فضاء تكويني تخرّج منه لاعبون كبار و إطارات  في جميع القطاعات
تخرّج من الجمعية الرياضية التربوية ابن خلدون بالعفرون بولاية البليدة عشرات الإطارات والنخبة، منهم قضاة، محامين، أساتذة، إطارات شرطة، مهندسين وغيرهم، كما تخرج منها عدد من اللاعبين الذين تقمصوا ألوان عدة فرق عريقة في القسم الأول، منها اتحاد العاصمة، مولودية العاصمة، إتحاد الأربعاء، نجم بارادو.
بلغ عدد البراعم الذين تكفلت بهم هذه الجمعية التربوية الرياضية خلال مسيرة عمرها ربع قرن أزيد من 700طفل، تحت إشراف25 مربيا، حيث كانت الجمعية تتكفل بتربيتهم و تكوينهم الرياضي، إلى أن أصبحوا إطارات في مختلف الميادين، كما كان لهذه الجمعية شرف تمثيل الجزائر في كأس العالم للبراعم سنة 2014، وكان لها موقفا مشرفا مع توجهات الدولة الجزائرية، حين رفض مسؤولوها اللعب مع فريق الكيان الصهيوني وانسحبوا من الدورة، بالرغم من الضغوطات التي مورست عليهم لمواجهة هذا الفريق.
وفي هذا السياق، يذكر رئيس الجمعية خير الدين لكحل بأن بداية هذه الجمعية كانت في سنة 1992، حين كان آنذاك لاعبا في نجم العفرون، أين انتبه لمجموعة من الأطفال يبحثون عن ساحة للعب كرة القدم، لهذا قام بتهيئة إحدى المساحات المجاورة لمتوسطة وحولها إلى ملعب، وكان يشرف على تدريب هؤلاء البراعم، إلى جانب العمل على تربيتهم التربية الصحيحة المبنية على الأخلاق النبيلة، وذلك بإمكانيات منعدمة، و بعد ذلك راودته فكرة تأسيس جمعية أطلق عليها الجمعية الرياضية التربوية ابن خلدون و حدد مع زملائه كهدف لها التكوين الرياضي والأخلاقي للمنتسبين إليها.
كانت الجمعية تستقبل منذ تأسيسها البراعم لتكوينهم وتدريبهم وتربيتهم في نفس الوقت، كما كانت تنظم لهم رحلات سنوية إلى مختلف ولايات الوطن، وتخرج منها عشرات الإطارات ووصل عدد المنتسبين إليها إلى أزيد من 700 رياضي في مختلف الأصناف، وعدد كبير منهم هم اليوم إطارات في قطاعات مختلفة، و لم ينس هؤلاء فضل هذه الجمعية والمشرفين عليها في تكوينهم.
ويذكر لنا في هذا الإطار رئيس الجمعية خير الدين لكحل بأنه تسلم في سنة 2013 جواز سفر للحج من طرف وكيل جمهورية كان أحد براعم الجمعية في صغره، وذكر بأنه تلقى اتصالا من طرف وكيل الجمهورية المذكور طالبا مقابلته، وبينما كان في الملعب رفقة براعم يشرف على تدريبهم، فاجأه بمنحه جواز سفر خاص بالحج، تكريما له على ما قام به من جهد كبير في تكوين الأطفال ، حيث كان أحد هؤلاء البراعم الذين نشأوا وترعرعوا بين أحضان الجمعية، حيث أن الفضل الكبير في نجاحه ونجاح العديد من الإطارات الأخرى، يعود إلى ما قام به أعضاء جمعية ابن خلدون، وأمام هذا الجهد الكبير الذي تبذله ذات الجمعية تلقت كل الدعم من طرف المجلس الشعبي البلدي للعفرون والسلطات الولائية، و قد منحها الوالي السابق محمد وشان حافلة.

