شلال التراغنية مسبح طبيعي بين أحضان طبيعة تنس الساحرة
يعرف شلال التراغنية شرق مدينة تنس الأثرية إقبالا كبيرا من قبل السياح خلال الصيف، فالمكان الذي يعكس عذرية الطبيعة و جمالها يجمع بين متعة المنظر و إمكانية استغلاله للسباحة و الاستجمام، كونه يتوفر على منصات طبيعية تساعد على القفز من علو مرتفع و حوض واسع تملؤه مياه شفافة وعذبة.
رغم تعدد الوجهات السياحية بمدينة تنس و توفرها على شواطئ ساحرة تتميز  برمالها الذهبية التي تتجاور مع  معالم و كنوز أثرية هامة، بالإضافة إلى الامتداد الواسع للمساحات الغابية العذراء التي تحيط  بالشواطئ مشكلة منظرا طبيعيا خلابا تمتزج فيه خضرة الأرض بزرقة البحر، إلا أن شلال «التراغنية « استطاع أن يخطف بجماله و تميزه اهتمام السياح و المصطافين من أبناء المدينة و المدن الجزائرية الأخرى، حيث تحول في السنوات الأخيرة إلى بديل مثالي للاستجمام وحتى السباحة بالنسبة للكثيرين ممن ملوا اكتظاظ الشواطئ و باتوا يبحثون عن الهدوء والعزلة بين أحضان الطبيعة.
المكان يستقبل سنويا أعدادا لا تحصى من الزوار غالبيتهم قادمون من ولايات الشمال والشرق و الوسط، يسحرهم صوت مياهه المتدفقة على علو يتعدى 50 مترا، ويستهويهم القفز من أعلى صخوره التي تشبه منصات طبيعية مستقيمة،  تآكلت مع مرور السنوات وشكلت جرفا شديد الانحدار ينتهي الأمر بمن يقفز منه عائما داخل حوض مائي منعش و صاف.
 الوصول إلى  المنطقة الساحرة حيث يختفي الشلال بين ثنايا الطبيعة الغناء،  يكون عبر ممرات غير مهيأة، ما يتطلب جهدا كبيرا وحذرا شديدا مخافة الانزلاق، وهو عائق يحول دون ترقية المكان ليصبح قطب جذب سياحي بمعايير مقبولة أبرزها شرط السلامة و توفر الخدمات كهياكل الإطعام و الراحة، أضف إلى ذلك فإن  المنطقة غير مهيأة و غير مأهولة، و الوصول إليها يوجب على السائح  التوغل وسط مسلك غابي طويل، ومن ثم الترجل من السيارة لمواصلة الطريق على الأقدام، ما يفسد متعة الكثيرين، نظرا لغياب أي تغطية أمنية في المكان، رغم وجود حظيرة سيارات محروسة.
 هذه المعوقات التي تحول دون تطوير السياحة في منطقة الشلال و استغلالها بشكل أنجع، تتطلب حسب السياح و أبناء المدينة، تدخلا سريعا من قبل مصالح البلدية لتهيئة هذا الفضاء الطبيعي ومد طريق معبد يوصل إليه، خصوصا وأن المكان يعد بإنعاش المنطقة و النهوض بها تجاريا كما هو الحال في باقي دول العالم، إذا ما علمنا أن الشلال لا يقل جمالا عن الشلالات الموجودة في جنوب إفريقيا و المكسيك و كندا، إذ يكفي أن تقف على مشارفه حتى يخطف سحره أنفاسك، بفضل تلك التوليفة المميزة التي تجمع بين خضرة أشجار الصنوبر و الزهور المترامية على أطرافه و نقاء المياه و صوت خريرها العذب، لحن لا يضاهيه متعة سوى برودة مياه الحوض التي كثيرا ما تنخفض لأقصى معدلاتها فتبلغ أحيانا 5 درجات تحت الصفر، وهو ما يجعل من الشلال جنة استوائية يهرب إليها المصطافون و أبناء المنطقة فارين من جحيم الحر خصوصا و أن الولاية تعرف بدرجات حرارتها القياسية ونسبة الرطوبة العالية فيها.
يمكن لزائر تنس أن يستمتع أيضا بشواطئ جميلة على غرار الشاطئ المركزي بوشغال و شاطئ  الأندلس و هي شواطئ قريبة نوعا ما من  موقع الشلال، ما يسمح للسائح بالاستمتاع  بدفء رمال البحر الذهبية وبرودة المغارات القريبة من الشلال خلال يوم واحد.
هشام ج

الرجوع إلى الأعلى