«رولار ستكوتز» رياضة تخرج من الساحات العامة إلى حواف الطرقات
اتسعت دائرة ممارسة هواية «الباتيناج « أو التزلج على العجلات عبر شوارع عاصمة ولاية تسمسيلت،  لتشمل فرقا شبانية تجوب الأزقة والساحات العامة بسرعة و حركات جنونية،  دون إدراك حجم مخاطرها على حياتهم وحياة المارة.
  يكفي حذاء للتزلج و اكتساب بعض المهارات الفردية  لولوج عالم  التزلج بتسمسيلت التي أضحت شوارعها تستقطب فئة الشباب الذين يزاحمون السيارات دون احترام لإشارات المرور، في سباق لا يكاد ينتهي على اليمين و اليسار ، فيضع أصحاب المركبات في حيرة من  أمرهم، في حالة وقوع مكروه لهاو لهذا النشاط  الذي يبدو أن الساحات العامة و الملاعب الجوارية لم تعد تجذب عشاقه.
هذه الهواية غير معترف بها من طرف المؤسسات الشبانية، يقول مراد صاحب مقهى بوسط المدينة ، و من المفروض أن تؤطر، حسب محدثنا،  من طرف المسؤولين عن قطاع الشباب و الرياضة بالولاية، لحمايتهم من مخاطر حوادث المرور من جهة، و الإصابات التي قد يتعرضون إليها على شكل كسور أو رضوض،  باعتبار أن المضمار الذي ينشطون فيه عبارة عن بلاط أو طرقات معبدة، تعترضهم في الغالب أرصفة وحواجز حديدية إلى جانب حفر وشعاب لا يلقون لها بال من شدة السرعة و الحركات الجنونية التي يقومون بها ، والغريب في الأمر أن تجد عددا من الأطفال دون 14 سنة، انخرطوا في مجموعات صغيرة تسعى لضمان مكانتها وسط محترفي التزلج على العجلات .
  يرى الشاب فضيل دادون في العشرينات من العمر، أن رياضة «رولار سكوتز» ، كما يحلو تسميتها من بين الهوايات التي باتت تستقطب الشباب من مختلف الأعمار، لأنها لا تتطلب، كما قال، إمكانيات مادية كبيرة، فيكفي حذاء ذو نوعية جيدة و بعض الألبسة الواقية ، كواقي الركبتين و خوذة الرأس ، لكن الملاحظ  أن جميعهم يفتقدون لوسائل الأمان، مطالبا بتدعيم هذه الرياضة التي تتميز بالحيوية و الحركات الاستعراضية و الاعتراف بها، كما أنها تلقى جانب من الاهتمام و المتعة بالنسبة  للمارة، ففي الغالب يلتقي الممارسون بساحة المسجد وسط المدينة، لينطلق الاستعراض، حيث تتخذ بعض الشوارع و الأزقة الخالية التي تتمتع بانحدارات لتفعيل و البرهنة على مهاراتنا، و هي رياضة مشبعة بالحركة و التركيز.
و أضاف صديقه أيوب طاموش بأن  عددا  كبيرا من الهواة تعرضوا لحوادث و أصيبوا بجروح متفاوتة، لكن الفرق بينها و بين باقي الهوايات هي الشجاعة والقدرة على السير ضمن مضمار غير معلوم بسرعة تتحكم فيها الطبيعة الطبوغرافية للمنطقة التي تتواجد فيها ، و حذر أصدقاءه من مغبة الالتصاق بالمركبات ذات الخلفيات الحديدية للزيادة في السرعة مع تفادي الشوارع المزدحمة و الطرقات السريعة ، وهي المخاوف التي تنتاب مستعملي الطرقات .
وقد أجمع بعض ممارسي هذه الهواية التي تعلموها عن طريق التقليد ومتابعة فيديوهات، رغم المخاطر التي تنطوي عليها، بأنها سبب مباشر في زيادة اللياقة البدنية، وحرق السعرات الحرارية و رفع من معدلات نبضات القلب، كما تعد عاملا مهما للراحة النفسية و خفض معدلات القلق و تشتت الذهن .  

   هشام ج

الرجوع إلى الأعلى