حرفي يسترجع الكارتون المستعمل ويحوله إلى تحف وقطع ديكور
نجح  الحرفي إبراهيم  بلكوريشي من مدينة مليانة بعين الدفلى، في تحويل مادة الكارتون المستعمل، إلى تحف فنية رائعة تستعمل في الديكور، حيث يقوم باسترجاع صناديق و علب الكارتون و استغلالها من جديد، لتشكيل تحف متنوعة مختلفة الأشكال و الأحجام، معتمدا على مهارته اليدوية و أفكاره.
قابلناه خلال المعرض الوطني للشاب العلمي و الشاب  المخترع الذي شارك في فعالياته مؤخرا بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، فأخبرنا بأنه تعلم  هذه الحرفة التي انطلق في ممارستها منذ قرابة عامين، ليرفع التحدي و يبرهن للأشخاص الذين يعزفون عن العمل، أنه بإمكان الإنسان أن يعمل و يكسب رزقه و قوت يومه من أشياء بسيطة ومهملة، مشيرا إلى أنه يحاول أن يكون نموذجا يحتدى به في أساليب التحرر من البطالة بالرغم من أنه لا يعانيها أصلا، فهو يشتغل كمستشار في قطاع الشباب و الرياضة في ولاية عين الدفلى، مع ذلك يهتم كثيرا بهذه الحرفة  ويجد الوقت لممارستها و تطويرها.  و تتنوع القطع التي يبدع في انجازها الحرفي، بين العلب الصغيرة و مجسمات البيوت و أنواع مختلفة من الطيور و الفراشات، فضلا عن المصابيح و المزهريات و السفن و الطائرات، حيث يستلهم إبداعاته عادة من الطبيعة، كما قال محدثنا، مشيرا إلى أنه شارك في عدة فعاليات حرفية و ثقافية عبر الوطن على غرار  معرض الجزائر الدولي «سافيكس» بقصر المعارض في الجزائر العاصمة،  و الصالون الدولي للبيئة و الماء و الصالون الدولي الأول للرسكلة و معالجة النفايات «روسيكلينغ إكسبو»، الذي احتضنه مركز الاتفاقيات محمد بن أحمد لولاية وهران شهر أفريل الماضي، أين صنع الاستثناء و أثارت تحفه إعجاب مشاركين و عارضين من سويسرا و أمريكا و فرنسا و غيرها من الدول، كما  لقيت الكثير من الثناء من قبل مواطنين أحبوا فكرة استرجاع الكارتون و إعادة استغلاله لكونها صديقة للبيئة . كما قال الحرفي، بأنه سجل حضورا قويا في معارض محلية و أخرى وطنية ، أين قوبلت أعماله بترحيب الجمهور، وهو ما شجعه للمضي قدما في هذه الحرفة التي يمكن أن تكون مصدر دخل للكثير من البطالين في حال تعاملوا معها بجدية، فرغم أنه لا يبيع ما تصنعه أنامله، إلا أنه يقوم بعرضها لتوعية الشباب بأهمية السعي لخلق فرص نشاط، بالإضافة إلى تلقين الأطفال دورسا حول قيمة المواد    و الأشياء التي تلقى في النفايات، و طرق استرجاعها لاستعمالها مجددا و تحويلها إلى تحف، بما يساعدهم على الانتفاع من الوقت و التحرر من سيطرة العالم الافتراضي ليشغلوا تفكيرهم في أشياء تفيدهم و تفيد عائلاتهم و المجتمع على حد سواء، لأنه، كما قال «يمكن صنع المستحيل من لا شيء».  و يأمل محدثنا أن يشارك في معارض خارج الوطن في المستقبل، ليمثل الجزائر من خلال معروضاته المصنوعة من المواد المستعملة، كما يؤكد استعداده لوضع  خبرته و تجربته  في فن تشكيل مادة الكارتون في يد خدمة الشباب،  ليطوروها ولما لا يشرعون في تسويق القطع التي يصنعونها لتحقيق الربح المادي، موجها نداء إلى المعتمين بمجال الاسترجاع، لمساعدته من أجل إنشاء متحف خاص بالتحف المصنوعة من مادة الكارتون المسترجع، متمنيا أن ينظم صالون دولي في الجزائر يجمع جميع الفنانين من دول العالم الذين يعتمدون على مادة الكارتون لعرض تحفهم الفنية المصنوعة من هذه المادة.                سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى