبي، عن وجود مشاكل و اختلالات في تسيير النفايات المختلفة بالجزائر.  
إعداد:  فريد  غربية
و قالت مصادر إعلامية تابعت الندوة الوطنية المنعقدة الأسبوع الماضي، لعرض نتائج الدراسة، بان الخبراء أشاروا بوضوح إلى غياب آليات اقتصادية ناجعة، لتشجيع نشاط جمع النفايات و معالجتها، و خاصة النفايات القابلة للاسترجاع، بينها ورق التعليب و التغليف، و الزيوت المستعملة، و النفايات الخاصة الناجمة عن بقايا التجهيزات الإليكترونية، و الكهرومنزلية.  
و كشف الخبراء الذين أشرفوا على الدراسة، عن غياب مقاربة تكلفة/ نجاعة في تسيير قطاع النفايات بالجزائر، و انعدام شبه كلي للخدمات المتعلقة بالنفايات، رغم أهمية القطاع و أثره الكبير على البيئة و الاقتصاد الوطني.   
و ذهب المتدخلون في الندوة إلى القول بان تسيير النفايات الخطيرة بالجزائر أصبح بحاجة ملحة و مستعجلة، لإخراجه من دائرة الفوضى و العجز، إلى دائرة المهنية المجدية التي تعود بالفائدة على المجموعة الوطنية و الوسط الطبيعي المتأثر من مشكل النفايات.  
و حسب الدراسة فإن ما لا يقل عن 300 ألف طن من النفايات مازالت مخزنة عبر 9 ولايات منذ 2016، و يتوقع أن يرتفع هذا الحجم إلى أكثر من 400 ألف طن في آفاق 2035، و أصبح من الضروري إطلاق برنامج فعال لمعالجة هذه النفايات الخطيرة، و الحد من تأثيراتها المدمرة، على البيئة و الصحة العمومية.  
و تطرقت الدراسة أيضا إلى مشكل النفايات الصحية بالجزائر، و قالت بأن هذا النوع من النفايات الخطيرة غير متحكم فيه بالشكل المطلوب، و مازال المشرفون على قطاع الصحة في حاجة إلى مزيد من الجهد للتحكم في الوضع و منع انتشار هذه النفايات، في الوسطين الطبيعي و العمراني، و قدر حجم النفايات الصحية بالجزائر بأكثر من 9 آلاف طن سنة 2016.  
و حسب الدراسة، التي عرت الواقع البيئي بالجزائر، فإنه من بين أكثر من 1200 مخطط بلدي لتسيير النفايات، لم يفعل إلا 522 مخططا فقط.  و أوصت الدراسة بمراجعة الإطار التشريعي، و التنظيمي لتسيير النفايات، و تحديد مسؤوليات مختلف الأطراف المتدخلة في العملية، و التفكير في سياسة بيئية تأخذ في الحسبان إشكالية تسيير النفايات المنزلية و الصناعية، و مراجعة الجباية البيئية، و إحداث غرامات متعددة المستويات لتحقيق مداخيل مالية تغني عن مساعدة الدولة.  
و تعتزم وزارة البيئة و الطاقات المتجددة، إطلاق إستراتيجية وطنية للتسيير المدمج للنفايات لآفاق 2035 بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.  
و تهدف هذه الإستراتيجية إلى التقليل من النفايات عند المصدر، و تطوير الاقتصاد الأخضر، و مرافقة التحول، بوضع مخططات وطنية لاستحداث آليات المتابعة، والتقييم، و التفعيل التدريجي لآليات الفرز، بالمدن الكبرى كمرحلة أولى، و مواصلة الجهود الحثيثة للقضاء النهائي على النفايات، و ترسيخ مبدأ الملوث-  الممول، و الإدماج التدريجي للغرامات، من أجل استرجاع تكاليف عمليات تسيير و فرز النفايات.  
فريد.غ

من العالم
نفايات كيميائية ترمى  في الوسط الطبيعي بالسودان
نقلت وكالة رويترز عن  مشرعين في جنوب السودان قولهم بأن اتحاد الشركات الذي يدير آخر حقول النفط العاملة بالبلاد يقوم بإلقاء نفايات كيميائية في الأحراش وهددوا بوقف الإنتاج ما لم يكف عن ذلك.  وأبلغ أعضاء بلجنة الطاقة في البرلمان النواب في المجلس بأنهم رأوا حاويات تنقل نفايات مواد كيماوية منها كلوريد البوتاسيوم في منطقة نائية في شمال شرق البلاد وقالوا إن السكان يخشون على صحتهم. وقالت شركة دار بتروليم للتشغيل التي تدير منطقتي الامتياز 3 و 7 القريبتين من الحدود مع السودان وإثيوبيا إنه لا يوجد حاليا أحد من طرفها للتعليق و امتنع متحدثون و مسؤولون من أعضاء اتحاد الشركات عن التعليق.   
ويضم اتحاد الشركات سينوبك وسي.إن.بي.سي الصينيتين مع بتروناس الماليزية وشركة نايلبت بجنوب السودان وتراي-أوشن المصرية للطاقة وأي تحرك لتنفيذ التهديد بالإغلاق سيوجه ضربة قاصمة أخرى لاقتصاد جنوب السودان الذي يعتمد على احتياطي النفط الخام في كل إيراداته تقريبا.   
 وقال جيمس لول دينج كويل رئيس لجنة الطاقة للبرلمان   إن أعضاء عثروا على كميات من مواد كيماوية   ألقيت على بعد 10 كيلومترات من قرية في مكان يعرف باسم ساحة جمري للنفايات الكيماويات السامة.  
فريد.غ


ثروتنا في خطر
نفوق كميات من الأسماك والطيور المائية
الطرح العشوائي للمياه  المستعملة  يهدد  بحيرات القالة
حذرت  جمعية حماية البيئة والطبيعة بولاية الطارف ، من مغبة وقوع كارثة إيكولوجية بالبحيرات المحلية، بعد نفوق كميات من الأسماك و أصناف من الطيور المهاجرة، و يعتقد بأن نفوق كائنات الوسط المائي يعود إلى ارتفاع نسبة التلوث ببحيرات الملاح ، طونقة  ، الأوبيرة،  و بحيرة  الطيور المحمية عالميا والمصنفة ضمن  اتفاقية  رمسار الدولية، بالنظر للمكونات البيئية  النباتية والحيوانية والنظم المعقدة التي تزخر بها.  
و قد تحولت هذه البحيرات إلى مصب لأنظمة الصرف الصحي، التي يستعملها سكان الجوار، في غياب تدخل الجهات المعنية لوضع حد لهذه الممارسات السلبية،  وحماية المكونات الطبيعية والحيوانية،  التي تزخر بها البحيرات الكبرى.
وذكرت الجمعية  في تقرير مرفوع للجهات الوصية ، لجوء عدة تجمعات سكانية خاصة بمحيط بحيرة الطيور،  طونقة، الملاح،  و الأوبيرة، إلى طرح المياه المستعملة، بطرق فوضوية، وهذا على مرأى الجميع،  دون اتخاذ الإجراءات الردعية ضدهم، حيث يطرح سكان قريتي بوحشيشة، و الفرين، مياه الصرف بإتجاه بحيرة الأوبيرة ، فيما يطرح سكان القنطرة الحمراء، مياههم الملوثة نحو بحيرة الملاح ، و يلجأ سكان قرى وادي الحوت، فيض مراض، و فيض العلاقة،  وسكان الجوار ببلدية أم الطبول إلى صب مياه التطهير ببحيرة طونقة المشهورة عالميا ، كذلك الحال بالنسبة للتجمعات السكانية لبلدية بحيرة الطيور، الذين  يطرحون مياه الصرف مباشرة بالبحيرة،  وهو ما أدى إلى تعفن هذه الفضاءات الطبيعية المحمية، و المصنفة ضمن المناطق الرطبة الكبرى، بشرق البلاد، الأمر الذي تسبب في نفوق  كميات من الأسماك، و بعض أصناف الطيور، والنباتات المائية والحيوانات النادرة ، كما أدى الوضع البيئي المتدهور إلى أتساع رقعة التلوث، و هجرة  أصناف من الطيور  والحيوانات من بعض البحيرات،  التي كانت ملاذا  لها، خاصة أصناف الطيور المائية  النادرة، المحلية و المهاجرة من أوروبا من أجل قضاء  فترة الشتاء والتعشيش والتفريخ بهذه البحيرات.           نوري حو

