شباب يمتهنون تنظيف رؤوس الأضاحي و تقطيعها
انتشرت في أول أيام عيد الأضحى ظاهرة تنظيف رؤوس و أطراف الأضاحي على الأرصفة، بعد أن كان النشاط مقتصرا على النحر و السلخ و التقطيع خلال السنوات الماضية، إذ استغل شباب عزوف بعض ربات البيوت على تنظيفها ليحولوا هذا العمل إلى حرفة موسمية لا يقل دخلها عن 700 دينار للرأس الواحد، فيما قامت بعض الأسر بالتخلص من هذه الأعضاء نهائيا و ذلك بوضعها على قارعة الطريق.
الظاهرة برزت في أول أيام عيد الأضحى المبارك بواد كنيس ببلدية القبة بالعاصمة، أين قام عدد من الشباب بعد إتمام صلاة العيد، بنصب طاولاتهم ووضع قارورات الغاز موصولة “أنبوب النفخ “ بجانبها ، ليشرعوا في عملية التنظيف و التزليف، دقائق بعد بداية نحر الأضاحي، وسط إقبال كبير من المواطنين، الذين ذهب البعض منهم إلى حد التخلص من رؤوس و أطراف أضاحيهم ووضعها على قارعة الطريق ليقوم هؤلاء الشباب بجمعها و تنظيفها و توزيعها على من يحتاجونها.  أحد الشباب الممتهن للعملية قال في  مقطع فيديو ترويجي تم تداوله على مواقع التواصل بأن الإقبال كبير جدا ، حيث يتكفلون هو و شباب آخرون  بتنظيف الرؤوس و الأطراف و تقطيعها ليعيدوها جاهزة لربات البيوت، موضحا بأن تكلفة الخدمة تقدر بـ 700 دينار للرأس الواحد، فيما فضل البعض الآخر اغتنام فرصة العيد لتنظيف الأحشاء و تحضير العصبانة لربات البيوت بسعر يترواح بين 700 دينار و 1000 دينار. و في  قسنطينة استغل بعض الشباب منهم طلبة جامعيون، المناسبة لتقطيع الأضاحي على الأرصفة، حيث قاموا بوضع طاولات عند مداخل العمارات على مستوى بعض الأحياء كحي بوالصوف، ليباشروا نشاط التقطيع منافسين بذلك الجزارين على الزبائن، مقابل أسعار قدرت بـ 1500 دينار للأضحية، وسط إقبال كبير للمواطنين رغم  انعدام شروط النظافة  و الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة.
والملفت هذه السنة أن عددا كبيرا من ربات البيوت امتنعن عن تنظيف و تزليف و كذا طهي رأس الأضحية و أطرافها، و عمدن إلى التخلص منها بوضعها على قارعة الطريق،  ليأخذها الراغبون في استهلاكها، فيما تكفل أزواج الكثيرات منهن باقتنائها جاهزة عشية العيد لتخفيف عناء التنظيف على زوجاتهن.
هذه الظواهر المنتشرة في السنوات الأخيرة بالمجتمع الجزائري أفقدت عيد الأضحى المبارك خصوصيته، بعد أن عزفت ربات بيوت كثيرات عن تحضير الأضحية، و أصبح التعامل معها سطحيا حتى أن البعض يفضلون اقتنائها جاهزة من محلات الجزارة وكأن المغزى من النحر هو اللحم وليس التقرب إلى الله، كما أن هنالك عدة أسرة الواحدة تفضل إتمام عملية الذبح و السلخ في المذبح لتجنب الفوضى و لتخفيف الأعباء على السيدات اللواتي بتن يفضلن  التفرغ للزينة و العناية بالمظهر، ما أفقد العيد روحانيته و  جوه الجميل .  

  أ بوقرن

الرجوع إلى الأعلى