يتوسط شاطئ عين الدولة أو شاطئ الفتيات الصغيرات مدينة القل، تحت حراسة جبل الولي الصالح سيدي عاشور و شبه الجزيرة، في لوحة فنية طبيعية خلابة تسر الناظرين، و تعود تسمية الشاطئ إلى العهد العثماني، أين كان يطلق عليه بحر النساء،  لأن الأتراك خصصوه للنساء فقط من أجل السباحة، بعيدا عن أعين الرجال و ذلك قبل سنة 1830 .
و في عهد الاستعمار الفرنسي أصبح يطلق عليه شاطئ الفتيات الصغيرات، رغم  أنه كان يسمح  للرجال والنساء، على حد سواء، بالسباحة فيه، وفي بعض  الفترات قسم الشاطئ إلى قسمين، قسم للمعمرين و قسم للجزائريين. و بعد الاستقلال اختفت التسمية القديمة و أصبح يسمي شاطئ عين الدولة، نسبة إلى المنبع الطبيعي المتواجد في جهة بعيدة من الشاطئ.
 أصل التسمية حسب الرواية المتداولة لدى بعض العارفين بشؤون تاريخ المدينة، تعود كذلك إلى عهد الأتراك، حيث كان أحد  المسؤولين الأتراك، يقوم بحراسة المنبع  و يفرض إتاوات على من يريد الوصول إلى المنبع من سكان المدينة، مدعيا أن المنبع يشفي قاصديه من الأمراض، ويعجل بإنجاب المرأة العاقر وغيرها من أمور الشعوذة.
 لذلك أطلق سكان مدينة القل وقتها على المنبع اسم عين الدولة ،لأنه كانت تحت حراسة مسؤول من الأتراك، ليحتفظ بهذا الاسم إلى غاية اليوم، لكن دون الاحتفاظ بتلك العادات والتقاليد الموروثة والتي تعد ضمن الشعوذة والخرافات فاختفت بمرور الوقت ، ليتحول المنبع اليوم إلى مكان للاستحمام بالمياه العذبة بعد  السباحة، من أجل إزالة ملوحة مياه البحر، فيما وضعت بجانبه لافتة كتب عليها «مياه غير صالحة للشرب»، بعدما  أثبتت التحاليل ذلك.
 إن موقع الشاطئ وسط المدينة حوله إلى ملاذ آمن للعائلات،  سواء القلية منها أو عائلات المصطافين القادمين من المدن و الولايات المجاورة،  فيكون في النهار مكتظا بهواة السباحة و الرحلات، و ليلا بهواة السمر أمام  البحر، و يتميز الشاطئ بوجود كورنيش على طوله، يعد الفضاء المناسب للعائلات للتجوال و قضاء وقت مريح بجانب البحر، وكذا معبر مواكب الأعراس والحفلات، لكن انتشار طاولات بيع الحلويات و المأكولات الخفيفة على طول رصيف الكورنيش، وكذا على رمال الشاطئ، بطريقة فوضوية ، ينغص يوميات  قاصدي الشاطئ  و يحرمهم من التمتع  بروعة المكان وذكريات زمان.
فيما يبقي فندق بوقارون ، المؤسسة السياحية  التي تستقبل السياح والمصافين بأسعار معقولة وخدمات راقية،  كما أن فتح الطريق السياحي من القل نحو  شاطئ تمنارت هذا الموسم،  مرورا بجبل ضامبو، زاد من روعة وجمال المناظر و فتح نافدة سياحية على شاطئ عين الدولة و مدينة القل، أين أصبح لرواد الشاطئ فسحة كبيرة للتجوال و التمتع بزرقة البحر و اخضرار الغابة، وكذا المرور عبر طريق شبه الجزيرة، لاستحضار تاريخ المدينة و الميناء الفينيقي القريب من الشاطئ.
بوزيد مخبي

الرجوع إلى الأعلى