أصدقاء البيئة
الأقسام الدراسية الصديقة للبيئة بالجزائر
توجه جديد لترسيخ مفهوم الوسط الطبيعي
بدأت بعض المدارس الابتدائية في الجزائر، تتوجه بخطى ثابتة نحو ترسيخ مفهوم الوسط الطبيعي، و إبراز أهميته لدى التلاميذ، جيل المستقبل الذي سيتحمل وحده، وزر إصلاح، و ترميم الوضع البيئي المتردي، و خاصة بالوسط الحضري، أين تعيش أعداد كبيرة من الناس، أغلبهم لا يعير الاهتمام اللازم للطبيعة، و الوسط الذي يعيشون فيه.  
و قد بادر معلمون في المدارس الابتدائية بإدخال تغيرات جذرية على الأقسام الدراسية، و ساحات المدارس و محيطها الخارجي، من خلال عملية الجدران و الطاولات الخضراء، و حملات النظافة و التشجير، التي أدخلت المدرسة الابتدائية بالجزائر على خط الجهد الوطني، الرامي إلى معالجة الاختلالات البيئية، و تدريب السكان على المشاركة بقوة في مخطط ترميم الوسط البيئي، و المحافظة عليه، و تحويله إلى مصدر اهتمام الجميع، بمن فيهم تلاميذ المدارس، و هيئة التدريس، التي يعول عليها  كثيرا لتعميم مشروع الأقسام و المدارس الصديقة للبيئة، و نشر ثقافة الوسط الحضري النظيف بين الصغار و الكبار، في محاولة لتبديد الصورة النمطية السوداء التي ظلت عالقة بمدننا و قرانا، منذ عدة سنوات.
و يعتمد مشروع الجدران و الطاولات الخضراء، بالمدارس الابتدائية على وسائل بسيطة لكنها مجدية، و مثيرة للإعجاب، مثل هذا القسم الذي يبدو في الصورة، حيث تحولت جدرانه إلى حديقة جميلة، ساحرة، و الطاولات الخضراء أضفت على المكان منظرا طبيعيا هادئا، و محفزا على التركيز و السلوك السوي بين التلاميذ.    
فريد.غ   

مدن خضراء
ساحة الثورة بعنابة 
رئة بونة و نموذج المدينة الخضراء
تعد ساحة الثورة بمدينة عنابة، واحدة من أشهر الفضاءات الخضراء بالمدن الساحلية الجزائرية، و ظل هذا الفضاء الساحر صامدا في وجه الطبيعة و الزمن، يمد المدينة المتوسطية الجميلة بالحيوية و النشاط، فهو رئة بونة العريقة، و نموذج المدينة الخضراء، و مصدر استقطاب للسياح و أهالي المدينة الذين يزورون حدائق ساحة الثورة، و يستمتعون بجمالها و هندستها النادرة، متمنين ميلاد فضاءات أخرى مماثلة بالضواحي العمرانية الجديدة التي تشكو من نقص كبير في المساحات الخضراء، من طراز ساحة الثورة، التي تجمع بين الماضي و الحاضر، و تحث  مصممي المدن بالجزائر على الاهتمام أكثر بالتصاميم الصديقة  للبيئة و الإنسان.  
و تجمع حدائق ساحة الثورة آو « الكور» كما يسميها أهل المدينة، عدة أصناف من النباتات و الأشجار الدائمة الاخضرار، أشهرها أشجار «الفيكيس ريتيزا» الشهيرة التي تلائم مناخ المتوسط، و تمتلك قدرة كبيرة على مقاومة التغيرات المناخية التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة.  
فريد.غ

 

الرجوع إلى الأعلى