القسنطينيون يستبدلون الياسمين و الديدي بالزهور الإنجليزية و الإسبانية
شهد معرض الزهور و النباتات طيلة الأسبوع المنصرم إقبالا منقطع النظير، فرائحة الزهور و الورود بألوانها و أشكالها المختلفة، جعلت ربيع المدينة يزهر حقا، لكنه لم يكن ربيعا محليا خالصا، فالنباتات المستوردة شكلت حصة الأسد من المنتوج المعروض و لاقت اهتماما كبيرا من القسنطينيين الذين أنفقوا الكثير من أجل تزيين منازلهم بزهرة إنجليزية أو إسبانية أو هولندية المصدر.
 بومباكيا، غراسينا، كوتو، روكاريا، كاميليا، فيزوفلورا، فرولاكوين، جربيرا، أوركيديا و جيبسوفيلا، كلها أسماء لورود و زهور متعددة الألوان، نافست بقوة هذه السنة النباتات و الزهور المحلية المعروفة، على شرفات و حدائق منازل القسنطينيين، فقد اختارها الكثير منهم لتكون زينة داخلية لبيوتهم، و علمنا من الباعة و أصحاب المشاتل، بأنها عوضت الطلب على  الزهور المعروفة التي يحبها أبناء المدينة كالديدي، و مسك الليل و نبتة القطيفة.
و بالرغم من أن أسعار هذه الزهور مرتفعة مقارنة بالمحلية، إلا أن ذلك لم يثن عشاق التجديد عن اقتنائها، كما أكده أحمد بوتينة، صاحب مشتلة بعين الباي، مشيرا إلى أن الإقبال على اقتناء النباتات المزهرة كبير جدا منذ أول يوم للمعرض مقارنة بالطبعات الماضية، و أن الزهور المنزلية أو الداخلية تعتبر الأكثر طلبا.
الزهور الهجينة بحثا عن التميز
وأضاف حبيب تنيو، صاحب مشتلة بمنطقة بكيرة ، بأن غالبية الزبائن أبدوا اهتماما كبيرا بالورود و الزهور المستوردة، و هي عموما زهور إسبانية و إنجليزية و هولندية، و يعد  « الكاكتوس» أو الصبار الملون و الزهور الهجينة، أي التي نبتت نتيجة المزج بين نوعين، تحظى بشعبية و هناك من الزبائن من هم مستعدون لدفع مبلغ 4000 دج من أجل أصيص صغير لزهور هجينة مميزة، لأن هذا النوع  يتميز عادة بالجمال و الاختلاف في الشكل، وهو ما يزيد الاهتمام به.  أما بخصوص الأسعار فتنطلق من 700 إلى 7000دج، حسب حجم النبتة و نوعها و مصدرها، فالنباتات الداخلية تعتبر أقل تكلفة من نباتات الحدائق، لأنها تكون عموما عبارة عن أشجار مثمرة، وهي كذلك تلقى إقبالا كبيرا، بالأخص الكرمة « صغيرة الحجم» ، النباتات المتسلقة « اللواي»، و كذا أشجار  التين و المشمش و الليمون و السفرجل و البرتقال.
القطيفة و  الياسمين و مسك الليل.. نباتات «البلدية»
خلال جولتنا بين أصحاب المشاتل، لاحظنا بأن أغلبهم لا يعتمدون فقط على المنتوج المحلي، بل يركزون على تطوير أصناف جديدة مستوردة، و السبب هو أن أذواق الزبائن، كما علق زبير بوبربارة، عضو جمعية أحباب الطبيعة، قد تطورت و أصبح محبو النباتات أكثر تطلبا و بحثا عن بعض الأصناف التي تتوفر على عاملي الجمال و التميز، وقد يغني الشكل أحيانا عن الرائحة، مادام يخدم عنصر الزينة. محدثنا قال بأن النباتات المحلية و رغم منافسة المستورد، إلا أنها لا تزال تحظى بشعبية كبيرة، خصوصا النباتات الخارجية العطرية ذات الاستخدامات الصحية، كالنعناع و الزعتر و الخزامى، أما بالنسبة للزهور، فالطلب لا يتوقف على نبتة القطيفة، و يمكن القول بأنها من أكثر النباتات التي حققت مبيعات كبيرة منذ افتتاح المعرض، حسبه، بالإضافة إلى الزهور و الورود الخاصة بالتقطير، وهذه النباتات الثلاث لا تفقد أهميتها، خصوصا عند القسنطينيين و تحديدا « البلدية»، حسبه، فهم، كما قال، أوفياء للتقطير و يحبون تزيين منازلهم بالياسمين و مسك الليل، لأنها عادة متوارثة منذ أجيال، فحتى عطورهم القديمة، على حد تعبيره، كانت مشتقة منها.
لا يهم الاسم ما دامت جميلة
تقربنا من بعض زبائن الورود، لنسألهم عن مقتنياتهم و سبب اختيارهم لأنواع محددة دون غيرها، فلاحظنا بأن الكثيرين يملكون ثقافة مسبقة في مجال الزهور و الورود و النباتات الخضراء، فإحدى السيدات أخبرتنا بأنها وفية لنبتة القطيفة لأنها جميلة و لا تتطلب عناية كبيرة، كما أنها ليست سريعة الذبول و التلف، لذلك تحرص على اقتنائها خلال كل معرض، لكي تكمل تشكيلتها من ألوان هذه النبتة و أشكالها. و أغلب من سألناهم اتضح بأنهم اقتنوا زهورا و نباتات يعجزون عن حفظ أسمائها خصوصا المستوردة، مع ذلك أكد من تحدثنا إليهم، بأن ما يهمهم في النبتة هو جمالها و مدة حياتها، فضلا عن سهولة العناية بها، فتلك النباتات الحساسة لا تحظى باهتمام كبير، مقارنة بالنوع الذي لا يتطلب أكثر من السقي مرتين أسبوعيا و تعريضه للضوء.                   
هدى / ط

الرجوع إلى الأعلى