ستيدية مكان تتقاطع فيه الجغرافيا و السياحة  
 يمر السياح و الزوار  لحظة وصولهم إلى بلدية ستيدية عبر  الطريق الوطني رقم 11 بين مستغانم و وهران، على أهم خط من الخطوط التي تقطع الكرة الأرضية إلى نصفين، فيستحضر الصغار منهم المعلومات التي وردت في كتب الجغرافيا حول مدار غرينيش و المنطقة التي يعترف بخصوصيتها سكان المعمورة .
  توجد إشارة تنبيهية للسائقين بوجود خط طول وهمي يمر عبر الطريق المزدوج بين مستغانم و وهران، يقطع الكرة الأرضية إلى نصفين، فتدفع البعض للتوقف بطلب من أبنائهم، لتذكر الدروس التي تلقوها في كتاب  الجغرافيا للسنة الثالثة و التأكد منها، لكن الدهشة تزول بمجرد اكتشاف المكان الذي يخلو من أي معلم أو لوحة تضم كافة المعطيات عن هذا الخط الذي يمثل رمزا يشترك فيه سكان المعمورة.
 من المفروض، تقول التلميذة  ملاك. ج ، التي انتقلت إلى السنة الرابعة ابتدائي هذا الموسم، أن تخصص المساحة لإنشاء مركز لبحوث الجغرافيا وليس مكانا خاليا تعبره المركبات، وهو نفس الانطباع الذي أجمع عليه كل من توقف أمام العريضة الحديدية التي تتعرض للصدأ من أجل البحث عن إجابات لأسئلة تراودهم.
 و شدد الزائر كمال ، في العقد الرابع من عمره قدم من ولاية سطيف، على أهمية استغلال المنطقة لجلب السياح، لأنها تضم موقعا عالميا، مثل الموقع الذي أطلق عليه تسمية غرينتش، في ضاحية بشرق لندن تحت نهر التايمز، معلقا بأن الفرق بيننا، هو أنهم يثمنون الموارد الطبيعية و يستغلونها  لصالح البحث العلمي و كمصدر للمعرفة وتنمية  السياحة ببلدانهم.
  و أثناء حديثنا عن أهمية خط غرينتش، تدخل أحد أساتذة الجغرافيا فجأة لتعريف الحاضرين، في غياب مرشد سياحي بالمنطقة، فقال أن الخط الوهمي يعبر 5 بلدان لها نفس التوقيت بريطانيا ، فرنسا ، الجزائر ، مالي و غانا، و منه يحتسب التوقيت بناقص أو زائد خطوط طول خط غرينتش، و تم اختياره عالمياً ليشكل «صفر الزمان»، و بناءً على ذلك، يتم تحديد توقيت كل مدينة في العالم.
جدير بالذكر أن المدينة الساحلية ستيدية، كانت تسمى في السابق جورج كلمنصو، و قد استوطنها مهاجرون ألمان كانوا متوجهين إلى العالم الجديد أمريكا، فرست بهم الباخرة لأيام بالمدينة فانبهروا،  حسب الروايات المتداولة، بجمالها وإمكانياتها الطبيعية، فاستقروا فيها ، لكنها لم  تأخذ نصيبها لحد الآن من الشهرة، رغم جمالها، حيث يقول أحد أبنائها و هو مصطفى الذي يمتهن البقالة بأنها تضم حقولا ومزارع شاسعة مطلة على البحر و بها ميناء و مرفأ طبيعي  في غاية الروعة، و كذا شواطئ ذات رمال ناعمة، لذا تعتبر ملاذ الباحثين عن المتعة و الهدوء، و  لعل من شواطئها الشاطئ المركزي للمدينة التي تقع غرب عاصمة الولاية مستغانم، بنحو 15 كلم .
هشام ج

الرجوع إلى الأعلى