موهبة تصنع  من  الخردوات مجسمات وتماثيل
يعتمد الحرفي الفنان كمال بولقرع في تجسيد معظم أعماله على الخردة بمختلف أنواعها، مستخدما في تصميمها و تركيبها آلة لحام و بعض الأدوات البسيطة، فتتنوع أعماله بين المجسمات الفنية و تماثيل شخصيات تاريخية و رؤساء الجزائر، إلى جانب إبداعه في تصميم بورتريهات بالألوان الزيتية.
ابن مدينة قسنطينة قال للنصر، بأنه رسم 15 لوحة لشخصيات تاريخية كيوغرطة و ماسنيسا و الأمير عبد القادر و صالح باي و قسطنطين و غيرهم، بالإضافة إلى الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة الدولة الجزائرية من بينهم أحمد بن بلة و هواري بومدين و الشاذلي بن جديد، موضحا بأنه يراعي في انجازها الحقب الزمنية التي عاشوا فيها، ليستخدم و بشكل موفق الألوان التي تتماشى و تلك الحقبة، مضيفا بأنه استغل حرفته كحداد في تفجير موهبته في الرسم، فاستعمل الخردة في صنع جسور قسنطينة و معالمها الأثرية و كذا أشكال فنية أخرى، كان آخرها عصفور السنافر الذي صنعه من مادة الحديد بطول 1.3 متر في حين بلغ عرض جناحيه مترا ، و قد باعه لمسؤول فريق شباب  قسنطينة بسعر رمزي بحكم مناصرته للفريق، غير أن هذا المسؤول باعه لحديقة التسلية بباتنة.

محدثنا قال بأن ولعه بفن الرسم بدأ منذ كان في سن السابعة، يدرس في السنة الثانية ابتدائي، فكان يبرز قدراته في هذا الفن بالرسم على جدران الحي، مشيرا إلى أن تمكنه من تجسيد أي شكل أو شخصية على الورق، سهل عليه تحويل الخردة إلى مجسمات لحيوانات أو شخصيات أو معالم و أشكال أخرى.
و أضاف محدثنا بأنه توقف لمدة طويلة عن الإبداع بسبب التهميش، إذ لم يحظ بأي التفاتة من قبل الهيئات المحلية المعنية، رغم أنه تقدم إليها بعديد الاقتراحات قبل انطلاق عاصمة الثقافة العربية، فعرض عليها مثلا انجاز تمثال للعلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس بمادة النحاس ، و تحدث حينها مع حفيد العلامة  و أطلعه على تفاصيل العمل، و قدر تكلفته الإجمالية بـ20 مليون سنتيم، غير أن اقتراحه قوبل بالرفض.
كمال بو لقرع قال بأن العديد من المسؤولين لا يثقون بإمكانات و قدرات أبناء الجزائر ، و يعتبرون ما يطلبه الفنان من مستحقات مبالغ فيه، بالرغم من أنها رمزية، مقارنة بما يدفع للأجانب، حسبه، مقابل أعمال أغلبها غير ناجحة،  على حد تعبيره، كما سبق و أن حدث لتمثال ابن باديس الذي أنجزه نحات برتغالي ووضع وسط مدينة قسنطينة في بداية تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، و كذا تمثال زيغود يوسف الذي أنجزه فنان مصري لمتحف المجاهد بقيمة 500 مليون سنتيم.

 الحرفي الفنان البالغ من العمر 52 عاما، أكد بأنه سبق و أن اقترح أيضا على الجهات المعنية انجاز مجسمات لصالح باي لوضعها في مداخل الجسر، فرفض اقتراحه، فلم يلبث أن اقترح على مدير المؤسسة المسيرة للجسر العملاق قبل افتتاحه، صنع مجسم من الحديد للجسر ، فوافق و اتفقا على أن يصنع من الحديد  بطول 6.5 أمتار و علو 2.6 متر ليكون جاهزا قبل افتتاح المشروع، غير أن محدثنا انتظر مطولا و لم يتصل به المدير، و تم استبداله بجسر صغير مصنوع من حطب عرض يوم الافتتاح.
و ذكر محدثنا بأنه و بعد أن أوصدت في وجهه كل الأبواب ، وضع ملفا على مستوى الصندوق الوطني للتأمين على البطالة للاستفادة من قروض «كناك» في إطار منح امتيازات و إعانات الدولة للشباب البطال، و ذلك بهدف اقتناء وسائل حديثة تساعده على تطوير حرفته الفنية،  لكن منذ وضع ملفه سنة 2006 ، لم يحصل على الموافقة على القرض لحد الآن دون اطلاعه على السبب.
كل هذه العراقيل في مسار بولقرع الفنان دفعته إلى مواصلة ممارسة حرفته كحداد لضمان رزقه، و تعليم التلاميذ الرسم و انجاز المجسمات مجانا، إلى جانب التعامل مع مديري المدارس ، فقد سبق و أن رسم جداريات تجسد معالم مدينة قسنطينة و جبال الهقار، بمدرسة محمد العيد آل الخليفة بواد الحد بقسنطينة ، و قال بأنه سينجز في الأيام المقبلة جداريات أخرى بمتوسطة المكي بذات الحي ، كما أن بعض أصحاب المؤسسات يطلبون خدماته، إلى جانب بعض المواطنين الذين يرغبون في تزيين جدران منازلهم بلوحات فنية. و أشار محدثنا إلى أنه سبق و أن باع عددا من مجسماته، من بينها الجسر العملاق و جسر سيدي راشد لإحدى محطات البنزين بقسنطينة.
أسماء بوقرن  

الرجوع إلى الأعلى