تتميز ولاية الطارف الساحلية بعدة شواطئ خلابة و نظيفة أهلتها لتكون قبلة مفضلة للسياح من داخل الوطن وخارجه  لقضاء عطلتهم الصيفية و الاستجمام  قرب رمالها الذهبية،  من بين هذه الشواطئ العذراء شاطئ الحناية الجبلي ببلدية بالريحان الذي يحاكي سحره أجمل الجزر نظرا لموقعه الطبيعي الخلاب الذي يجمع بين زرقة البحر وخضرة الطبيعة المترامية وسط محمية الحظيرة الوطنية للقالة، مشكلة بذلك لوحة فسيفسائية نادرة السحر  توشحت شاطئ الحناية ليكون عروس الشواطئ دون منازع، لما يزخر به من مؤهلات سياحية وطبيعية  أبهرت المواطنين و حتى الأجانب، إلى جانب الهدوء والسكينة التي تميز هذا الشاطئ العريق الذي صنف في العام المنصرم كأجمل شاطئ بامتياز.                                                    
وقد تحول شاطئ الحناية في السنوات الأخيرة إلى مقصد للعائلات المصطافة من مختلف الولايات و كذا من خارج الوطن، خاصة المغتربين الذين يفضلون قضاء عطلتهم بهذا الشاطئ  الجبلي المعزول،  بحثا عن الهدوء وهروبا من ضجيج الشواطئ الأخرى التي تعج بالمصطافين ،  حيث تفضل الأسر المصطافة الاستجمام  بشاطئ الحناية العريق، لما  يتوفر عليه من مناظر قل أن تجدها حتى في البلدان الغربية،كما أكد الكثير من المصطافين.
ودفعت روعة المكان بالعائلات إلى  التسابق في ما بينها منذ الساعات الأولى للصباح، من أجل وضع شمسياتها و بالتالي حجز مكان لها في الشاطئ الذي سرعان ما يكتظ بالمصطافين القادمين من مختلف المناطق، خصوصا ولايات عنابة ، قالمة ، سوق أهراس،  تبسة  وقسنطينة ، أين يبقى الظفر بمكان صعبا للغاية.
 تؤكد عائلة مهاجرة مقيمة بمدينة نابولي الإيطالية و تنحدر من ولاية  البليدة،  بأنها تعودت كل صائفة لدى عودتها لأرض الوطن، على زيارة أقاربها لبعض الوقت، فيما تقضي الأيام المتبقية من عطلتها في الاستجمام  و الاستمتاع  بالجمال الخلاب لشاطئ الحناية الرائع، حسب تعبيرها، نظرا لخلوه من كل أشكال التلوث و مناظره الجميلة، وهو ما أكسب الشاطئ شهرة وسمعة تجاوزت حدود الوطن.
في حين قالت عائلة مصمودي من ولاية تبسة، بأنها ترفض قضاء عطلتها بالدول المجاورة رغم العروض المغرية التي تقدمها الوكالات السياحية، بعد أن باتت لا تستطيع الإستغناء على الاستجمام بشاطئ الحناية  الذي ظلت تتردد عليه طيلة ربع قرن ، حتى أن هناك من بين أبنائها من رأى النور بهذا الشاطئ الذي تحتفظ له بذكريات جميلة عديد العائلات والمصطافين.
 كيف لا وهو الشاهد، حسب أحد المصطافين ،  على بعض الأحداث الجميلة التي عايشتها  العائلات  ، فهذا الشاطئ كان سببا في مصاهرة عدة عائلات، و العديد من العرسان  عقدوا قرانهم على رمال شاطئ الحناية الذي  بات جزءا من حياتهم المؤرخة لعطلهم السعيدة التي قضوها على ضفاف الشاطئ في السنوات الفارطة.
و بات هذا الشاطئ يستقطب  في الآونة الأخيرة عددا معتبرا من السياح الأجانب،  خاصة الفرنسيين والأتراك  والإيطاليين، لما يتوفر عليه من خصائص فريدة منها الهدوء والأمن و تنوع الغطاء النباتي المترامي مع خلجان البحر وبذلك أتيحت الفرصة  للترويج السياحي لاسيما تشجيع السياحة العلمية والإستكشافية والإيكولوجية ، لما  يتوفر عليه الشاطئ من أصناف نباتية نادرة و تنوع بيولوجي،  إلى جانب تعطش البعض لإكتشاف الكهوف والصخور البحرية العملاقة التي نحتتها العوامل الطبيعية ،مشكلة منها لوحات فنية رائعة الجمال وكأنها قطعة من الجنة سقطت من السماء.
 و أكد بعض الشباب الذين التقينا بهم بأنهم يفضلون قضاء بعض أوقاتهم بشاطئ الحناية،  هروبا من ضجيج الشواطئ الأخرى التي تعج بالمصطافين، مشيرين إلى أنهم تعودوا على التخييم بالمكان  لعدة أيام من أجل الإستجمام والغطس لصيد الأسماك  وكذا إستكشاف المغارات والكهوف وبعض القطع الأثرية الشاهدة على مرور بعض الحضارات من المنطقة .
وما زاد في الجمال الخلاب للشاطئ موقعه الإستراتيجي الطبيعي ومياهه الصافية ، غير أن ذلك لا يمنع من  تسجيل بعض النقائص التي ذكرها مرتادو الشاطئ، خاصة ما تعلق بعدم توفر وسائل النقل،  المشكلة التي تطفو على السطح كل موسم صيفي،  ما يدفعهم إلى الاستنجاد بسيارات الفرود و مركبات المصطافين الآخرين أو قطع عدة كيلومترات على الأقدام للوصول للشاطئ بعد أكثر من ساعة من المشي  ، ناهيك عن نقص الخدمات  و عدم توفر المرافق السياحية المطلوبة للتكفل باحتياجات السياح وعدم تزويد الشاطئ بالمياه و عدم توفير غرف خلع الملابس والمراحيض.
 و اكتفت البلدية بتهيئة الطريق المؤدي لشاطئ الحناية عبر الطريق الوطني الساحلي رقم 82،  وتعمل جمعيات شبانية محلية على استقطاب أكبر قدر من السياح الأجانب والمصطافين لهذا الشاطئ من خلال الترويج  للمناظر الخلابة بالشاطئ والخصائص التي ينفرد بها عن باقي الشواطئ الأخرى عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت جمعية ترقية السياحة بأن الشاطئ الذي اكتسب شهرة وطنية و إقليمية يبقى بحاجة إلى التفاتة من المسؤولين لدعمه بالهياكل والمرافق و الخدمات المطلوبة ، من أجل النهوض بالسياحة المحلية ، خصوصا وأنه عادة ما يكون مكتظا عن آخره طيلة الموسم الصيفي  .
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى