حساسية الربيع تتحوّل إلى مشكلة صحة عمومية بالجزائر

يُحرم الكثيرون من الاستمتاع بفصل الربيع، بسبب أعراض الحساسية المزعجة التي تظهر عليهم كل موسم و تتمثل خصوصا في العطس و انسداد الأنف، لكن هذه الأعراض يمكن أن تتطوّر و تمنع الأشخاص المصابين من ممارسة حياتهم الطبيعية، و قد يصل الأمر إلى التغيّب عن أماكن العمل و الدراسة هربا من حبوب الطلع، التي أدخلت الجزائر في مشكلة صحة عمومية تتطّلب، برأي الأطباء، مزيدا من الوقاية.
توضح الدكتورة كرميش بلمكي سامية أخصائية أمراض الصدر و الحساسية بقسنطينة، أن الحساسية ليست مرضا و إنما هي تفاعل غير منظم من طرف جهاز الدفاع المناعي للإنسان، ضد مواد هي في الواقع غير ضارة كما هو الحال بالنسبة للميكروبات، و تضيف المختصة أن حساسية فصل الربيع أو حمى الطلع مثلما يُطلق عليها، هي مجموعة أعراض تشبه كثيرا الأنفلونزا و تظهر فصليا في المناطق ذات الغطاء النباتي المتنوع الذي يزهر كل عام، و تتمثل هذه الأعراض في سيلان و حكة الأنف و انسداد مجرى التنفس في الأنف و الحلق، إضافة إلى الشعور بالحكة في الحلق و الأنف و الأذن و كذا السيلان و الحكة في الأعين و السعال خاصة بالليل، أين يشعر الشخص بالاختناق أحيانا، و هي أعراض تتميز بالتكرار سنويا في نفس الفترة، أي في فصل الربيع و بداية الصيف.
و عن أسباب التعرض لحساسية الربيع، تشرح الدكتورة كرميش أن الوراثة تشكل أهم عامل للإصابة بها، و لكن للمحيط الخارجي و البيئة دور حاسم في ظهورها و تطورها، بحيث أن حبوب الطلع في الجبال، تُعدّ أقل خطورة من تلك التي نجدها في المدينة، كون تلوث الجو الناتج خاصة من الغازات المنبعثة، يُغير من طبيعة هذه الحبوب لتصير أكثر عدوانية، و في الجزائر، تُصنف حشيشة «الباريتار» أو ما يعرف محليا بالريميس و كذا كسارة الحجر و حبوب الأزهار و الزيتون و شجر السرو إضافة إلى الشيح، من بين مصادر أنواع الطلع الأكثر تأثيرا، مما يحتم على المريض و الطبيب، تضيف الدكتورة، معرفة الغطاء النباتي الخاص بالمنطقة في حالة اللجوء إلى تغيير مكان الإقامة.
و تؤكد الأخصائية في أمراض الصدر و الحساسية، أنه من الضروري أمرأمراتشخيص المرض خاصة عند الأطفال و المراهقين، لمعرفة كيفية العلاج و الوقاية و عدم تطور الحالة، و ذلك لاحتمال وجود حساسية أخرى تصاحب حمى الطلع أحيانا، و هي حساسية الخضر و الفواكه و التوابل، أما مراحل التشخيص فتشمل الأعراض المتكررة سنويا، عبر اختبارات المواد المسببة على الجلد و اختبارات المواد المسببة في الدم IGE.
و تُحذر الدكتورة كرميش بأن حساسية فصل الربيع صارت بالفعل مشكلة صحة عمومية، كونها تسبب ضعفا في النتائج المدرسية للتلاميذ، كما تؤدي إلى تغيب الكثير من الموظفين عن العمل و إلى الاستهلاك الكبير للأدوية، مما يرهق أنظمة السياسة الصحية، لذلك تنصح المختصة بالوقاية عن طريق تفادي الخروج و فتح نوافذ المنزل و السيارة عند هبوب الرياح، مع الغسل المتكرر للأنف و الأعين و كذلك الشعر و غطاء الرأس يوميا، و كذا عدم ترك الغسيل في الخارج و عدم التدخين و التعرض للتدخين السلبي في الأماكن المغلقة، إضافة إلى التلقيح ضد العامل المتسبب في الحساسية قبل حلول فصل الربيع، بهدف ترويض جهاز المناعة على تقبل محيطه، خاصة عند صغار السن.   ي.ب
 طب نيوز              

يمشون كثيرا و يعيشون على الصيد و الزراعة


اكتشاف أصحاب «أصح قلوب في العالم»
أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون أمريكيون، أن أفراد شعب تسيماني البوليفي الذين تتشابه طريقة حياتهم مع نمط عيش الإنسان منذ آلاف السنين، قد يكونون أصحاب “أصحّ قلوب في العالم».و بيّنت الدراسة التي نُشرت مؤخرا في دورية «لانسيت» الطبية، أنه لا يوجد أي فرد تقريبا من أبناء شعب تسيماني، لديه علامات على انسداد الشرايين حتى في سن الشيخوخة، و يتعلق الأمر بنحو 16 ألف شخص يمارسون القنص و صيد الأسماك و يعيشون على الزراعة البدائية على نهر مانيكي، وسط غابات الأمازون التي تمتد جنوبا إلى الأراضي البوليفية المنخفضة.و يتمتّع أفراد هذا الشعب “الخارق” بنشاط بدني أكبر بكثير من الأشخاص العاديين، حيث يسير الرجال 17 ألف خطوة يوميا و النساء 16 ألفا، و حتى من تزيد أعمارهم عن الستين، يمشون أكثر من 15 ألف خطوة كل يوم، فيما لا يزال معظم الناس العاديين في مناطق أخرى من العالم، يحاولون الاقتراب من سير 10 آلاف خطوة.و قال الطبيب غريغوري توماس أحد الباحثين من المركز الطبي بلونغ بيتش ميموريال في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، إن التسيمانيّين ينجزون جرعة غير عادية من الرياضة، كما أنهم لا يدخنون تقريبا، لكنهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى التي يحتمل أن تزيد من احتمال التعرض لمتاعب في القلب، بسبب الالتهابات التي قد تصيب الجسم.    ي.ب  

كيف يُطـهرّ "القـرنــون" كــبد الإنســان؟

يحتوي نبات الخرشوف الشوكي أو «القرنون» مثلما يسميه الجزائريون، على قيمة غذائية عالية، فهو غني بالفيتامينات و المعادن و الأملاح المفيدة، بما يجعله مساعدا على الوقاية من الكثير من الأمراض التي تمس القلب و الكبد و الكلى.و مع نهاية فصل الشتاء و حلول الربيع، أصبح الخرشوف الشوكي متوفرا في أسواق الجزائر التي تُعد واحدة من أهم البلدان المنتجة له، إذ يحتوي على نسبة عالية من الألياف و المغنيزيوم و الكروم و على الفيتامينين ج و أ، و يُمكن أن يساعد تناوله في عملية الهضم و في الوقاية من الكثير من الأمراض، مثل أمراض القلب و الأوعية الدموية و اضطرابات الكلى و الإكزيما و السكري و النقرس و كذا البواسير.كما أظهرت الأبحاث أن الخرشوف الشوكي مفيد جدا لتطهير الكبد، لاحتوائه على مركب مضاد للأكسدة يُسمى السينارين، حيث يساعد الكبد في إنتاج الصفراء الضرورية لهضم الدهون، فضلاً عن تنقية الجسم من السموم، كما أن توفر هذا النبات على مادة السيليمارين، يساهم في حماية خلايا الكبد و تجديدها. زيادة على ذلك، يحمي الخرشوف من سُميّة الكبد و من الآثار الضارة للأطعمة المصنعة و غيرها من الملوثات.   ي.ب

الدكتور بلعيدي الهواري أخصائي الأمراض العقلية

هل صحيح أن كثـرة تعرض الطفل للتلفاز و الألعاب الالكترونية يؤثر على سلامته العقلية؟
الألعاب الالكترونية عبارة عن عالم افتراضي ليس له حدود يتعرض له الطفل و هو ما يزال في مرحلة النمو التي تتطلب تأثيرات خارجية حقيقية لنمو عقله، فهذا العالم الافتراضي له تأثير المسكن على دماغه و لا يتركه ينضج بصفة طبيعية، و يؤدي به إلى الانعزال و الابتعاد عن الآخرين، كما يسبب له نوعا من القلق و اضطرابات في النوم تؤثر على قدرة استيعابه في النهار و حتى على تحصيله الدراسي.أما بالنسبة للتلفاز، فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن كثرة التعرض إليه و الإدمان عليه، يمكن أن يؤدي إلى إصابة الطفل بمرض التوحّد، كما قد سبب ذلك تحوّل الطفل إلى شخص عدواني بالتفرج على مشاهد العنف.

متى يُصبح المريض العقلي خطيرا على نفسه و على المجتمع؟
الأمراض العقلية تصبح خطيرة إذا وصل صاحبها إلى مرحلة العدوانية، فهناك مثلا مرض الوسواس القهري الذي يقوم المصاب به بالضغط على أفراد عائلته، و قد نجد رجلا يقهر زوجته بمحاولة فرض نمط حياة معيّن عليها بالقوة، كما توجد أمراض خطيرة أخرى مثل الفصام و ثنائي القطب و الهوس، التي يمكن أن تصل بصاحبها إلى العدوانية و الهلوسة الحسية و البصرية و السمعية، و هنا ينفعل المريض و يصبح عنيفا، خاصة إذا لم يمكن يأخذ أدويته و لا يتلقى العلاج، و تزيد الحالة تأزما إذا لم يلق الدعم من العائلة، فيشكل خطرا على نفسه بمحاولة الانتحار، و على المجتمع أيضا بسبب العدوانية.

هل هناك تشخيص مُبكر لمرض الفصام «السكيزوفرينيا» و ما هي أعراضه و أسباب الإصابة به؟
الفصام هو اضطراب عقلي قد يكون خفيفا أو متوسطا أو مزمنا، كما يحدث كعارض يدوم مدة معينة أو في شكل نوبات، و يكون ذلك لأسباب وراثية، أو بسبب القابلية الشخصية، و أحيانا نتيجة التعرض لإصابات فيروسية في الدماغ في مرحلة الطفولة أو خلال نمو الجنين، كما قد ينجم عن تعاطي المؤثرات العقلية.
أعراض الفصام تتمثل عموما في الانعزال و عدم الخروج من المنزل و كثرة رؤية المرآة، مع التغير المفاجئ في السلوك و قلة النوم و تراجع المردود الدراسي و القلق و عدم الاتزان، إلى جانب شك المريض في الأكل و في من حوله، و التوهم أن الآخرين يتحدثون عنه أو أن الشرطة مثلا تبحث عنه، و أحيانا لا تتفطن العائلة للمرض و لهذه الأعراض، إلى غاية ضرب أحدهم أو قتله، لذلك أنصح بضرورة توجيه المريض إلى أخصائي أمراض عقلية من أجل تلقي العلاج، خصوصا أن مصاب «السكيزوفرينيا» لا يعترف بمرضه.

إعداد:  ياسمين بوالجدري

الرجوع إلى الأعلى