نادية مجمج و أسمهان بوجعدار بطلتان أولمبيتان  توشحتا الميداليات في ألعاب ريو دي جانيرو  شبه الأولمبية الأخيرة، كاسرتين بذلك كل قيود الجسد، هما رياضتان من نوع خاص لم تثنيهما الإعاقة على تحقيق النصر و اعتلاء منصة التتويج الدولية في منافسة رياضية لا تقل أهمية عن الألعاب الاولمبية العادية، قابلناهما أمس بعد عودتهما لأرض الوطن، فكانت لنا معهما وقفتان ثمينتان الأولى من ذهب و الثانية من برونز.
 نادية مجمج
دخلت منافسة رمي الجلة للتحمية والتخلص من التوتر فحصدت البرونز
 برقم قياسي عالمي « 9.92»متر في فئة « 55» تخصص رياضة رمي الجلة، ومرتبة ثالثة في منافسات رمي الرمح 20.26متر عادت البطلة الجزائرية نادية مجمج متوشحة ميداليتين برونزيتين، أوضحت للنصر، بأن تحصيلها لم يكن سهلا بسبب ظروف التحضير التي تطلبت تفرغا تاما  من قبلها، و استدعت خوض لقاءات تمهيدية عديدة، فرضت عليها البعد عن زوجها و أبنائها خصوصا خلال فترة التكوين المكثف الذي استمر لمدة أربعة أشهر تقريبا و تطلب السفر إلى فرنسا، قبل الانتقال إلى ريو دي جانيرو البرازيلية، « هناك  في ريوـ تضيف البطلةـ كان الوضع صعبا جدا فيما يخص التنقلات، كوننا اضطررنا للمرور أولا بروما ومن ثم الطيران نحو البرازيل أضف إلى ذلك فإن بعد الملعب عن مكان الإقامة، ضاعف من حجم الإرهاق الناجم عن التدريبات و المنافسة.
 بالنسبة للجانب المادي يمكنني القول بأن الأمور كانت مريحة و الحمد لله الفدرالية الجزائرية قامت بدورها كما يجب و قد حظينا بالدعم اللازم لتغطية نفقات التدريب و التنقل، كما أن إقامتنا في ريو كانت تحت كفالة الدولة، وهو ما منحنا الأريحية اللازمة للمنافسة بكل قوة».
تواصل البطلة « خلال وصولنا إلى ريو كان هاجسنا الأول هو التأهل، عن نفسي كنت متخوفة جدا من المنافسة بعدما غيرت تصنيفي من فئة « 56» إلى فئة « 55»،  وهو ما وضعني أمام منافسين أجهل مستواهم الحقيقي و قدراتهم، لذلك فقد دخلت منافسات رمي الجلة من أجل التحمية و التخلص من التوتر ولم أكن أتوقع أبدا بأنني سأعتلي منصة التتويج، لكنني فوجئت بتحقيقي لرمية طويلة خولتني لنيل الميدالية البرونزية وقد كان ذلك بمثابة مفاجأة، أصدقكم قولا لم أكن أتوقع التتويج حتى أنني كنت شبه مصدومة و لم استفق سوى على تهاني و قبلات زملائي في الفريق الوطني، وكان إحساسا رائعا بالفعل».أما بالنسبة للميدالية الثانية فلا تنكر أنها كانت هدفا وضعته نصب عينيها بعد تتويجيها الأول،  مضيفة « منحني ذلك ثقة عالية بالنفس و قررت بأنني لن أدخل المنافسة من أجل المشاركة الرمزية بل لحصد الألقاب، ولو أنني نافست في نفس فئتي الأولى لحققت الذهب بكل تأكيد، لكن الإصابة القديمة أثرت  في أدائي، مع ذلك وفقني الله  و حققت رقما قياسيا عالميا، برمية طولها9.92 متر، لأحصد البرونز للمرة الثانية على التوالي، و هو نجاح ما كان ليتحقق لولا الدعم الكبير الذي منحته لي عائلتي الكبيرة و الصغيرة».
البطلة نادية مجمج قالت بأنها خلال تواجدها في  ريو لم تنفصل روحيا عن عائلتها و كانت دائمة التفكير في أبنائها و زوجها و هو ما زادها عزيمة و إصرارا على تحقيق نتائج مشرفة، أوضحت للنصر بأنها تعتبرها رسالة إلى كل الأصحاء من فئة تستطيع تحقيق إنجازات خاصة رغم احتياجاتها، معلقة بأن الإعاقة لم تكن يوما حاجزا أمامها و لم تشكل لها أي عقدة في الحياة، بل لطالما اعتبرتها دافعا للتحدي والدليل هو أنها لا تدخر أي جهد لتحقيق التوازن بين أدائها كرياضية و دورها كأم وزوجة.
عيساوي عبد المالك زوج البطلة نادية مجمج
إعاقة نادية وسام  شجاعة على جبين رياضية وأم وزوجة
وصف عيساوي عبد المالك زوج البطلة نادية مجمج إعاقة زوجته بوسام الشجاعة الذي يزين جبين امرأة تحدت واقعها و تخطت كل عراقيل الحياة، لتجد الحب و تبرع في الرياضة و تحقق حلم الأمومة، فجمعت بذلك بين ثلاثة أهداف يعجز الكثير من الأصحاء على تحقيقها، كما فعلت هي.
وقال المتحدث بأن زوجته شرفته وشرفت الجزائر بتتويجها، وهو نجاح يساوي بأهميته حجم التعب الذي يتطلبه دعم مسيرتها الرياضية، وما تفرزه من تضاعف للمسؤوليات خصوصا في ظل وجود الطفلين و الأعباء المالية المترتبة عن التدريبات و التحضيرات المستمرة، وهي مسؤوليات قال بأنه لم يمل ولم يكل من مشاركتها معها طيلة 20سنة كاملة لأنه عندما ارتبط بنادية المرأة كان يدرك جيدا تعلقها بالرياضة و حبها للتحدي و إصرارها على النجاح.    
نور الهدى طابي

أمن الولاية أشرف على تكريمهما
قسنطينة تستقبل البطلتين الأولمبيتين بالورود و الزغاريت
عادت أمس ابنتا قسنطينة  البطلتان نادية مجمج و اسمهان بوجعدار المتوجتان  بالذهب و البرونز في الألعاب شبه الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة المقامة مؤخرا بريو دي جانيرو بالبرازيل إلى المدينة حيث حظيتا باستقبال رسمي و شعبي كبير أشرفت على تنظيمه المديرية الولائية للأمن الوطني.
 مدير أمن قسنطينة عبد الكريم وابري، كان على رأس المستقبلين و المهنئين رفقة عدد من إطارات الشرطة و موظفيها، وكذا مسؤولين محليين، عبروا عن فخرهم و اعتزازهم بما قدمته البطلتان اللتان شرفتا الجزائر في محطة رياضية دولية هامة ورفعتا العلم الوطني عاليا، مثبتتين بأن الإعاقة ليست حاجزا أمام النجاح و أن السلامة الحقيقية هي سلامة العقل و القلب كما صرح به رئيس الأمن الولائي، خلال إشرافه على تكريم كل من الرياضيتين و منحهما جوائز تشجيعية و باقات من الورود المحملة بأسمى عبارات التقدير و الاحترام لإرادة فولاذية كسرت كل القيود و تحدت كل الظروف لتحقق انجازا يستحق التشجيع.
 حفل الاستقبال البهيج عرف حضورا مميزا لأفراد من عائلتي الرياضيتين بالإضافة إلى مدرب الفريق الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة، وعدد من الرياضيين من نفس الفئة، فضلا عن جمعيات شبانية محلية عزفت أنغام المالوف و أبت إلا أن تشارك البطلتين فرحتهما بالتتويج، وهي فرحة ترجمتها ابتسامتهما وهما تتوشحان ألوان العلم الوطني و تتزينان بميداليات النصر.
