عبد الرحمان الحورش نابغة من قسنطينة ينافس الآلة الحاسبة
عبد الرحمان الحورش أو الآلة الحاسبة، كما يلقبه أصدقاؤه، شاب من قسنطينة يتمتع بموهبة فريدة و قدرة عالية على اللعب بالأرقام، و حل أصعب المسائل الحسابية خلال دقائق، دون الاستعانة بأي شيء، شاب يملك من الكفاءة ما جعله يتفوق على محاسبين يتولون مهمة تسيير حسابات مؤسسة بحجم الشركة الوطنية للتبغ و الكبريت.
 عبد الرحمان من مواليد 17 سبتمبر 1990 بقسنطينة، زاول تعليمه الابتدائي بمنطقة ابن باديس، قبل أن ينتقل إلى عزابة رفقة عائلته، هناك اكتشف ولعه بمادة الرياضيات و قدرته الكبيرة على التحكم في الأرقام، رغم صغر سنه، فكان محط اهتمام الأساتذة الذين أطلقوا عليه لقب الآلة الحاسبة، وكانوا يعتمدون عليه، كما قال، في إيجاد حلول بديلة للمسائل الرياضية أو تصحيح أخطاء زملائه في السبورة، وأكد النابغة للنصر، بإن عشقه للأرقام و الحساب، تحول مع الوقت إلى هوس، فلم يكن يتوقف عن إجراء العمليات الحسابية حتى وهو في فراشه، بل على العكس كان يتسلى بالضرب و القسمة، ليتمكن من النوم، بالمقابل فإن أي رحلة عن طريق الحافلة من عزابة باتجاه مكان آخر، كانت بالنسبة إليه فرصة للعب، فكان يركز على أعداد لوحات ترقيم السيارات التي يجمعها و يضاعفها و يقسمها، إلى أن يصل إلى وجهته المحددة، وقد تسبب له هذا الهوس في مشاكل مع محيطه الذي عزلته عنه الأرقام، لدرجة أن بعض أصدقائه حذروه من التركيز المكثف عليها، حتى لا يمرض، لكنه لم يهتم يوما بما يقال له، لأنه أدرك بأن الله حباه بملكة خاصة، تشبه ملكة العباقرة ،وهي فرط نشاط الدماغ و سرعة نموه، كما عبر.
ظروف حالت  دون تحقيق حلمه
عندما كان عبد الرحمان يدرس في السنة الأولى متوسط، انتقل مع أسرته إلى مدينة عزابة، و التحق بالمتوسطة الجديدة خلال نهاية السنة الدراسية تقريبا، ما جعله  يدرس بقسم أدبي، رغم تفوقه في الرياضيات و المواد العلمية،  رغم ذلك لم يستسلم و حافظ على اهتمامه بهذه المواد ، لكن الظروف العائلية القاهرة ، كما أكد، وقفت حجر عثرة بينه وبين الالتحاق بالجامعة، فاضطر إلى ترك الثانوية بعد فشله في الحصول على شهادة البكالوريا، ليتوجه الى التكوين المهني، و يتخصص في شعبة المحاسبة و التسيير، وهو ما سمح له لاحقا بالحصول على فرصة التربص في الشركة الوطنية للتبغ و الكبريت، أين فرض نفسه و استطاع بفضل مساهمته كمدقق حسابات في معالجة العديد من الهفوات المالية التي أربكت المحاسبين بالشركة، وذلك دون حتى أن يستعين بآلة حاسبة.
«نظريتي ستشكل ثورة علمية في العالم»
ظروف النابغة المادية الصعبة لم تحبط عزيمته يوما، إذ أنه تمكن بفضل المثابرة و البحث و الدراسة من اكتشاف نظرية جديدة في الرياضيات و تطويرها، و تتناول الموافقات الرياضية بشكل مختلف، وهي نظرية قال أنه توصل إليها وهو في ربيعه 16 ، مؤكدا بأنها ستساعد على تطوير قواعد قسمة الأعداد.
محدثنا أضاف بأنه يبحث اليوم عمن يتبنى موهبته و يساعده على تطوير نظريته و الإعلان عنها، لأنه عجز عن الاتصال بالباحثين و المهتمين بمجال الرياضيات لوحده، كما أنه يخاف أن تتعرض نظريته للسرقة في حال كشفه عنها دون ضمانات.
علما بأنه يركز في الفترة الحالية على البحث عن وظيفة تسمح له بتوفير المال اللازم للسفر إلى الخارج و التواصل مباشرة مع مراكز البحث الأجنبية.
 ن.ط

الرجوع إلى الأعلى