دفنه في الجزائر هي آخر أمنية ليهودي " منفي "

*كيف تفهمون طلب روجي حنين بأن يدفن في الجزائر؟

إن مثل هذا الطلب نادرجدا،وطلب أقلية . يكفي رؤية مربع اليهود في مقبرة بانتان بضواحي باريس أين دفن الكثير من يهود الجزائر.روجي حنين كان فرنسيا لكنه حمل الجزائر في قلبه وكان يعيش منذ البداية الرحيل نحو فرنسا كمنفى.

فلدى بعض يهود الجزائر يتواجد إرتباط بأرض جزائرية أخوية،متعددة الثقافات وقريبة من مشروع الشيوعيين الجزائريين.إنها كما قال موريس طوريز فكرة بناء "أمة جزائرية في بوتقة عشرين سلالة "

*تكلمتم عن " ثلاثة منافي " لوصف مصير أو قدر يهود الجزائر...

هذه القصة كانت إلى حد كبير قصة إرتباط و تعلق بفرنسا، وتمت واقعيا منذ حلول الفرنسيين بالجزائر سنة 1830 وحتى قبل مرسوم كريميي الذي منح الجنسية الفرنسية لكافة يهود الجزائر عام 1870.

وعندما حصلت حرب 1914 أو الحرب العالمية الأولى كان معظم يهود الجزائر يحسون أنفسهم فرنسيين و يعيشون كفرنسيين وذهبوا إلى ساحات المعارك بين 1914 و 1918. و قد كان لي من جهتي عم مات في فردين وأخيرا فإن الصلاة من أجل رئيس الجمهورية في كنيس قسنطينة الذي كنت أرتاده صباح كل سبت مع والدي كانت حينها تعد طقس فريضة . لقد كان الإرتباط بفرنسا و بالجمهورية قويا جدا و حتى عندما جردتهم قوانين فيشي من الجنسية الفرنسية فإن يهود الجزائر لم يكونوا يفكرون إلا في العودة إلى حضن فرنسا..كانت هذه معركتهم أي إستعادة مرسوم كريميي.

*في ظل هذه الظروف،كيف نفسر الصعوبة لدى البعض في قلب صفحة الجزائر؟

لفهم روجي حنين ينبغي القول بانه كان كذلك ضمن يهود الجزائر وكأقلية أناس قريبين من الحزب الشيوعي الجزائري وخاصة بعد 1945 وكانت مواقفهم مع الحكم الذاتي و ليس الإستقلال مثل والد روجي حنين أو دانيال تيمزيت مسؤول الطلبة الشيوعيين بالجزائر العاصمة الذي إلتحق بصف جبهة التحرير الوطني سنة 1956..لقد دافعوا عن جزائر فرنسية في كنف الأخوة و المساواة ،فيما يزيد قليلا عن إشكالية ألبير كامو.

*تنشرون في مارس " المفاتيح المستردة " عملا أو مؤلفا أين تقدمون شخصيا شهادتكم عن الإرتباط الوثيق ليهود الجزائر بفرنسا...

والداي بدورهما إتبعا فرنسا ولكن في المنزل كانت هناك صور لقسنطينة ،موسيقى الشيخ ريموند واللغة العربية...كانا منفيين رغم كونهما فرنسيين بعمق

*أين نحن اليوم من علاقة اليهود بالجزائر؟

هناك رحلات وزيارات ،الرابط القوي الموجود هو أساسا رابط المقابر كشهادة عن تاريخ فقد بعد 1962..إنه مكان الذاكرة في الجاليات الكبيرة..بقسنطينة أو الجزائر العاصمة على سبيل المثال ، غير أن العودة للجزائر فلا ،وفي علمي أن هذا لا وجود له

الرجوع إلى الأعلى