عقب حفل التكريم زف الحضور البطلتين بالتنسيق مع مصالح الأمن في موكب بهيج، باتجاه وسط المدينة وجسورها المعلقة، أين حظيتا باستقبال جماهيري كبير وسط  زغاريد و هتافات و تصفيقات أبناء المدينة الذين حيوا في الرياضيتين إرادتهما و حبهما للوطن قبل أن تختتم الجولة بمأدبة غذاء أقيمت على شرفهما.
نور الهدى طابي  

البطلة الأولمبية بوجعدار للنصر
ثأرت لنفسي لتجريدي من الفضة في قطر بالتتويج بالذهب في ريو
إسعاد الجزائريين أنسانا قضاء عيد الأضحى بعيدا عن الأهل
عبرت البطلة الأولمبية اسمهان بوجعدار، أمس، عن سعادتها الكبيرة بالاستقبال المميز الذي حظيت به رفقة زميلتها نادية مجمج من طرف السلطات المحلية، كما لم تخف في هذا الحوار الذي خصت به النصر بأن تتويجها بالميدالية الذهبية في الألعاب شبه الأولمبية بالبرازيل أحسن رد على من جردها من الميدالية الفضية في البطولة العالمية بالدوحة.
*كلمة عن تتويجك بالميدالية الذهبية في الألعاب شبه الأولمبية بريو دي جانيرو بالبرازيل؟
الحمد لله على كل حال أنا سعيدة للغاية بهذا التتويج الذي لا طالما انتظرته، لقد تنقلت إلى البرازيل بنية تشريف الراية الوطنية و رد الاعتبار لنفسي بعد تجريدي من الميدالية الفضية في البطولة العالمية التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة، وهو ما حز في نفسي كثيرا.
*نفهم من كلامك بأنك ثأرت لنفسك رياضيا من تجريدك من الميدالية الفضية بالتتويج بالذهب؟
لا أخفي عليكم تجريدي من الميدالية الفضية خلال البطولة العالمية بقطر كان حافزا معنويا إضافيا بالنسبة لي و دفعني نحو الأمام، حيث أنني قطعت عهدا مع نفسي على ضرورة تعويض هذه الميدالية و الحمد لله لقد كان الثأر بالتتويج بالذهب.
*صراحة هل كنت تنتظرين التتويج بالذهبية في ريو؟
المنافسة لم تكن سهلة، لكننا حضرنا جيدا قبل التنقل إلى البرازيل، و الشكر موصول إلى كل أعضاء الطاقم الفني و المدربين الذين ساعدوني وتعبوا معي و مع كل الرياضيين، صراحة لقد ضحينا كثيرا ولكن كل شيء يهون في سبيل تشريف الراية الوطنية و رفع العلم الجزائري عاليا، لا أخفي عليكم فإن ترديد النشيد الوطني في البرازيل يجعلك في قمة السعادة، لأنك تفكر مباشرة في عائلتك و كل الجزائريين.
وهل كنتم تتوقعون استقبالا من هذا النوع؟
الاستقبال الذي حظينا به في الجزائر العاصمة من طرف الوزير الأول السيد عبد المالك سلال وفي قسنطينة من طرف مديرية الأمن الولائي و السلطات المحلية و أفراد العائلة يشعرني بالفخر أكثر، خاصة وأنني تمكنت من رسم الفرحة على وجوه كل الجزائريين، و الحمد لله على كل حال التتويج بالذهب أنسانا قضاء عيد الأضحى المبارك بعيدا عن الأهل.
في الأخير ما هي الرسالة التي تودين تمريرها إلى الجمهور الجزائري عبر جريدة النصر؟
أود أن أشكر كل الجزائريين الذين فرحوا لتتويجي و تتويج كل زملائي في الألعاب شبه الأولمبية صراحة، هذا الاستقبال يدفعنا للعمل أكثر من أجل تحقيق نتائج أفضل و المحافظة على الميدالية الذهبية، و أجدد تشكراتي إلى كل من ساعدني على التتويج بهذه الميدالية الذهبية، والتي لن تكون الأخيرة بحول الله.
حاورها: بورصاص.ر

الرجوع إلى الأعلى