استقبال ألف حالة لعلاج المدمنين على المخدرات
استقبل المركز الوسيط لمعالجة الإدمان بفوكة بولاية تيبازة، ألف حالة إدمان من أجل تلقي العلاج ، وذلك منذ فتحه في سنة 2011، وحسب ريمة بن يعقوب مسؤولة بالمركز، فإن نسبة  80 بالمائة من الحالات التي تم التكفل بها ، شفي أصحابها و اندمجوا في المجتمع من جديد بعد خروجهم من عالم الإدمان.
 وأضافت المتحدثة بأن هذه المؤسسة الاستشفائية المختصة في علاج المدمنين لا يرتكز دورها على تقديم الأدوية للمدمنين، بل تهتم بالأساس بإعادة إدماجهم في المجتمع، وتابعت  بأن الشاب عندما يصل إلى المركز يخضع في البداية لمقابلة مع الأخصائيين النفسانيين، ثم يتم قياس مستوى الإدمان لديه، على أن تحدد له لاحقا مواعيد لتلقي العلاج.
في البداية تكون المواعيد أسبوعية ، ثم تتحول إلى مرتين في الشهر، ومع مرور الوقت قد تتحول إلى مواعيد شهرية، و قد يستغرق علاج  المدمن الواحد لإخراجه من عالم الإدمان على المخدرات سنة كاملة، وأكدت بأن الطاقم البشري للمركز يلعب دورا كبيرا في إدماج المدمنين في المجتمع خلال فترة العلاج، وأضافت بأن التكفل يركز على العامل النفسي بنسبة كبيرة .
وذكرت المسؤولة بأنه يشترط حضور المدمن في البداية مع أحد والديه أو أقاربه، للتأكد فعلا من توفر إرادة العلاج والخروج من عالم الإدمان بصفة نهائية لديه، وأشارت في هذا الإطار إلى أن أغلب الحالات التي يستقبلها المركز الوسيط تتراوح أعمارها مابين 20و25سنة.
كما أشارت إلى وجود حالات لقصر أقل من 14 سنة، وذكرت في هذا السياق بأن حالات القصر التي استقبلها المركز لم تصل إلى مرحلة الإدمان،  بل تتعلق ببداية تجريب تعاطي المخدرات، فبعض الأولياء يكتشفون بأن أبناءهم القصر يتعاطون الكيف المعالج أو الأقراص المهلوسة ،فينقلونهم إلى مركز معالجة الإدمان قبل أن يتحولوا إلى مدمنين.
و العديد من الحالات التي يستقبلونها توجه إلى المركز بناء على مجرد شكوك الأولياء و يريدون التأكد إذا كان أبناءهم يتعاطون فعلا المخدرات أم لا.
وفي نفس الإطار تحدثت المسؤولة عن استقبال المركز لأزواج مع زوجاتهم قرروا  مغادرة عالم الإدمان، كما استقبل المركز حالات تتعلق بنساء وفتيات مدمنات على المخدرات، إلى جانب طلبة جامعيين وتلاميذ في الطور الثانوي، كما أوضحت بأن المدمنين الذين يستقبلهم المركز ينتمون إلى فئات اجتماعية مختلفة، ولم تعد، حسبها ، الظروف الاجتماعية السيئة والبطالة هي التي تدفع إلى الإدمان، وأشارت في هذا الجانب إلى حالات تنتمي إلى عائلات ميسورة الحال تلقت العلاج بالمركز.
 وبناء على تشخيص و علاج مختلف الحالات التي استقبلها المركز،  تبين لطاقمه، حسب المتحدثة، بأن العديد من الشباب الذين دخلوا عالم الإدمان كانوا في البداية يريدون اكتشاف المخدرات وتذوقها، فوجدوا أنفسهم في خانة المستهلكين للكيف المعالج أو القنب الهندي والأقراص المهلوسة، دون القدرة على التخلي عنها والخروج من الدوامة.
و تنصح بهذا الخصوص الأولياء بضرورة فتح حوار ونقاش مع الأبناء حول المخدرات وأضرارها ومخاطرها في المنزل، ومن الخطأ، حسبها، وضع حواجز حول هذا الموضوع أو جعله من الطابوهات في الأسرة، وأضافت بأن الإجابة التي لا يجدها المراهق في المنزل، يبحث عنها في الخارج، وقد تكون معرفتها في خارج المنزل بتذوقها إلى أن يتحول إلى مدمن عليها.                                  
نورالدين -ع 

الرجوع إلى الأعلى