المعارض بالمناطق الساحلية لا تليق بمستوى التحف المعروضة
يعتبر الرسام الهاوي و الحرفي حسين ألواز أن المعارض التي تقام في الولايات الساحلية، لا تخصص لها مساحات مناسبة تليق بمستوى التحف المعروضة، ما ينقص من قيمتها و يجعلها تبدو في مظهر منفر، كما يهدر من الجهد الذي يبذله الفنان ، موضحا بأن التنظيم الجيد و المظهر الخارجي  يلعبان دورا كبيرا في التسويق لمنتوج الحرفيين المتميزين .
حسين ألواز قال في حديثه للنصر، بأنه يمتلك موهبة الرسم منذ الصغر و ما مكنه من صقل موهبته، هو دعم إخوته الدائم له، باعتبارهم يجيدون ذات الفن ، خاصة شقيقه الأكبر  الذي علمه تقنيات الرسم لأنه متميز في هذا الفن ، موضحا بأنه بدأ مسيرته في هذا الفن برسم المناظر الطبيعية و الشخصيات على الورق و كذا الجداريات التي تميز فيها كثيرا ، حيث تكفل لدى تصفيات الجزائر للتأهل للمونديال، برسم لوحات على جدران الحي بولاية عين الدفلى التي يقطن بها ، و قد انبهر بانجازه مسؤولي مديرية الشرطة بالولاية، فقاموا باستدعائه و عرضوا عليه العمل معهم ، فرسم شعار الشرطة ، بعدها عمل بمديرية الحماية المدية لذات الولاية ، و قام برسم جداريات حول رجال الإطفاء ، و هو في ربيعه 22 و كان يدرس في السنة ثالثة  جامعي تخصص علوم اقتصادية.
بعد تخرجه من الجامعة،عمل في غرفة الصناعات التقليدية لولاية عين الدفلى كمحاسب ، ثم عمل مع أخيه  الأكبر الولوع هو الآخر بفن الرسم في ورشة للصناعات التقليدية، و أصبح يعتمد على حرفته بعد أن وجد بأن عمله كمحاسب لم يحقق له راتبا مناسبا، معتبرا أن هذه الحرفة مربحة لو أعطي لها حقها.
محدثنا البالغ من العمر 26 سنة، قال بأنه واجه بعض الصعوبات، نظرا لنقص المواد الأولية ، و في مقدمتها نقص صناعة الفخار ، و هذا بعد أن تم غلق، كما قال ، عديد المصانع العمومية في بسكرة و باتنة و ميلة ، بعد أن أفلست، مشيرا إلى أن الأسعار كانت مقننة و ساعدته كثيرا، مضيفا بأنه أصبح حاليا يتعامل مع الحرفيين في مجال صناعة الفخار ، بالرغم من أن ذلك يستغرق وقتا في الحصول على الكمية المطلوبة.
 بخصوص الألوان قال بأنها لا تتوفر في الجزائر ، حيث يتم اقتناؤها من تونس ، بأسعار مناسبة نوعا ما، حيث يستعمل الألوان المصنوعة بتركيا، لأنها  زاهية و تساعده في العمل.
و بخصوص حرفة الرسم على الفخار التي يمتهنها منذ مدة طويلة، قال بأنها تزدهر في فصل الصيف و المناسبات، و كذا في الموسم الشتوي في الجنوب الجزائري و في العطل المدرسية، مشيرا بأن سياسة التنظيم في هذا المجال  غائبة، خاصة في المناطق الساحلية، إذ تتسم العروض بالفوضى و سوء التنظيم، كما أن الفضاءات التي تخصص للعرض غير مناسبة، و لا تليق، كما قال، بمستوى التحف و اللوحات المعروضة،  مؤكدا بأن المظهر الخارجي يلعب دورا مهما في تسويق المنتوج و يعتبر جزءا مكملا و داعما للعرض.
الرسام الهاوي الذي يجيد هذا الفن على مختلف المواد من فخار و زجاج و غيرهما، قال بأن ليس كل المعارض يمكن للحرفي أن يسوق فيها  انجازاته ، موضحا بأن العمل مع الجمعيات يختلف عن العمل مع غرف الصناعات التقليدية، لأن الجمعيات،حسبه، تختار المساحات المناسبة التي تشهد حركية للعروض عكس الغرف، موضحا بأن كل المعارض التي تقام مع الجمعيات، بالتنسيق مع مديرية الثقافة تكون ناجحة.
و أضاف في سياق آخر، بأن التحف الفنية التي يسوقها في الغرب تختلف عن التي يسوقها في الشرق أو الجنوب، و ذلك من حيث اللون و الشكل، مطبقا تقنيات خاصة بالرسم من بينها “ وانستروغ و  كراكلي و مايلاي “، كما يحبذ في وقت الفراغ تصميم  لوحات عن المناطق التي تشتهر بها الجزائر، و كذا  رسم بورتريهات لرياضيين كمسعود أوزيل و غيره من اللاعبين الجزائريين و الأجانب.
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى