عودة مياه شلالات لوريط  إلى مجاريها بعد 40 سنة من الجفاف
 بعد حوالي 40 عاما من جفاف مصبها، عادت مؤخرا  مياه شلالات لوريط  التي تعتبر من الأماكن الأكثر استقطابا للزوار بولاية تلمسان، للتدفق وسط صخور وكهوف و بساتين معلقة، مشكلة مناظر طبيعية خلابة.
لحظة وصولك إلى جسر صغير على بعد 10 كلم عن عاصمة الولاية تلمسان، باتجاه مغارة عين فزة، تصاب حركة المرور بشلل تام، نظرا لتوقف السيارات على قارعة الطريق لالتقاط صور تذكارية بشلالات لوريط بالطريق الوطني  رقم 7، التي يزيد طولها عن 350 مترا و تشكل مناظر طبيعية قل نظيرها.  تتدفق مياه الشلالات وسط بساتين معلقة وصخور وكهوف عملاقة، كما ينتصب في الأعلى جسر حديدي خاص بالسكة الحديدية، لا يزال قائما متحديا الظروف المناخية و قد شيده المهندس غوستاف إيفيل و يحمل اسمه لحد اليوم، مثلما أكد الباحث في التاريخ نور الدين بلهواري للنصر، مشيرا إلى أن إيفيل  معروف بوضعه للمخطط الهندسي الشهير لبرج إيفيل بباريس في القرن 19، و أضاف محدثنا أن المنطقة لها رمزية ودلالة تاريخية، حيث كانت مركز استراحة للجنود و أمراء الزيانيين لما تتمتع به من مناظر طبيعية نادرة و ساحرة. تتميز منطقة لوريط التي تعد محمية طبيعية، وفق اللوح الإشهاري المنصوب على أحد الجدران، بالنظر إلى البساتين المعلقة و الطيور و الحيوانات النادرة التي تقتات من هذا الفضاء المصنف من قبل الحديقة الوطنية لمدينة تلمسان التي تم استحداثها مطلع تسعينيات القرن الماضي و التي تمتد لأزيد من  8800 هكتار و تشمل 7 أقاليم منها على وجه الخصوص تلمسان ، عين فزة  و المنصورة . تعرضت شلالات لوريط بشهادة أبناء المنطقة إلى الجفاف، يقول سفيان 55 سنة،  لنحو 40 سنة بفعل تحويل مسار المياه نحو  سد مفروش ، لكن شكاوى المواطنين و مطالبتهم بإعادة المياه إلى مجراها الأصلي، جعل المنطقة تسترجع طابعها السياحي فباتت تستقطب آلاف الزوار، خصوصا و أن الشلالات، يضيف سفيان،  قريبة جدا من مغارة عين فزة،  أو كما يحلو للبعض تسميتها بـ "مغارة بني عاد" و التي تقع على طول 700 متر تحت الأرض،  بدرجة حرارة ثابتة  تقدر ب 13 درجة مئوية، و  يمكن بالفعل لزائر مغارة بني عاد،  مثلما أكد محدثنا،  الشعور بالانتعاش و التمتع بصفاء المكان و هديل الحمام و إيقاعات صواعد صخرية ذات طابع كلسي. و يمكن للزائر أن يكتشف داخل  هذه المحمية الطبيعية عدة غرف، من بينها غرفة الباز و طائر الملوك المفضل و قاعة السيوف و المجاهدين، و زادها انعكاس ألوان الإنارة  الاصطناعية جمالا  و بهاء .                         
هشام. ج

الرجوع إلى الأعلى