مخبرية مبدعة ترفض تسويق أعمالها
نجحت الدكتورة عائشة متيش المنحدرة من عرش آث إسماعيل بدائرة بوغني، 40 كلم جنوب تيزي وزو، في الغوص في عالم الإبداع باستغلال مواهبها المتعددة ، لتصنع بأناملها الذهبية أجمل اللوحات الفنية و الأزياء القبائلية المبتكرة لتزين بها الدمى فنالت معروضاتها بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو. بالرغم من تخصصها في البيولوجيا و تسييرها لمخبرها الخاص للتحاليل الطبية بمدينة بوغني، إلا أن الدكتورة متيش تخصص جزء من وقتها للإبداع و التعبير عما يختلج بداخلها، شعرا أو رسما أو تصميما و خياطة،حيث قالت للنصر بأنها و بعد انتهائها من عملها اليومي في المخبر، تتوجه نحو بيتها و تتفرغ لأبنائها وهواياتها المفضلة، مشيرة إلى أنها تمكنت من النجاح في حياتها المهنية و العائلية و الإبداعية بفضل التنظيم الجيد لوقتها.
و أضافت محدثتنا بأنها لا تحب كثيرا مشاهدة التلفزيون ، كما أنها لا تتحدث كثيرا و تترجم كل مشاعرها في أبيات شعرية و قصائد تبدع فيها أو في رسومات، حيث تفضل قضاء جل وقتها مع القلم و الريشة، أو خياطة الجبة القبائلية بمختلف أصنافها لتزين بها الدمى، عوض الجلوس مكتوفة اليدين ، و تتوجه إلى ورشتها الصغيرة الموجودة داخل بيتها ، لتسافر بخيالها إلى عالمها الخاص، فترسم مشاعرها و كل ما يجول بخاطرها مستخدمة الألوان و الأشكال المختلفة.
بالإضافة إلى الرسم و الشعر و الخياطة، تهوى الدكتورة عائشة متيش التصوير الفوتوغرافي، حيث جابت العديد من قرى منطقة القبائل لتلتقط صورا فوتوغرافية لمناظر طبيعية قبائلية خلابة و أخرى خاصة بنساء يصنعن الأواني الفخارية أو الحلي الفضية التقليدية، لأنها كما أكدت ولوعة بكل ما هو تقليدي و كل ما يعبر عن النمط المعيشي و الاجتماعي لسكان المنطقة. و قالت أن هذه المواهب المتعددة رافقتها منذ طفولتها، و كانت تقوم بها لنفسها، حيث لم تفكر أبدا في عرضها على الجمهور أو نقلها خارج بيتها، إلا أن صديق لزوجها أعجب كثيرا بعملها، فقرر مساعدتها على إخراجها من قوقعتها، و عرض عليها أن تنظم معرضا بدار الثقافة مولود معمري لتمكن الجمهور و محبي الفن التشكيلي و الشعر من التعرف على إبداعاتها . و رغم أن العديد من زوار معرض الدكتورة الفنانة أعجبوا بأعمالها و عرضوا عليها اقتناء بعض القطع، إلا أنها رفضت فكرة البيع من أساسها، و قالت أن هدفها من كل ما تقوم به ليس التجارة أو بيع أعمالها مهما كان الثمن الذي يعرض عليها، لأن الثقافة على حد تعبيرها لا تباع و لا تقاس بثمن، بل يجب الحفاظ عليها بالإبداع و إبراز كل ما تزخر به كل منطقة في الجزائر من تراث و تقاليد و المحافظة عليها من الضياع لتبقى في ذاكرة الأجيال.
سامية إخليف
تنوعت بين الأزياء والفن التشكيلي
- التفاصيل
-
الذكاء الاصطناعي..هل سيخدم البشرية؟
في ربيع عام 2023 وبعد أشهر قليلة من صدور روبوت الدردشة "شات جي بي تي"، نشر الرئيس التنفيذي لمنصة "إكس"، إيلون ماسك،...
هل سقط المجتمع الدولي في اختبار غزة؟
انتقد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة في نيويورك،عمار بن جامع، في شهر فبراير، فشل مجلس الأمن في المصادقة على...
التنمية البشرية هل هي بيع للوهم؟
"أيقظ العملاق الذي بداخلك"، "كيف تصبح مليونيرا بثلاث خطوات؟"، "أطلق قواك الخفية".. لا شك أن العديد منكم سمع عبارات من...
كيف تحوّلت الجامعة إلى محرك للمقاولاتية؟
اتخذت الجزائر في السنوات الأخيرة إجراءات لإدماج المقاولين الشباب وحاملي الأفكار، في النسيج الاقتصادي النظامي ضمن...
الزراعة الذكية في الجزائر: كيف تحولت إلى خيار استراتيجي؟
تخوض الجزائر خلال السنوات الأخيرة تجارب نموذجية في مجال الزراعة الذكية مناخيا، فقد قدّم باحثون ومبتكرون وشركات متخصصة، حلولا مبتكرة...
زيارة الطبيب النفسي: هل ما تزال من الطابوهات؟
تقول منظمة الصحة العالمية إن شخصا واحدا من بين كل ثمانية أشخاص في العالم، يتعايش مع اعتلال من اعتلالات الصحة النفسية،...
هل يصنع العمل التطوعي فرص التوظيف؟
يُصنَّف العمل التطوعي كقطاع ثالث فاعل بعد القطاعين الحكومي والخاص، بالنظر لدوره الهام في تعزيز التنمية الاقتصادية، حيث أن...
كيف يُحقٍّقُ الوطن العربي أمنه الغذائي؟
حذّر تقرير أممي صدر شهر مارس، بأن مستويات الجوع وسوء التغذية قد وصلت إلى أرقام حرجة في المنطقة العربية، لاسيما بعد أن...
كيف يُنقذ جيل الأوزون قطاع الزراعة؟
أدى التغير المناخي وما يشهده من ظواهر طبيعية متطرفة أبرزها الجفاف، إلى زيادة مستويات الإجهاد المائي، في مقابل ذلك، زاد...
كيف نحمي أنفسنا من أمراض القلب؟
بحوالي 18 مليون شخص يموت كل عام، تُصنِّف منظمة الصحة العالمية، الأمراض القلبية الوعائية بأنها السبب الرئيسي للوفاة في...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)