أقولميم أبركان .. جنة فوق الأرض
تعتبر البحيرة السوداء أو «أقولميم ابركان» الواقعة داخل غابة أكفادو التي تتوسط ولايتي تيزي وزو و بجاية، رئة سكان المنطقة و يتخذونها كوجهة سياحية بامتياز، نظرا لما تزخر به من مناظر طبيعية خلابة أبدع فيها الخالق، فضلا عن الهواء المنعش و الهدوء اللذين تتمتع بهما.
تتحول بحيرة «أقولميم أبركان» في كل صائفة، إلى قبلة للزوار من مختلف ولايات الوطن، خاصة ولايتي بجاية و تيزي وزو،  باعتبارها تقع بينهما ،حتى الأجانب من الولايات المتحدة الأمريكية و إنجلترا، قصدوا المنطقة و أعجبوا بها، فهي تستقطب عشاق الطبيعة لقضاء ساعات من الهدوء و الراحة و الاسترخاء تحت ظلال الأشجار و بالقرب من مياه البحيرة، هروبا من ازدحام و فوضى المدينة و الاستمتاع بسحر المكان الذي يتميز بتنوع الغطاء النباتي ، كما تفضلها مختلف الجمعيات للقيام بنزهات و جولات رائعة خلال عطل نهاية الأسبوع.
 تقع البحيرة المصنفة ضمن المناطق الرطبة على ارتفاع يفوق 1500 متر على قمة غابة جبال أكفادو، طولها يزيد عن 200 متر و عرضها يفوق 150 مترا و أقصى عمق بها يبلغ مترين، و تبعد عن مدينة بجاية ب 43 كلم غربا و 50 كلم شرق ولاية تيزي وزو.
تحيط بها عدة أنواع من الأشجار العملاقة، على غرار الصنوبر البري و الأرز الأطلسي و الصنوبر الحلبي و الفلين و البلوط و التنوب النوميدي و الصنوبر الأسود وغيرها من الأشجار، إضافة إلى الحيوانات البرية و من بينها الغزال ،الأيل البربري، ابن آوى، الأرنب البري ، الأرنب الأوروبي  و الخنازير البرية، كما يتوافد عليها أكثر من 22 نوعا من الثدييات للارتواء من مياهها التي لا تجف على مدار العام.
الزائر ل «أقولميم أبركان» أو «البحيرة السوداء»، لا يحتاج إلى حجز فندقي أو كراء شقة من أجل المبيت، كونها لا تتوفر على مثل هذه المرافق التي تعتبر ضرورية في مثل هذه المواقع السياحية، إلا أنها تكتظ عن آخرها بالزوار و السياح، خاصة خلال هذه الأيام الحارة، فالسائح لا يتكبد أية مصاريف إضافية لأنه يجلب معه طعامه و شرابه و كل ما يحتاج إليه من بيته ليستمتع بنزهته في يوم إجازته في أحسن الظروف، دون أن يزعجه أحد، كما أن هناك من يقوم بإعداد وجباتهم في هذا الموقع، خاصة مجموعات الأصدقاء، فهو مكان رائع للجلسات العائلية و الأصدقاء.
و تتخذ عائلات محيط البحيرة و المراعي الخضراء مكانا للجلوس للاستمتاع بالأجواء المنعشة، حيث  تنخفض هناك درجات الحرارة ، نظرا لعلو المكان،  فيما تفضل أخرى القيام بجولة على الأقدام لاستكشاف التنوع البيولوجي و البيئي لغابة أكفادو الشاسعة التي تضم البحيرة السوداء ، حيث  تتربع هذه الغابة على مساحة تفوق 10 آلاف هكتار فوق قمة جبلية تعانق بسحرها زرقة السماء .
أما النقطة السوداء التي يتم تسجيلها في البحيرة السوداء ، أن هناك بعض الزوار لا يلتزمون بمعايير النظافة، فالكثير من العائلات تترك وراءها مخلفاتها بعد تناولها للطعام، رغم وجود لافتات تشير إلى ضرورة الالتزام بالنظافة و المحافظة على البيئة.
و قد قام مؤخرا مجموعة شباب «أراو نتللي» بإطلاق نداء عبر صفحتها في الفايسبوك، من أجل تنظيف البحيرة ، و نظمت نهاية الأسبوع حملة واسعة قاموا من خلالها بتنقية محيط البحيرة و رفع مخلفات الزوار من الأكياس البلاستيكية و قارورات المياه المعدنية و غيرها، و هو ما تأسف له هؤلاء الشباب الذين يناشدون السلطات للتدخل من أجل وضع حد لمثل هذه التصرفات غير المسؤولة و الحفاظ على هذا الموقع السياحي بامتياز.     سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى