تنتشر الأوساخ بشكل كبير بالمكان الذي يوجد فيه ضريح الولي الصالح سيدي سعدون وهو أحد الأولياء الصالحين المدفونين بميلة القديمة كما هو متعارف بين الناس، بحيث تحاصره القمامة من كل جانب تكاد تصل إلى مرقد الولي والذي بات مكشوفا ومعرضا لكل العوامل الطبيعية كالأمطار وغيرها بعدما تهدم المبنى الذي كان يحميه.
كما أن حطام المباني القديمة التي كانت تحيط بالضريح صار عائقا يحول دون الوصول إليه بسهولة، ويصعب تنظيف المكان جيدا، حيث أن حملة النظافة التي قام بها أعوان الجزائر البيضاء في إطار برنامج لجنة مدينة ميلة أو "كوفيميل" على مستوى المدينة القديمة شهر أفريل الماضي أخذت مدة معتبرة من الزمن بسبب تراكم النفايات المختلفة وضيق ممرات المدينة وأزقتها ما حال دون وصول المركبات لإخراج القمامة والمخلفات التي جمعت في عدة أمكنة وهو ما استدعى ضرورة العمل اليدوي لإخراجها، ومن خلال هذه الحملة استرجعت المدينة العتيقة نظافتها الشيء الذي لاق استحسانا كبيرا من السكان، ولكن هذه الصورة لم تدم طويلا، حيث عادت الأوساخ لتظهر من جديد وهو ما أرجعه أهل المدينة إلى عدم اهتمام الوافدين الجدد على المدينة بالمحيط، خصوصا في الأماكن التي تنتشر فيها النفايات الهامدة وحطام البنايات ومنها الأماكن التي لها قداستها وخصوصيتها لدى السكان كضريح الولي سيدي سعدون أو فارس الحرمة كما يتغنى به في قصائد المالوف المحلية بميلة، والذي هجر تماما من الزوار ولا يستطيع المار من قربه أن ينتبه لوجوده لولا تلك النخلة الواقفة بجانبه، بحيث لا توجد لافتة أو حتى علامة أخرى تدل على قبره تمنع عنه الدنس والغرق وسط الأوساخ والقمامة كما هو حاله اليوم.                                               

ابن الشيخ الحسين.م    

الرجوع إلى الأعلى