أحيا سكان ولاية قالمة أمس السبت الذكرى المزدوجة لاستشهاد البطل زيغود يوسف قائد الولاية التاريخية الثانية و الاجتماع التاريخي الذي جمع كبار قادة الثورة الجزائرية بمشته بني أحمد الواقعة ببلدية بوهمدان غربي قالمة قبل 61 سنة لتحضير مؤتمر الصومام التاريخي الذي وضع أسس الثورة المقدسة و مستقبل الجزائر الحرة.  
و قد أشرفت السلطات المدنية و العسكرية بقالمة على تدشين نصب تذكاري يخلد الاجتماع التحضيري لمؤتمر الصومام و هو اللقاء الذي ظل مغيبا عن واجهة الأحداث التاريخية على مدى 61 سنة كاملة و لم يكن أحد من سكان الولاية و خاصة أهالي بوهمدان يعلمون بأن ميلاد مؤتمر الصومام الشهير كان هنا بجبال بني عمران، بوعربيد، بني مجالد و كاف السراق المنطقة الحصينة التي وقع عليها الاختيار للقاء كبار قادة الثورة للتشاور و التنسيق حول المؤتمر الذي انعقد بعد 6 أشهر من هذا اللقاء الذي جرى بمركز بولمغارف محمد الهاني بمشته جطني الواقعة وسط جبال حصينة أهلتها لتكون حاضنة اللقاء الذي حضره كبار قادة الثورة،  بينهم قائد الولاية التاريخية الثانية أو ما يعرف بمنطقة الشمال القسنطيني البطل الشهيد زيغود يوسف و سعد دحلب، بن طبال عبد الله، عمار بن عودة، عمار شطيبي، رابح لوصيف و العيفة محجوب.   
و قال مجاهدون حضروا مراسيم إحياء الذكرى المزدوجة لاستشهاد قائد الولاية التاريخية الثانية و الاجتماع التحضيري لمؤتمر الصومام في شهر فيفري 1956 بأن العودة إلى هذا المكان التاريخي لها دلالة كبيرة لأنها تعد محطة هامة في مسار الثورة المقدسة و تعبر عن مدى تلاحم قادة الثورة و انتهاجهم لخيار التنسيق و التشاور، عندما يتعلق الأمر بالقضايا الكبرى التي تهم الثورة، مؤكدين بأن عدة مواقع عبر الجزائر كانت مرشحة لاحتضان اللقاء التحضيري لمؤتمر الصومام، لكن الاختيار وقع على جبال بوهمدان الحصينة التي تقع بقلب الولاية التاريخية الثانية الممتدة من قسنطينة إلى غاية الحدود التونسية.    النصر تنقلت إلى موقع الحدث و حضرت الذكرى التاريخية الخالدة و نقلت شهادات حية لمجاهدين من الولاية الثانية رفقاء الشهيد زيغود يوسف و مناضلين من منطقة بوهمدان مازالوا يتذكرون اللقاء التاريخي و أحداث الثورة المجيدة بواحدة من أصعب الأقاليم الجبلية التي استعصت على الجيش الفرنسي فقرر تحويلها إلى منطقة محرمة و إخضاعها لسياسة الأرض المحروقة،  و ارتكب فيها جرائم حرب مازالت آثارها إلى اليوم. آلاف القتلى و الجرحى من المدنيين نهب للأرزاق و تشريد و فقر و تهجير قسري إلى محتشدات العار، ورغم هذا بقيت القلعة الحصينة صامدة تمد الثورة بالرجال و المؤن و توفر لها الملاذ الآمن بين أحضان شعب قرر إن يموت بالرصاص و الجوع و لا يستسلم للعدو و يسلم الأرض الطاهرة للمغتصبين.  