 و أضاف المتحدث بأن نشاط الجمعية لا ينحصر على تكوين البراعم فقط، بل تنظم دورات رياضية مختلفة بحضور نجوم كرة القدم في الفريق الوطني والفرق الكبرى العريقة، كما يسعون من خلال هذه الدورات إلى ربط علاقات ما بين براعم هذه الفرق، مشيرا إلى أن جمعية ابن خلدون كانت تضمن الإقامة لأطفال الفرق الزائرة لدى عائلات في العفرون، وذلك بهدف ربط علاقات بين هؤلاء الأطفال وعائلاتهم.
تلقينا ضغوطات كبيرة لمقابلة فريق إسرائيل ورفضنا
يعود بنا رئيس جمعية ابن خلدون إلى مشاركة فريق الجمعية في كأس العالم للبراعم في سنة 2014، وكيف أن القرعة أوقعتهم في مجموعة تضم فريق الكيان الصهيوني، فتفاجأوا بوجودهم ضمن هذه المجموعة، وبعد نقاش مع السلطات المحلية بالولاية حول الانتقال للمشاركة في هذه الكأس من عدمها بسبب مقابلة فريق الكيان الصهيوني، يقول رئيس الجمعية، بأنه قرر المشاركة في الكأس مع تحمل كامل مسؤوليته في ذلك، خاصة وأنهم وعدوا البراعم بنقلهم إلى فرنسا، مشيرا إلى أن المقابلة الرابعة في هذه الكأس كانت مع فريق الكيان الصهيوني، وقبل المباراة أعلم مسؤولو الكأس بأنهم لن يقابلوا هذا الفريق.
و أضاف بأنه تعرض لضغوطات كبيرة من طرف مسؤولي هذه الدورة للمشاركة، وذكر له أحد المسؤولين بأنه منذ 29 سنة لم يقع في قضية مماثلة، وكل الطبعات السابقة مرت في أجواء عادية، وبالرغم من تلك الضغوطات والتهديدات الذي تعرض لها، قرر أثناء الدخول إلى الملعب الذي كان مكتظا بالجمهور، الانسحاب وعدم المشاركة ولو كلفه ذلك قطع رأسه، وأثناء المغادرة إلى غرف تغيير الملابس هتف لاعبو الجمعية بشعارات مؤيدة لفلسطين، و تم إثر ذلك إقصاء فريق الجمعية من هذه الدورة، وبالرغم من ذلك، يقول المتحدث، فإن هذا السلوك لم يفسد علاقاتهم بالفرنسيين، فقبل المغادرة نظم رئيس بلدية فرنسي مأدبة عشاء على شرف أعضاء الجمعية ولاعبيها، دون أن تؤثر تلك الحادثة على مسار الجمعية، وتلقى وعودا باستدعائهم خلال الدورات القادمة دون أن  يكونوا في المجموعة التي تضم  الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أنه تلقى دعوة هذا الموسم للمشاركة في الكأس.من جانب آخر ذكر رئيس جمعية ابن خلدون، بأن نشاط الجمعية تراجع نسبيا في السنوات الأخيرة، بسبب سياسة التقشف ونقص التمويل المالي.و من أجل مواصلة النشاط، وخاصة استقطاب الأطفال وتكوينهم وتربيتهم، خاصة في ظل تفشي الآفات الاجتماعية في الأحياء الشعبية، تكفلت الجمعية بصيانة الملعب وتوفير مرشات وغرف تغيير الملابس للاعبين، مقابل دفع مبالغ مالية رمزية من طرف لجان الأحياء التي تستغل الملعب، مضيفا بأن هذا الإجراء تمت الموافقة عليه في مداولة رسمية في المجلس البلدي، كما أن المبالغ المحصلة يتم دفعها في حساب الجمعية، على أن تحول للعناية بالملعب ومرافقه، وذلك من أجل مواصلة المسيرة وتكوين وتربية أجيال المستقبل.
نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى