شاطئ «سيدي يوشع»  بتلمسان مقصد نجوم الفن و الرياضة
يُشكل شاطئ “سيدي يوشع”، ببلدية إيغموراسن دائرة الغزوات بولاية تلمسان ، لوحة فنية ساحرة و مميزة، تحظى بإعجاب و اهتمام السياح و المصطافين، فالشاطئ يتميز بطبيعته الخلابة و بصفاء مياهه الزرقاء و لون رماله الذهبية التي تُشع بريقا كلما زادت أشعة الشمس إشراقا، أما خصوصية الشاطئ الأكثر جمالا فتكمن في موقعه الذي يتوسط سلسلة جبلية تمتزج خضرة أشجارها بزرقة مياه البحر فتنتج جنة غناء يعشقها أبناء المدينة و يتغنى بها المغتربون.
“ سيدي يوشع” الذي يبعد على دائرة الغزوات بحوالي 15 كلم، يعتبر وجهة مفضلة لأغلب العائلات و كذا المغتربين لقضاء عطلة الصيف، فبعد أن كان مقتصرا على بعض العائلات القاطنة بالولاية  خلال سنوات الإرهاب نظرا لموقعه المعزول، أصبح اليوم  يستقطب عددا كبيرا من المصطافين الذين وجدوا راحتهم فيه نظرا لعذريته و نقائه و تميزه بمناظر ذات جمالية عالية، كما أن المنطقة عموما معروفة بكرم أهلها و انفتاحهم على الزوار و المصطافين.
جمال شاطئ سيدي يوشع و تميزه بهواء منعش يبعث الراحة و الانتعاش و التفاؤل في نفوس زواره ، الذين يعتبرونه متنفسا لهم خاصة في فترة الليل، حيث يعتبر وجهة مفضلة للعائلات لهدوئه من جهة و بفضل عقلية سكان القرى القريبة فهم أناس محافظون يقدرون الزائر و يحترمون خصوصيته، فضلا عن أن الشاطئ مجهز بشكل جيد حيث تتوفر فيه الطاولات و الكراسي و تتوزع على امتداده محلات لبيع المثلجات و أطباق السمك، ما يجعل متعة  الجلوس هناك ليلا مضاعفة، و الجميل في هذا الشاطئ هو أن  الزوار من الجنسين يقصدونه ليلا دون خوف بفضل توفر الأمن على مستواه، بحيث يسهر رجال الشرطة على ضمان تغطية شاملة للمكان و حتى للمناطق القريبة منه، وهو ما  زاد الإقبال عليه خصوصا بعد  إخضاعه للتهيئة مؤخرا، حيث يقصده بعض المشاهير في مجال الفن و الكرة عند زيارتهم للغرب الجزائري كاللاعب الفرنسي فرانك ريبيري الذي يتردد عليه كثيرا و كذا  البطل العالمي للسباحة « سليم إيلاس « اللذان سبق و أن نشرا صورا لهما على هذا الشاطئ عبر صفحاتهما على مواقع التواصل . على يمين شاطئ سيدي يوشع توجد جزيرة بابا رجاني، التي تبعد عنه  بحوالي 7 كلم، الموقع كان محط اهتمام من قبل الباحثين في التاريخ بتلمسان، إذ طالبوا في وقت سابق وزارة السياحة بضرورة ربطها بالشاطئ من خلال ممر بحري يسمح بكشف الجانب التاريخي للمنطقة و بالتالي ترقيتها سياحيا، حيث تتوفر الجزيرة بدورها على شاطئ صخري صغير أين كان القراصنة الأتراك قديما يختبئون لمباغتة العدو وهو شاطئ يتوارى بين سطح جبلين ويبلغ طوله حوالي70مترا فقط، يتميز بكونه تحفة من أجمل ما نحتته الطبيعة، بحسب وصف كل من زاروه يوما، فجماله يضاهي روعة شواطئ الجزر الاستوائية.
كما يعتبر منبع «بن تاغلة» الطبيعي الشهير وهو نبع قريب من الشاطىء الرئيسي سيدي يوشع، موقعا فريدا بدوره يتميز بمياهه العذبة و الصحية، التي يقال بأنها تساعد على الشفاء من عدد من الأمراض، لذا فهو قبلة للكثيرين رغم صعوبة الوصول إليه فشاطئ سيدي يوشع بكل امتداداته الطبيعية، مكان وعر التضاريس خصوصا عند الجزء الرابط بينه و بين الطريق الوطني رقم 98 ، والذي يمتد على مسافة 06 كلم، إذ تعرف المنطقة بكثرة المنعرجات و الحفر،  كما أن الطريق الذي يربط الشاطئ بمدينة الغزوات عبر مدينة البور لا يعد أفضل حالا ولا يقل صعوبة عن الطريق الرئيسية.
أ بوقرن

الرجوع إلى الأعلى