 فريد.غ

السعيد حمروش أحد  قادة منطقة الشمال القسنطيني
أقترح بناء قرية سياحية تاريخية بهذا المكان   
السعيد حمروش من ولاية سكيكدة و أحد قادة منطقة الشمال القسنطيني خلال الثورة يتحدث عن مؤتمر الصومام و هجومات 20 أوت 55 و لقاء بني أحمد و الدور الذي لعبه الشهيد زيغود يوسف في تنظيم الثورة و توحيد صفوفها، مؤكدا بأن هذا اللقاء الذي ظل مغيبا عن واجهة الأحداث التاريخية الوطنية يكتسي أهمية إستراتيجية بالغة كان لها الأثر الكبير في مسار الثورة و مؤتمر الصومام، و أضاف بأنه حان الوقت كي يستعيد المكان تاريخيه المجيد و ينال الاهتمام الذي يليق به كمحطة من محطات الثورة الخالدة، معتبرا بأن لقاء بني احمد لا يقل أهمية عن مؤتمر الصومام.  "اسمحوا لي اليوم أن أتحدث عن بعض الأمور و القضايا التي كنت أرى بأنها لا تعنيني، لكن مع مرور الزمن رأيت أنها تهمني و يجب أن أتكلم عنها،  و من بينها هذا المكان بني احمد فيه مساحات واسعة كما ترون و لذا أقدم اقتراحا و ليس طلبا لبناء قرية سياحية تاريخية نسميها قرية الوفاء، و نغرس نخلة و زيتونة و شجرة أخرى من الولاية الأولى  لتمثيل كل مناطق الوطن هنا بهذا المكان المقدس ، أتوجه إلى سلطات قالمة بهذا الاقتراح و أتمنى أن يقبل و تتشكل لجنة مختصة لوضع معالم هذه القرية، اعتقد بأن ولاية قالمة تتوفر اليوم على الرجال و الإمكانات لتحقيق هذا الاقتراح الذي أضيف له ملعبا لكرة القدم هنا في بني احمد و سأقدم لكم الأسباب التي دفعتني لتقديم هذه المقترحات و أنا أقف اليوم بهذا المكان الخالد، إن أول فريق كرة قدم لجبهة التحرير الوطني نشأ هنا و لعب كرة القدم هنا ببني احمد بالولاية التاريخية الثانية، و أستطيع القول بأن الفريق الوطني لجبهة التحرير الوطني تأسس هنا في جبال بني احمد، أتمنى أن يحظى هذا المكان بنفس الاهتمام الروحي و المادي الذي يحظى به المكان المقدس الذي احتضن مؤتمر الصومام، إنا مؤتمر الصومام هو وليد اجتماع بني أحمد «  و تحدث السعيد حمروش عن مسيرة البطل الشهيد زيغود يوسف الذي يفضل أن يسميه سيدي احمد كما سماه سكان بني أحمد ببلدية بوهمدان بقالمة لما نزل ضيفا بينهم في شهر فيفري سنة 1956.  « هرب من السجن و قاد مغامرة خطيرة عندما قرر تنفيذ هجومات 20 اوت 55، لم ينطلق الرجل من الصفر لان ارضية الانطلاق كانت موجودة في المغرب العربي و بالتحديد مع محمد الخامس لأن برنامج الثورة كان مبنيا على تعميم الكفاح في شمال إفريقيا إن الشعب في البوادي تضامن مع محمد الخامس في 20 أوت 55 و صام ذالك اليوم و كان مستعدا للمشاركة في أي مبادرة يقوم بها سيدي أحمد، و أدرك قائد الولاية التاريخية الثانية هذا الاستعداد وسط الشعب و كان الرجل في مستوى طموح الشعب لكنه كان يواجه مشكلا في شهر رمضان سنة 1956 هل يأكل المجاهدون رمضان، كان يخاف من رد فعل الشعب الذي لم يكن يعرف الثورة و الثوار بما فيه الكفاية في ذالك الوقت، راسل سي احمد الازهر الشريف فرد عليه الأزهر بوجوب الصوم، ثم جاء دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي أيدت رأي الأزهر فتدخل قادة الثورة بالولاية التاريخية الثانية و دار نقاش كبير لم ينته إلى نتيجة فتدخل زيغود يوسف و قال لهم نستقل و نصوم الدهر و فصل نهائيا في قضية شهر رمضان، لقد كان قائدا كبيرا وبفضل هجومات 20 اوت 55 وضعت القضية الجزائرية في جدول اعمال الامم المتحدة سنة 1955. وصل صدى الهجومات الى الميصاليين و قادة الثورة بالعاصمة فقرروا لقاء سي أحمد فأرسلوا سعد دحلب الذي وصل الى المنطقة عن طريق قسنطينة و انا الذي أتيت به من قسنطينة و اوصلته إلى هذا المكان في بني احمد و لما التقى سي احمد قال بأنه وقف امام رجل عظيم كما جاء في كتابه حول الثورة و هو كتاب فيه اخطاء كثيرة بينها تسمية بني احمد بموقع آخر بالميلية و هو بني صبيح اين كان مقررا عقد اللقاء قبل أن يحولها زيغود إلى هذا المكان لاعتبارات كثيرة بينها وفاء سكان المنطقة ، و لما رجع الرجل الى العاصمة تحدث للمركزيين قائلا بأنكم مازالتم تفكرون هل تنجح الثورة ام لا و لا تعلمون بأن سي احمد قد شكل فريقا لكرة القدم و خاض الهجومات و هو يخطط لإنجاح الثورة العظيمة و تأكد المركزيون حينها بان القطار ربما قد فاتهم و عليهم الالتحاق بالثورة ".  
و أثار السعيد حمروش قضية في غاية الاهمية و تساءل هل قمنا بثورة ام قمنا بحرب لتحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي مؤكدا بأن النقاش حول هذا المصطلح مازال قائما إلى اليوم مذكرا بالعبارة الشهيرة التي قالها زيغود يوسف بعد عودته من مؤتمر الصومام «الثورة انتهت لكن الاستقلال قادم» لأن تركيبة مؤتمر الصومام كانت تركيبة تفاوضية و لم تكن تركيبة حرب و تركيبة الحرب موجودة في الجبال و هي من تحقق الاستقلال كما قال السعيد حمروش مؤكدا في ختام كلمته بان هجومات 20 اوت 55 بقيادة زيغود يوسف لم تكن لفك الحصار على الولاية الاولى كما هو سائد لدى الكتاب و المؤرخين بدليل أن الولاية الاولى أرسلت تعزيزات كبيرة لدعم الولاية الثانية بعد الانتفاضة الكبيرة.                              
ف.غ

محمد رايس أحد قادة الولاية التاريخية الثانية     
لقاء بني أحمد محطة حاسمة  في مسار الثورة الجزائرية   
 قال المجاهد محمد رايس أحد قادة الولاية التاريخية الثانية بان لقاء بني أحمد يعد محطة حاسمة في مسار الثورة الجزائرية فقد توسط هجومات 20 أوت 1955 بمنطقة الشمال القسنطيني و مؤتمر الصومام في 8 أوت 1956 و كان له تأثير  كبير  على سير الثورة و إنجاح المؤتمر الشهير الذي وضع أسس الثورة الخالدة، و أضاف محمد رايس في شهادة نادرة قدمها أمام سكان قالمة و منطقة بوهمدان الذين حظروا أول ذكرى تقام بهذا الموقع التاريخي الذي ظل مجهولا منذ 61 سنة.  « إن سي أحمد قائد الولاية التاريخية الثانية هو صاحب فكرة هجومات 20 أوت 55 و صاحب فكرة مؤتمر الصومام و هو أيضا صاحب فكرة اختيار هذا المكان لعقد لقاء التشاور و التنسيق بين قادة الثورة، إن التاريخ رجال و مكان و زمان، الأماكن جبال شامخة معروفة من بينها هذا المكان أين نقف اليوم و الرجال معروفين و من بينهم البطل زيغود يوسف، نحن اليوم في احتفالية رمزية صغيرة و المرة القادمة ستكون كبيرة و يحضرها أقارب سعد دحلب من العاصمة و ابنة الشهيد سي احمد قائد الولاية التاريخية الثانية و وزارة المجاهدين و المنظمة الوطنية للمجاهدين، هنا كان رجال لهم قلب تقي و نفس نقية و إرادة و عزم قاموا بثورة كبيرة ضد الحلف الأطلسي و فكوا الجزائر من القيود و حققوا الاستقلال، لقد أدى هؤلاء الرجال الأمانة، و الأمانة من أثقل الأشياء، على الشباب مسؤولية بناء البلاد و المحافظة على استقلال البلاد و مجدها بالوفاء و عدم التنكر للشهداء و الأبطال، نحن لا نريد أن نرى الجزائر في وضع سيء لا تحسد عليه نريدها أن تكون في مقام يشرف الشهداء و الوطن، نحن نملك الرجال و الأرض و التاريخ فلماذا لا يكون وضعنا أحسن و لماذا لا نكون يابان أفريقيا؟».                                                                                               
ف.غ

الرجوع إلى الأعلى