ورشات المسرح الجهوي لسكيكدة مهملة منذ سنتين
دق مهتمون بالشأن المسرحي و الثقافي بولاية سكيكدة، ناقوس الخطر إزاء الوضع المزري الذي آل إليه المسرح الجهوي الكائن بوسط المدينة بمحاذاة حومة الطليان العتيقة، نتيجة للإهمال الذي طال ورشات أشغال ترميم و إعادة الاعتبار لهذا الصرح الفني المتميز الذي يظل مغلقا منذ سنتين، و حذروا من مغبة استمرار الوضع الذي يوجد عليه الآن، مطالبين السلطات الولائية، و على رأسها والي الولاية التدخل لوضح حد لحالة الإهمال، و التسيب الذي ينذر حسبهم بحدوث كارثة وشيكة ستحل بالمبنى الذي بات يوجد قاب قوسين أو أدنى من الاندثار، بينما تؤكد مديرية الثقافة بأن عدم توفر الاعتمادات المالية هو السبب الرئيسي لتوقف الأشغال.
النصر قامت بزيارة المكان أين وقفنا على الكارثة التي حلت بهذا المرفق الثقافي، إذ أن الأشغال لا تزال متوقفة، و لم تتجاوز منذ عامين نسبة 20 في المائة، فضلا عن سقف القاعة الذي تركته المقاولة مفتوحا ما يجعله عرضة للعوامل الطبيعية لا سيما عند تساقط الأمطار، و ما مدى تأثير ذلك على الأشغال المنجزة، ناهيك عن الجدران المهددة بالانهيار.
هذا الوضع بقدر ما يثير العديد من علامات الاستفهام عن دوافع  إسناد الأشغال  إلى مقاولة غير مختصة في هذا النوع من الترميمات، و هجرانها، و الورشات، بقدر ما أصبح يثير استياء، و تذمر المواطنين، و على وجه الخصوص المثقفين، و المهتمين بالشأن الثقافي، و المسرحي الذين أبدوا تأسفهم الشديد للوضع،  حيث حُرم   المهتمون من مشاهدة مختلف العروض المسرحية، و الفنية لتحل محلها أوكار الخمر، و المنحرفين التي غزت محيط مبنى المسرح. و قد أعابوا في السياق ذاته إسناد الأشغال إلى مقاولة غير متخصصة لا سيما و أن مبنى المسرح يتميز بهندسته الرائعة، و منحوتاته الفريدة، و بالتالي كان على الجهات المختصة أن تراعي هذا الجانب بأن تسنده لمقاولة مختصة لها احترافية في مثل هذا الأشغال، حسب من تحدثوا إلينا.
و يناشد هؤلاء السلطات الولائية و على رأسها والي الولاية التدخل العاجل لأجل استئناف الأشغال، و حماية هذه المعلم الذي ينتظر الجمهور إعادة افتتاحه بفارغ الصبر. وعلمنا من مدير الثقافة بأن المشروع انطلق في 2014، و استمر  إلى غاية نوفمبر 2016، أين تقرر بأمر من الوالي الأسبق عبد الحكيم شاطر تحويل المشروع من مديرية الثقافة، و إسناده إلى مديرية التجهيز بعد أن قامت مديرية الثقافة بإعداد ملحق خاص لإتمام عملية التهيئة، مرجعا أسباب توقف الأشغال لمدة قاربت سنتين إلى عدم توفر الاعتمادات المالية لتسديد، و تسوية نوعية الأشغال المنجزة من طرف المقاولة إلى جانب عدم توفر الأغلفة المالية للتكفل بالملاحق الخاصة بالأشغال الإضافية، و التكميلية، و هي الآن قيد الدراسة على مستوى وزارة المالية، و أضاف المدير بأن هناك إشكالا ثانيا يبقى مطروحا، يتعلق بعدم توفر الأموال لتسديد مستحقات المقاولة التي أنجزت الأشغال.
 تجدر الإشارة، إلى أن المسرح الجهوي بسكيكدة يعد معلما تاريخيا يقع بمحاذاة حومة الطليان التاريخية، تم تشييده عام 1936 من طرف كبار المهندسين، و الحرفيين آنذاك وفق الهندسة الايطالية، ويصفه الكثيرون بالمسرح اللؤلؤة من بين مسارح الوطن، و يتكون المبنى من ثلاثة طوابق، وبهو كبير إلى جانب المدخل المتميز بشكله وهندسته التي تحاكي التاريخ على جمال المدينة، لكن للأسف أبوابه لا تزال مغلقة أمام التاريخ، و الفن، و الثقافة.
كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى