فسيفساء طبيعية بحاجة إلى تثمين
يعرف شاطئ «ساحل» العائلي في ولاية بومرداس، إقبالا كبيرا للعائلات منذ بداية موسم الاصطياف، نظرا لما يتمتع به من  هدوء و صفاء مياهه، و يرحب بزواره بمناظر ساحرة كالبساتين الخضراء الشاسعة الممتدة على جانبي الطريق الوطني رقم 25 مشكلة فسيفساء طبيعة ساحرة.
يقع هذا الشاطئ الجميل في بلدية سيدي داود، على بعد حوالي 40 كلم عن دائرة بغلية شرقا، غير بعيد عن منطقة دلس الساحلية وسط طبيعة عذراء ساحرة، و مساحات زراعية خضراء شاسعة وزعت عليها بعض المنازل، وهو ليس موقعا سياحيا فحسب، بل هو أيضا علاج ناجع للباحثين عن الراحة النفسية ، كونه يتمتع بالهدوء و الهواء النقي و المنعش، و يبعد عن الطريق العام بعدة أمتار ما يجعل المصطاف لا يحس بضجيج السيارات و أبواقها.
و قبل الوصول إلى شاطئ «ساحل» بنحو 700 متر، على السائح أن يسلك طريقا غير معبد وسط  بساتين العنب الشاسعة التي  تشكل مصدرا للاسترزاق للكثير من العائلات القاطنة بهذه المنطقة.
أهم ما يتميز به الشاطئ هو الهدوء و صفاء مياهه و نقائها، ما يجعله الوجهة السياحية الأولى للمصطافين، حيث يستقطب أعدادا كبيرة من العائلات، خاصة في الفترة بعد منتصف النهار، حيث يشهد الطريق المؤدي إليه حركة غير عادية و تمتلئ حظيرة السيارات عن آخرها  بمركبات قادمة من مختلف ولايات الوطن، حسب لوحات ترقيمها، لباحثين عن إقامة هادئة و مريحة تسمح باكتشاف المواقع السياحية الموجودة بالمنطقة ، بالإضافة إلى المغتربين الذين قطعوا مسافات طويلة لقضاء عطلتهم في هذا الشاطئ الجميل و الاستمتاع باللوحة الفنية التي أبدع فيها الخالق.
و أشار أحد المصطافين و هو مغترب بإسبانيا، بأنه اكتشف شاطئ «ساحل» صدفة و أعجب بالهدوء الذي يتمتع به و صفاء مياهه، إضافة إلى ما يحيط به من مناظر طبيعية ساحرة و هواء منعش.
و رغم أهمية موقع شاطئ «ساحل» الإستراتيجي و توافد المئات من السياح عليه، و ما يزخر به من إمكانات طبيعية، إلا أن المنطقة تعاني نقصا كبيرا في الفنادق، كما أنها تفتقر إلى المرافق السياحية التي يحتاج إليها المصطاف من أجل  تطوير السياحة في المنطقة.
و الراغب في قضاء عطلته الصيفية أمام البحر، عليه بكراء شقق تقع على بعد أمتار قليلة عن الشاطئ بأسعار تتراوح بين 4 و 6 آلاف دج لليوم الواحد، إلا أن هناك عائلات، خاصة القادمة من الولايات المجاورة مثل تيزي وزو تفضل الوصول باكرا إلى هذا الشاطئ و قضاء يوم كامل ثم العودة إلى منازلها و بإمكانها اختيار أي مكان تشاء دون أن يزعجها أحد، خاصة و أنه لا يوجد من يتدخل من أجل فرض منطقه عليها، حول مكان نصب شمسياتها.
و يرى المصطافون بأنه من الضروري إنجاز منشآت سياحية في المنطقة،  كمرافق الإيواء و الترفيه و الاستجمام و الراحة، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح و تحقيق نهضة سياحية كل مكوناتها متوفرة، مع جمال و هدوء و هواء و مياه نقية.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى