قصر لالة فاطمة.. ذاكرة امرأة فاتنة فضلت الينابيع على الجاه
لا يزال قصر لالة فاطمة، الكائن بمنطقة وادي الجنان، ببلدية العيون بالطارف صامدا، يخفي بين آثاره ذات النمط المعماري الروماني، قصة امرأة فاتنة الجمال، فضلت الماء مهرا لها، بدل الجاه لإنقاذ ضيعتها من شبح الجفاف الذي كان يهدد المنطقة.
بين أحضان الطبيعة و في عمق غابة وادي الجنان، يقف قصر لالة فاطمة شامخا، متخفيا بين الأشجار الوارفة، محاولا الصمود لفترة أطول، مثلما صمد لقرون منذ العهد الروماني، مرورا بالحقبة العثمانية التي عاشت فيها سيدة ذات جمال و جاه، أطلق اسمها على المكان، ثم الحقبة الاستعمارية، فعهد الاستقلال، دون أن يفقد مكانته التاريخية و الأثرية المهمة. و يبدو من خلال الآثار المتبقية، أن القصر كان يقع بقلعة شاسعة، تزيد مساحتها عن ثلاثة هكتارات، لا يختلف نمطها المعماري عن النمط الروماني، سيّما من خلال بقايا أحواض الماء و معاصر الزيتون، و إن لم يبق الكثير من الأثر العثماني بالمكان، غير أن المتداول بالمنطقة، يرجح أن تكون مالكة القصر قد عاشت في الفترة العثمانية، و عرف عنها أنها ذات جمال و مال وفطنة و مسؤولية أيضا، لأنها لم تغتر بجمالها و تطلب قصورا خارج منطقتها، بل تمسكت بقرار البقاء بواد الجنان و إنقاذه من مشكلة الجفاف التي ضربت المنطقة آنذاك.
 و قد ساعدها جمالها في تحقيق غايتها، حيث اشترطت الماء مهرا لها، فراح الراغبون في الزواج منها يتنافسون في تقديم المقترحات، إلى أن نجح أحدهم في تقديم الأفضل و الأنسب و الذي استوحاه من الهندسة الرومانية، ففاز بذلك بقلب لالة فاطمة التي حافظت على قصرها و المزارع و معاصر الزيتون التي تزخر بها منطقة وادي الجنان الغنية أيضا بأشجار البلوط و الفلين.و يتميّز قصر لالة فاطمة المتكوّن من طابقين بسور يصل ارتفاعه حوالي 8 أمتار، و بعديد القطع الأثرية المثيرة للاهتمام ،من بينها معاصر الزيتون و مطاحن للحبوب و عجلات الرحي و النصب المنحوتة.و يعد هذا المعلم الذي خضع لعديد الحفريات و المصنف كتراث وطني، من أهم المواقع الأثرية بالطارف، لما يحتويه من آثار مميّزة و قطع رخام و فسيفساء و حمامات مزودة بنظام الفرن الأرضي، و غيرها من الكنوز الأثرية القادرة على استقطاب السياح، خاصة و أن المعلم يقع في منطقة غابية ذات مناظر طبيعية خلابة.
مريم/ب

 

الرجوع إلى الأعلى