عيد الحب ينعش تجارة الشكولاطة و الصولد ينقذ التجار والعشاق
خلافا للسنة الماضية جاءت مظاهر الاحتفال بعيد الحب بارزة هذا العام، خصوصا وأن حملات الردع و التحريم التي اعتاد البعض الترويج لها    عبر مواقع التواصل الاجتماعي و بالأخص فيسبوك، تراجعت بشكل ملحوظ بل كادت تكون منعدمة، بالمقابل استقبلت أمس الفضاءات التجارية بقسنطينة العشاق الذين تزامن عيدهم مع موسم الصولد، ما زاد الإقبال على اقتناء الهدايا وحتى أنواع الشكولاطة الفاخرة التي شملتها التخفيضات هي أيضا.
التخفيضات تمسح مرارة التقشف  و الشكولاطة الفاخرة تعوض الورود
بقسنطينة  أعلنت العديد من فضاءات التسوق الكبرى و المحلات المتخصصة في بيع الشكولاطة المستوردة عن تخفيضات استثنائية وصلت حتى 15 في المائة  عن السعر الأصلي للعلبة  الفاخرة التي تنوعت ماركاتها العالمية، وهو ما صب في صالح العشاق الذين وجدوا فيها بديلا لذيذا و مناسبا للتهادي و التباهي أيضا، خصوصا وأن بعض الأنواع الشهيرة التي كانت علبتها تقدر بـ 1500دج خفضت الى غاية 600دج.
  بواحد من مراكز التسوق المشهورة بمنتجاتها المستوردة بمدينة الخروب، أخبرنا البائع بأن الشكولاطة تعرف إقبالا منقطع النظير و أن المعيدين يقتنونها بشكل عادي غير آبهين بالأسعار، نافيا أي وجود لمظهر من مظاهر التقشف.
 محدثنا قال بأن الإقبال زاد بشكل ملحوظ هذه السنة و السبب حسبه، هو تزامن المناسبة مع موسم التخفيضات الذي انطلق منتصف الشهر الماضي و عرف حسبه ذروته اليوم خصوصا ما تعلق بالحلويات و المنتجات المستوردة الأخرى كالشكلاطة على اختلاف أنواعها.
المراكز التجارية الكبرى بالمدينة الجديدة علي منجلي عرفت يوم أمس إقبالا منقطع النظير خصوصا خلال فترة الظهيرة، إذ اختار الكثير من المتحابين مطاعمها للاحتفال بينما وجدوا في محالاتها التي علقت يافطات كبيرة تعلن عن تخفيضات هامة للعشاق، مكانا للتهادي، وهو ما لمسناه خلال جولة بين محال الملابس الداخلية و العطور و مواد التجميل و كذا الإكسسوارات، التي حققت مبيعات قياسية  كما أخبرتنا بائعة بواحدة من محلات المجمع التجاري لاكوبول، موضحة بأنها تعاملت منذ الصبيحة مع عدد معتبر من الزبائن معظمهم عشاق، و غالبيتهم طلبة جامعيون حسبها لأن أعمارهم شابة تتراوح بين 20 و 25سنة.
محدثتنا قالت بأن أكثر ما قامت بتعليبه هو العطور للجنسين، و كذا مواد العناية بالبشرة ككريمات الوجه و اليدين و الجسم و مواد التجميل ذلك، مشيرة إلى أن معظم زبائنها فضلوا التخلي عن عنصر المفاجئة و ترك حرية اختيار نوع الهدية لمرافقيهم.
من جهة ثانية عرفت محلات الملابس النسائية و بالأخص الملابس الداخلية والمنزلية إقبالا كبيرا، فحسب واحدة من البائعات عيد الحب رفع سقف المبيعات بشكل كبير، والسبب حسبها هو أنه تزامن مع إعلان التخفيضات التي وصلت حتى 30في المائة على القطع المستوردة، مشيرة إلى أنه كان بمثابة يوم سعد للتجار و الزبائن على حد السواء، معلقة بأنها تمنت لو انه كان يوم عطلة أسبوعية بدلا من يوم عمل عادي، لأن الإقبال حسبها،سيكون أكبر.
 وبالرغم من أن باعة الورود البلاستيكية لم ينشطوا بشكل كبير هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية و لم يحققوا الربح بسبب وفرة الشكلاطة بأسعار مقبولة، إلا أن اللون الأحمر لم يكن طاغيا في الشوارع  ومظاهر الاحتفال لم تكن بادية في وسط المدينة بعكس المراكز التجارية، مع ذلك فإن جولة صغيرة إلى  جامعة قسنطينة 2، نقلتنا الى عالم آخر مليء بالهدايا و الورود الحمراء، أما المميز فهو مظهر الطلبة الذين بدا جليا بأنهم بذلوا جهدا للتأنق من أجل المناسبة.
عزاب و عائلات احتفلوا بالحب على طريقتهم
الملاحظ  هذه السنة أيضا هو أن الاحتفال بعيد الحب لم يقتصر على الثنائيات من العشاق، فطاولات المطاعم بالمجمعات التجارية و محلات البيتزا المعروفة، عرفت حجوزات خاصة بعائلات بدا واضحا من أكياس مقتنياتها بأنها كانت تحتفل، كما أن العديد من الفتيات برمجن خرجات خاصة للاستمتاع بالمناسبة مع صديقاتهن، بالمقابل نشر الكثير من الفيسبوكيين صورا و تعليقات لها علاقة بالحب فتبادلوا التهاني و تحدث بعضهم عن  أهمية توسيع مفهوم الاحتفال بعيده ليشمل كذلك الأسرة و الأقارب و حتى الأصدقاء، مرفقين تعليقاتهم بصور للشكلاطة و أخرى للقلوب الحمراء.
 بالمقابل فضل آخرون  بينهم عزاب معايدة  معارفهم بهذا العيد عن طريق أبيات شعرية أهدوها للجميع دون استثناءات و بالأخص أمهاتهم و أبنائهم، أما المحظوظون فنشروا صورا للهدايا التي وصلتهم من أحبتهم وكان للشكلاطة الحظ الأوفر.
 الاحتفالات بعيد القديس فلانتين، جاءت هادئة هذه السنة، فلم تسبقها حملات تحريم على مواقع التواصل الاجتماعي كما هو الحال بالنسبة للعيد السابق، وقد لاحظنا تراجعا في عدد المنشورات المعادية للمناسبة و غيابا للفتاوى العشوائية التي تدعو إلى تحريم الحب و تجريم المحتفل به.
وحتى المنشورات التي هاجمت هذا العيد اختار أصحابها الأسلوب الساخر و ليس الردعي، فنشروا صورا تربط مفهوم الحب لديهم بالطعام، وآخرين بالتسوق أو الرياضة أو النوم، مع الابتعاد عن التجريح أو القذف أو الزجر و التحريم، و الخوض في تاريخ المناسبة و خلفياتها و ربطها بصراع الأديان و جهنم.                                          
ن/ط

الرجوع إلى الأعلى