نحن سفيرات قضية و الجزائر سندنا في المواقف الصعبة
أفيدهم مبارك حسن، الزهرة عبد الرحمن اللول، كديحة محمد سالم علال، مامية محمد فاضل عمر،غالية محمد مختار، بني محمد فلي،  طالبات  من الصحراء الغربية دفعتهن الظروف و الأوضاع غير المستقرة إلى الابتعاد عن الوطن و الأهل لطلب العلم منذ أن كن في سن 15 ، فبالرغم من أن تخصصاتهن الجامعية مختلفة، لكن هدفهن واحد و هو التعريف بالقضية الصحرواية و الدفاع عنها بكافة الأشكال و بشتى الطرق. على هامش الاحتفال بالذكرى 41 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالإقامة الجامعية علي منجلي 03 بجامعة قسنطينة، التقت النصر بنحو 12 طالبة من الصحراء الغربية، فأجمعن بأنهن يعتبرن أنفسهن سفيرات دولة و قضية يحملن رسالة واجب عليهن تبليغها و إيصالها لأي شخص، سواء كان طالبا أو عاملا أو بائعا بالجزائر و بمختلف دول العالم، و أضفن بأن ما يتعرض له أبناء وطنهن من اضطهاد و اعتقال و تعذيب و اعتداءات شنيعة، يؤثر عليهن كثيرا و يشجعهن في ذات الوقت على المضي قدما، و التضحية في سبيل استرجاع أرضهن من الاحتلال المغربي، كما أكدن بأن الدفاع عن القضية غائب إعلاميا، ما دفع ببعضهن إلى دراسة هذا التخصص، و اعتبرن الجزائر الحضن الذي احتوى مأساتهن والجسر نحو مستوى تعليمي يمكنهن من الدفاع عن القضية الصحراوية بسلاح العلم والإعلام . مقيمات بالحي الجامعي علي منجلي 3 عبرن عن ارتياحن لظروف الإقامة بالجزائر وأشدن  بالدور الكبير الذي تلعبه الجزائر في توفير كل الإمكانيات لهن، كما عدن بذاكرتهن لظروف العيش في المخيمات و الأوضاع السائدة حاليا  فكان للدموع والحنين للوطن نصيب كبير من الحديث.
رصدتها أسماء بوقرن
مامية محمد فاضل  سنة ثانية علوم اقتصادية
علينا كطلبة المشاركة في بناء مستقبل بلدنا
مامية محمد فاضل عمر، طالبة في السنة الثانية تخصص علوم اقتصادية، قالت بأنها تقيم في الجزائر منذ سنة 2013، درست المرحلة الثانوية في ولاية النعامة، و التحقت بقسنطينة بعد حصولها على البكالوريا، مشيرة إلى أنها على اتصال دائم بأفراد أسرتها الذين تشتاق اليهم كثيرا و تبكي من شدة الحنين إليهم، و يطلعونها باستمرار على أوضاع اللاجئين في المخيمات، فأي شخص، كما أكدت، يعيش يومياته على أنه لاجئ يعاني من عدم الاستقرار و يأمل أن يعود الاستقرار إلى وطنه، و أضافت « أتابع يوميا قضيتنا الوطنية، خصوصا في المحافل الدبلوماسية و في المحفل الإفريقي، و نحن كطلاب علم في مختلف الدول كالجزائر و ليبيا و موريتانيا ، نعتبر كذلك سفراء لبلادنا و لدينا رسالة هي التعريف بقضيتنا في كل مكان، و لدى كل الناس إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي.  مامية تعتبر الجزائر بلدها الثاني الذي يدعم القضية الصحراوية و يقف إلى جانب شعبها في أحلك الظروف و المواقف الصعبة، إذ توفر لكل الطلبة الصحراويين كافة الظروف و الامكانات، كما تهيئ لهم الجو المناسب و مريح للتمدرس و العيش الكريم، مضيفة بشأن تخصصها « اخترت تخصص الاقتصاد عن اقتناع، لأن لدي آفاق مستقبلية لبناء و إنعاش اقتصاد بلدي ، فحين تنال الصحراء الغربية استقلالها، نحن مطالبون ببناء دولة و هي تحتاج لمختصين في الاقتصاد بالدرجة الأولى، و واجبنا أن نفكر في مستقبل وطننا».

كديحة محمد سالم تخصص إعلام  
سأوصـــل القضيـــة الصحراويــــة إلى المحافل الدوليـــــة
الطالبة كديحة محمد سالم علال، 22 عاما، تدرس تخصص إعلام و اتصال، قالت بأنها اختارت هذا التخصص بهدف إيصال القضية الصحراوية الى المحافل الدولية ، و أشارت إلى أنها درست المرحلة الثانوية في ولاية سعيدة و بعد تحصلها على شهادة البكالوريا انتقلت الى قسنطينة و تقيم منذ عامين بها. بخصوص القضية الصحراوية قالت و هي تذرف الدموع، بأنها مضطهدة و بعيدة كليا عن الإعلام ، و هدفها كابنة لهذا البلد، أن تنقل ما يتعرض له الصحراويون من اضطهاد و اغتصاب و تعذيب، فحتى الشيوخ لم ينجوا من التعذيب، و شددت بأن العنصرية جلية بين الطالب المغربي و الطالب الصحراوي في المناطق المحتلة، إذ لا يسمح المغاربة لهذا الأخير  بالدارسة و يستفزونه بالقول بأن العلم الصحراوي غير موجود في الخارطة العالمية، و إذا دافع الطالب الصحراوي عن نفسه يواجه الظلم و الاضطهاد من الإدارة المغربية. محدثتنا أكدت بأنها تحب الجزائر كثيرا، كونها الدولة الأولى التي وقفت إلى جانب الصحراء الغربية و ساندتها ماديا و معنويا، على غرار تموين مخيمات اللاجئين بالمواد الغذائية،  و توفير الإمكانات و ظروف التعلم للطلبة الصحراويين، و علقت كديحة في ختام حديثها « رغم كل شيء فإننا  تتعب نفسيا أحيانا بسبب الشوق و الحنين للأهل». 

الزهرة عبد الرحمن اللول تخصص إعلام وإتصال
أتألــــم لما يعانيـــه الصحراويـــــون في سجــــون المحتـــــل
الزهرة عبد الرحمن اللول، طالبة في جامعة قسنطينة 03 صالح بوبنيدر، في ربيعها ال20،  قالت لنا بأنها مقيمة في الجزائر منذ 5 سنوات، حيث درست السنة الأولى و الثانية ثانوي بولاية النعامة و الثالثة بولاية سعيدة، لتنتقل إلى ولاية قسنطينة بعد تحصلها على شهادة البكالوريا لتدرس تخصص إعلام و اتصال.
و أضافت بأن الظروف أرغمتها على مغادرة وطنها لمتابعة دراستها بعد حصولها على شهادة التعليم المتوسط، و وجدت صعوبة في التأقلم في البداية، لأنها لم تتعود على البعد عن أهلها، لكن معاملة  الجزائريين الحسنة و تضامنهم معها و توفير الدفء العائلي لها، عوضها عن الحرمان الأسري، مضيفة بأنها تشتاق لأهلها كثيرا، بالرغم من اتصالها الدائم معهم على مواقع التواصل الاجتماعي، و قالت في سياق آخر، بأنها تتابع عن كثب القضية الصحراوية و تتألم لما يعانيه السجناء الصحراويون في سجون الاحتلال، حيث يمارس عليهم شتى طرق التعذيب، مشيرة إلى أن ظروف المعيشة ببلادها صعبة و الإمكانات محدودة.  و عن طموحها قالت بأنها تدرس تخصص الإعلام، بهدف العمل كإعلامية في  الدول الأجنبية، للدفاع عن الدولة الصحراوية ، مشيرة في سياق آخر، إلى أن الظروف في الإقامة الجامعية جيدة، خاصة و أنه تم جمع الطالبات الصحراويات في جناح واحد ما جعلهن يشعرن بجو أسري.

بني محمد فلي طالبة في كلية الصحافة
الإعــــلام لم يعـــط القضيــــة الصحراويـــة حقــــها
الطالبة بني محمد فلي،السنة الثانية  تخصص إعلام و اتصال، تقيم بالجزائر منذ ثلاث سنوات ، و  بمجرد أن سألناها عن الأوضاع في الصحراء الغربية انهمرت دموعها، و قالت «صعبة ، خاصة ظروف التعليم، حيث يطبعها التمييز و العنصرية، نعيش ككل دولة محتلة، لا ننعم بالاستقرار»،  مؤكدة بأنها  تحدت التمييز و كل شيء ، لتواصل تعليمها و تحقق هدفها العلمي ، فهي تتمنى أن تصبح إعلامية ناجحة و متميزة لتعطي القضية الصحراوية حقها إعلاميا.

أفيدهم مبارك حسن تدرس علوم وتكنولوجيا
تحديت كل الظروف لمواصلة تعليمي بالجزائر
أفيدهم مبارك حسن، 20 سنة ،  تدرس سنة أولى تخصص علوم و تقنيات التكنولوجية ، قالت بأنها قدمت إلى الجزائر، من أجل تحقيق النجاح في دراستها، ما شجعها على تحدي كل الظروف ، مضيفة بأنها درست في المرحلة الثانوية بولاية معسكر، و وجدت صعوبة بحكم عدم مطابقة المناهج العلمية بين البلدين، فوجدت نفسها مجبرة على تحمل مسؤوليتها كاملة و الاعتماد على نفسها في كل الأمور و لا تعتمد على أهلها، و اعترفت بأنها تعاني كثيرا من البعد عن الأهل و الحرمان من الجو الأسري ، مشيرة إلى أن التواصل عبر الفايسبوك معهم يخفف من معاناتها. و في ما يتعلق بدراستها الجامعية، قالت بأنها وجدت صعوبة في الدراسة باللغة الفرنسية، باعتبار أن اللغة الثانية في بلادها هي الإسبانية، ما دفعها إلى التسجيل في مركز خاص لتعلم الفرنسية. و عندما سألناها عن ظروف العيش في المخيمات اكتفت بالقول بأنها صعبة، و الدموع تغمر عينيها.

غالية محمد مختار  من معهد العلوم السياسية
تعرضـــت للاضطــــهاد  المغربـــي في المرحلـــة الثانويـــة
الطالبة غالية محمد مختار، 24 سنة، تخصص العلوم السياسية، قالت بأنها درست في المرحلة الثانوية في الصحراء الغربية، و عاشت الاضطهاد هناك، مضيفة بأن الظروف في الجزائر مهيأة جدا ، لكن البعد عن الأهل هو أكثر ما يؤلمها، لكن طموحها في الدفاع عن القضية الصحراوية، و التعريف بها في المحافل الدولية، يجعلها تتحدى كل العقبات لمواصلة دربها.

الرجوع إلى الأعلى