المنجل والسكين لعلاج الصرع ومشاكل الإنجاب
يقصد السيدة الخمسينية الزهرة طويوي القاطنة بالخربة السفلى بمدينة ميلة، عشرات النساء اللائي  يعانين من مشاكل تعكر حياتهن الزوجية و في مقدمتها العقم، و كذا المصابين بالشقيقة  و عرق النسا و مختلف الأمراض الأخرى من مختلف  المناطق، فهم يعتقدون بأنها راقية شرعية قادرة على فك السحر، و معالجة تقليدية تطوع  قدراتها التي ورثتها أبا عن جد ، باستعمال، حسب كل حالة، الماء المرقى أو الأعشاب أو ما يعرف ب»القطيع» ، أو العلاج بالكي عن طريق تسخين سكين أو منجل أو «خلالة» النسيج، من أجل علاج المرضى و هذه  وسائل و أدوات بسيطة، لكنها جعلت منها أشهر من نار على علم .
  السيدة الزهرة قالت للنصر، بأنها لا تمارس السحر أو الشعوذة، بل الرقية الشرعية و العلاج التقليدي و قد بدأت ذلك منذ كانت في ربيعها 16، مشيرة بأنها ورثت ذلك عن والدها و ورث هو بدوره هذه القدرات عن والده أي جدها، مؤكدة بأن النية الطيبة، هي سر نجاحها في علاج المرضى الكبار و الصغار، مشيرة إلى أنها تعالج الأطفال الذين يعانون من مرض يعرف محليا بـ «القرين» أو «خو الذراري» أو «الجدة» و لا يعالجه في الغالب، حسبها، الأطباء، على غرار مرض «الخلعة» أو الفزع، مضيفة بأنها نجحت في علاج الكثير من السيدات من العقم. محدثتنا بينت بأن والديها كانا يقومان بنفس ما تقوم به هي الآن، و قد «أخذت الحكمة والسر» منهما، على حد تعبيرها، فهي تعالج المرضى بالكي، مستعملة أدوات بسيطة كالمنجل، السكين و «الخلالة» ، كما تستعمل الماء المرقى بسورة الفاتحة، الإخلاص و المعوذتين، و تدلك المكان المصاب كالبطن أو الرجل و غيرهما، و تدعو بالشفاء للمريض، وهو ما يتحقق، كما أكدت، الشيء الذي يحيرها ، حيث تساءلت بهذا الخصوص «سبحان الله حتى أنا أستغرب كيف حدث الشفاء، هل بهذه المياه المرقية أو الأدوات الأخرى التي أسخنها و أضعها في الماء؟» و أجابت بسرعة «أكيد أن الأسباب هي الحكمة و السر، بالإضافة إلى النية».  لم  تلق السيدة زهرة في بداية ممارستها للعلاج التقليدي الدعم من زوجها و حتى أولادها حتى أنهم كانوا يصفون ما كانت تقوم به بالخرافات و حاولوا منعها عديد المرات من مواصلته، إلى أن تعرض زوجها  لحادث سقوط وأصيب على مستوى رجله، توجه عندئذ إلى المستشفى و تلقى العلاج الطبي وعاد إلى البيت، لكنه لم يستطع تحمل الألم الشديد. و قالت لنا بهذا الخصوص «عرضت عليه المساعدة، فوافق مضطرا و تمكنت من معالجته و شفي، بعد ذلك اعترف الزوج  بقدراتها العلاجية»، وامتثل لرغبات الناس الذين يقصدونها طلبا للعلاج، قادمين من مختلف الولايات على غرار، قسنطينة، الجزائر العاصمة، عنابة ، تبسة و خنشلة.... وحتى فرنسا.
و أضافت محدثتنا بأن سيدة فرنسية  زارتها عام 2014  و كانت تعاني من العقم، و كانت برفقة  سيدة أخرى كمترجمة، قالت أن مهاجرين من ميلة في فرنسا حدثوها عن قدراتها في علاج العقم، فقصدتها و عالجتها، و في العام الموالي أنجبت مولودا.
 كما حدثتنا عن شاب في عقده الثالث،  كان يعاني من عرق النسا، و خضع للعلاج عند عدد كبير من الأطباء كثيرا دون أن تتحسن حالته، حتى قصد السيدة الزهرة التي عالجته و لم يعاوده المرض منذ أكثر من سنة، حسبها. و قالت لنا سيدة وجدناها في بيت السيدة الزهرة بأنها جاءت و ابنتها البالغة من العمر سنة ونصف، لمعالجتها من مرض «القرين» أو «خو الذراري»، و بعد الزيارة الأولى و إخضاعها لما يعرف بـ «القطيع» وجدت فرقا كبيرا في حالتها التي تحسنت و بدأت تتماثل للشفاء شيئا فشيئا، كما أكدت لنا سيدة أخرى بأن ابنتها تعافت تماما من ذات المرض على يد السيدة زهرة  التي،  كما أخبرتنا، لا تنصح بالتوجه إلى الأطباء لأن ذلك مضيعة للمال، حسبها،  إذا تعلق الأمر بهذا المرض الذي يصيب الأطفال في سن مبكرة. و قد وقفت النصر على عدد كبير من النساء و الرجال و الأطفال الذين طلبوا العلاج عند هذه الخمسينية. جدير بالذكر أن السيدة طويوي أكدت لنا بأن ما تقوم به بعيد تماما عن الشعوذة، بل بالعكس تماما، هي تقوم بفك السحر خصوصا في حالات تأخر زواج الفتيات و  المشاكل بين الأزواج  و حالات الإجهاض المتكررة ( التابعة) و العقم. و تستعمل في علاجها أدوات بسيطة ، وحتى أعشاب معروفة لدى الناس كالـ «ماقرامان» و«مريوت» و الثوم و الزيت، للاستعمال الخارجي في أغلب الأحيان.
لا تشترط السيدة زهرة مقابل معالجتها لمرضاها ثمنا محددا، فهي تترك ذلك لتقديرهم، كما قالت لنا، لكن اللافت أنه إذا لم يقدم لها المريض شيئا «لفار» كما أسمته، يمكن أن تصاب هي بأذى أو مرض، كما أكدت لنا.
ظواهر خاطئة تستهدف ضعاف النفوس
قصدنا الدكتور كمال الدين لزعر، ليحدثنا عن رأي الطب في مثل هذه الظواهر، فقال لنا بأن العلم لم يستطع إيجاد الحلول و العلاجات النهائية لبعض الأمراض، لكنه يمكن أن يضع حدا لانتشارها و تفاقمها على غرار البهاق، البرص وغيرهما، و هذا ما فسح المجال أمام الكثيرين، ليجدوا لأنفسهم مكانا في هذا الفراغ  العلمي و الطبي، خصوصا مع ضعاف النفوس من المرضى. الطبيب أكد بأن هذه الظواهر الخاطئة و التي في كثير من الأحيان ليس لها أساس علمي، تميل أحيانا إلى الشعوذة، فتلحق الضرر بالمرضى بدل أن تنفعهم، كما هو الحال بالنسبة للتداوي ببعض الأعشاب مثلا، دون احترام المقادير و الجرعات المناسبة و كذا إذا كانت طازجة جديدة أو قديمة و طريقة حفظها و عوامل أخرى.
ابن الشيخ الحسين.م

الرجوع إلى الأعلى