صور فوتوغرافية تروي قصص الإنسان العالقة في أشيائه المهملة
احتضن، أول أمس، رواق العرض الخاص "كاف نون" بقسنطينة، معرضا للصور الفوتوغرافية تحت عنوان "صفحات خيالية"، وقعها الفنان الفرنسي المقيم بقسنطينة أرمون فيال، الذي عكس من خلالها، القصص المحتملة للإنسان من خلال أشيائه الصغيرة المهملة.
تتضمن الصور الفنية المعروضة، والملتقطة بالأبيض والأسود، أشياء صغيرة من المهملات اليومية، مما لا قيمة مادية له، على غرار دمية قديمة لطفلة، قدم دمية، تصوير بالأشعة يبدو في إحداها عظم لإنسان، النصف السفلي لقارورة عصير مقطعة و وردة ذابلة، حيث قام صاحبها بمزج عدة أشياء في إطار واحد داخل كل صورة، و كأنها تحاول أن تروي جزءا من حياة الأشخاص الذين ألقوا بها داخل فضاء مكاني وزماني واحد، فضلا عن الاختلاف بينهم في كثير من الأمور، إذ يمكن لمن يراها أن يلاحظ بسهولة عدم التناسق بين تلك الأشياء، كما تضمن المعرض ثنائيات صور التقطت بنفس الشكل، مع حذف عنصر من إحداها و تركه في الأخرى، فيما اعتمد الفنان على نفس الخلفية، المتمثلة في قطعة من القماش.
و قام الفنان بقراءة قصة قصيرة ألفها بنفسه خلال تحضيره للمعرض، كما قال، أين أكد بأنها لا تعبر عن مضمون الصور، و إنما تتقاطع معها في بعض الأشياء فقط، على غرار اللون، فقد عبرت القصة عن اللون الأبيض للجدران الخارجية للبنايات و الجانب الأسود للحياة، الذي يواجهه الكثير من قاطنيها، كما أشار أرمون إلى أن أعماله الفنية الحالية، تسير في نفس إطار أعماله السابقة، باستثناء التغيير الذي انعكس عليها بعد انتقاله من فرنسا للعيش في الجزائر منذ عدة سنوات، و ما يعايشه داخل المجتمع من أنواع العلاقات، معتبرا في رده على الأسئلة التي طرحت عليه خلال النقاش مع الحضور، بأن الإلهام يمثل جزء صغيرا فقط من العمل الفني، ليترك الباقي لتراكم القراءات و الإطلاع و تحليل ما يدور داخل مناخ الحياة المحيطة بالفنان.
و قال أرمون أن الفن لا يغير المجتمع، و إنما يساهم في ذلك بشكل كبير، معتبرا بأن عهد الفن الذي يركز على الجوانب الجمالية قد انتهى عهده، حيث أكد بأنه لا يمكن التعبير عن الحالي بأساليب الماضي، بل يجب، حسبه، البحث عن أشكال تعبير تتكيف مع ما هو معاش داخل المجموعة إنسانية في الزمن الحاضر، مع قدرتها على خلق التساؤلات لدى الأشخاص الذين يتلقونها، للبحث عن حلول للمشاكل التي تواجهم جراء حياتهم داخل مجموعة من البشر، كما أشار إلى أن الفن لا يؤدي رسالة، حيث تقتصر وظيفته على تقديم انعكاس عما يحيط بالفنان، موضحا بأنه اعتمد على بعض تقنيات الإخراج المسرحي في ترتيب إطار الصور المعروضة، بسبب التجربة التي خاضها في هذا المجال.
سامي /ح
في معرض برواق "كاف نون" بقسنطينة
- التفاصيل
-
الذكاء الاصطناعي..هل سيخدم البشرية؟
في ربيع عام 2023 وبعد أشهر قليلة من صدور روبوت الدردشة "شات جي بي تي"، نشر الرئيس التنفيذي لمنصة "إكس"، إيلون ماسك،...
هل سقط المجتمع الدولي في اختبار غزة؟
انتقد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة في نيويورك،عمار بن جامع، في شهر فبراير، فشل مجلس الأمن في المصادقة على...
التنمية البشرية هل هي بيع للوهم؟
"أيقظ العملاق الذي بداخلك"، "كيف تصبح مليونيرا بثلاث خطوات؟"، "أطلق قواك الخفية".. لا شك أن العديد منكم سمع عبارات من...
كيف تحوّلت الجامعة إلى محرك للمقاولاتية؟
اتخذت الجزائر في السنوات الأخيرة إجراءات لإدماج المقاولين الشباب وحاملي الأفكار، في النسيج الاقتصادي النظامي ضمن...
الزراعة الذكية في الجزائر: كيف تحولت إلى خيار استراتيجي؟
تخوض الجزائر خلال السنوات الأخيرة تجارب نموذجية في مجال الزراعة الذكية مناخيا، فقد قدّم باحثون ومبتكرون وشركات متخصصة، حلولا مبتكرة...
زيارة الطبيب النفسي: هل ما تزال من الطابوهات؟
تقول منظمة الصحة العالمية إن شخصا واحدا من بين كل ثمانية أشخاص في العالم، يتعايش مع اعتلال من اعتلالات الصحة النفسية،...
هل يصنع العمل التطوعي فرص التوظيف؟
يُصنَّف العمل التطوعي كقطاع ثالث فاعل بعد القطاعين الحكومي والخاص، بالنظر لدوره الهام في تعزيز التنمية الاقتصادية، حيث أن...
كيف يُحقٍّقُ الوطن العربي أمنه الغذائي؟
حذّر تقرير أممي صدر شهر مارس، بأن مستويات الجوع وسوء التغذية قد وصلت إلى أرقام حرجة في المنطقة العربية، لاسيما بعد أن...
كيف يُنقذ جيل الأوزون قطاع الزراعة؟
أدى التغير المناخي وما يشهده من ظواهر طبيعية متطرفة أبرزها الجفاف، إلى زيادة مستويات الإجهاد المائي، في مقابل ذلك، زاد...
كيف نحمي أنفسنا من أمراض القلب؟
بحوالي 18 مليون شخص يموت كل عام، تُصنِّف منظمة الصحة العالمية، الأمراض القلبية الوعائية بأنها السبب الرئيسي للوفاة في...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)