مشتلة حواسن بأولاد رحمون نموذج استثماري فلاحي يستهوي المغتربين
 تقع مشتلة حواسين على مستوى الطريق الرابط بين بلدية أولاد رحمون و منطقة القرزي بقسنطينة، المشتلة عبارة عن قطعة أرض صغيرة تزينها شتلات لأزهار و ورود ونباتات جميلة متعددة الألوان و الأنواع، بالإضافة إلى أصناف هجينة متميزة و جديدة، هي نتاج تزاوج بين أنواع مختلفة حرص حواس حواسين صاحب المستثمرة على أن ينتجها من خلال تلقيحها مع بعضها ليحصل على لوحة طبيعية عبقة تسر الناظر إليها.
المشروع رغم حداثته يعد نموذجا ناجحا يستقطب الكثير من الزوار ممن يجدون الراحة في النظر إلى مختلف الأصناف الجميلة للنباتات المنزلية و الأشجار المثمرة و الورود كما أكد صاحب المشتلة، وهو جزائري في 62 من العمر مغترب يقيم بين ايطاليا و الجزائر منذ سنة 1981، عاد قبل ثلاث سنوات إلى مسقط رأسه في بلدية أولاد رحمون، وقرر الاستثمار بإمكانياته الخاصة في مشروع فلاحي بعدما لاحظ بأن الجزائريين باتوا أكثر اهتماما بنباتات الزينة، وهي ملاحظة قال بأنه سجلها خلال زيارته لمشاتل أخرى هي ملك لأصداء مغتربين له بكل من ولايتي البليدة و الجزائر العاصمة، وهو ما شجعه على خوض غمار التجربة الزراعية و التخصص في مجال ورود و نباتات الزينة، لتتحول مشتلته في غضون سنتين إلى قطعة من الجنة تستهوي زيارتها الكثير من القسنطينيين و غيرهم، حتى أن بعض زبائنه الأوفياء هم مغتربون يزورونه خلال كل صائفة للبحث عن الجديد، و منهم من أخذوا بعض الورود المحلية إلى فرنسا و ايطاليا ليعرفوا بها هناك حسبه. محدثنا أوضح بأن عمله في مجال النباتات جاء رغبة منه في زرع الثقافة البيئية  لدى الفرد الجزائري و حماية الأصناف النباتية المحلية، التي قال بأنها لا توجد حتى في أوروبا، مشيرا إلى أنه خلال تواجده في الخارج و عمله كتاجر للورود لفترة تعلم و لا حظ بأن هناك أصنافا يمكن أن تحقق النجاح  تجاريا في دول كهولندا و انجلترا وفرنسا لكنها لا تحظى بالاهتمام اللازم هنا.
التهجين مستقبل تجارة الورود في الجزائر
 ما يميز المشتلة عن غيرها هو تلك البيوت البلاستيكية التي تأوي تحت ظلها أنواعا مختلفة من الأشجار المثمرة كما تعد وعاء حاضنا لعملية التهجين التي يقوم بها حواس، إذ تشكل مختبرا لدمج الأصناف مع بعضها بحثا عن نتيجة قد تشكل مستقبلا علامة تجارية مميزة بالنسبة له كما قال، معلقا « أبحث عن التميز لذا أعمل على تهجين الزهور و الورود لكي أنتج نوعا مميزا و خاصا لا يجده الزبون إلا في مشتلتي، لذلك أرفض في كل مرة المشاركة في المعارض التي استدعى إليها، رغم أنني سجلت حضورا مميزا خلال عاصمة الثقافة، مع ذلك قررت أن أغيب عن هكذا تظاهرات مستقبلا و أتفرغ لتطوير منتج خاص اعرف به و أنعش به تجارة الورود في الجزائر، لأن هذه الحرفة تشبه   الفن ، لا تتعلق فقط بالعناية بالشتلات،  بل بالإبداع و تقديم الجديد، فباستطاعتك كل يوم أن تتعلم عن كل نبتة أو زهرة أكثر و أن تغوص في عالمها و تتشبع بجمال معانيها، لذلك لا أعتبر نشاطي تجاريا بقدر ما هي هواية لا أبتغي منها الربح». و عن طبيعة زبائنه أوضح محدثنا بأن غالبيتهم رجال، موضحا بأنهم  يعدون أكثر اهتماما بالنباتات الداخلية و الخارجية من النساء، و بالأخص بالأشجار المثمرة، و تبقى دائما النباتات الداخلية أكثر طلبا، كما أن هناك أنواعا مستوردة من الزهور تستهوي الزبائن كبومباكيا و الغراسينا، الكوتو، الروكاريا، الكاميليا، الفيزوفلورا، الفرولاكوين و الجربيرا و الأوركيديا و الجيبسوفيلا ، ويبقى الطلب الأكبر على النباتات العطرية كالنعناع و مسك الليل و القطيفة، و الديدي أو اللواي الذي يعتبر موضة خصوصا اللواي متعدد الألوان.  و يبقى السر وراء نجاح مثل هكذا مشروع هو التجديد و البحث دائما عن الإضافات النوعية لذلك يحرص كما قال على زيارة مشاتل مختلفة في عديد الولايات للتعلم و تدعيم مشتلته بالجديد.
ن/ط

الرجوع إلى الأعلى