جامعيون يعرضون ابتكارات جديدة بصالون المعلوماتية بقسنطينة 2
ضج، أمس، بهو كلية التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة بالمئات من الطلبة والأساتذة المتوافدين على الطبعة الثالثة من صالون المعلوماتية، الذي عرف مشاركة 1500 طالب، عرض بعضهم ابتكاراتهم وأنشطة النوادي العلمية المنتمين لها، فيما ستنظم أربع مسابقات لفائدتهم.
وتجولنا خلال الفترة الصباحية بالصالون، الذي يضم مجموعة من مربعات العرض الخاصة بالشركاء الاقتصاديين الذين ساهموا في رعاية التظاهرة والنوادي العلمية للجامعة والجمعيات المشاركة، حيث توقفنا عند مجموعة من الطلبة يمثلون جمعية «سوق» الخاصة بطلبة الطب، أين قدموا لزملائهم المتوافدين عليهم مجموعة من الشروح حول مخاطر الاستعمال المفرط للكمبيوترات والأجهزة الالكترونية على الصحة، كما أنه من المبرمج أن ينشطوا محاضرة حول العواقب الصحية التي قد يسببها المكوث لساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر خصوصا على العينين. ووجدنا بالصالون أيضا المربع الخاص بمكتبة جامعة عبد الحميد مهري، حيث عرضت مجموعة من الكتب الخاصة بالبرمجة والتكنولوجيات الرقمية الحديثة، من بينها دليل للوصول إلى أفضل عروض الدورات التكوينية التي تجرى عن بعد، لكن يلاحظ غياب عناوين تتطرق إلى مواضيع فلسفة المعلوماتية وعلاقتها مع العلوم الإنسانية.
وشارك في المعرض أيضا ممثلون عن خلية التعليم عن بعد التابعة للجامعة، حيث قدموا للطلبة مختلف المعلومات حول عروض التكوين التي توفرها الخلية، في حين طرح الطلبة أسئلة حول إمكانية الاستفادة من تكوين على مستواها وإمكانية الحصول على شهادات بعد إنهاء التكوين. وعرض بعض الطلبة بالجامعة ابتكاراتهم الجديدة في مجال المعلوماتية، على غرار طالبان في الماستر تمكنا من تطوير تطبيق خاص يعمل بتقنية الواقع الافتراضي ويسمح للأشخاص المعاقين بالتحكم في مختلف الآلات الموجودة في المنزل بمجرد النظر من خلال وضع خوذة خاصة. من جهة أخرى، شاركت نوادي الجامعة الخاصة بطلبة الكلية، من بينها نادي «موزيلا» ونادي «بيتس بريدج»، فضلا عن غيرهما من النوادي القادمة من جامعات أخرى بالجزائر.
مسابقة في حماية الموقع من القرصنة
وستشهد التظاهرة تنظيم مسابقة في أمن المواقع، من خلال إنشاء منصة موقع مع وجود ثغرات في النظام الخاص بها، ثم اختبار قدرة الطلبة المشاركين على اختراقها، فيما تقوم مجموعة أخرى بمحاولة حمايتها واكتشاف المشكلة، كما ستنظم مسابقة لأحسن صورة فوتوغرافية تُلتقط خلال اليوم الأول والثاني من الصالون، بالإضافة إلى مسابقة ثالثة للنساء المبرمجات وتحد رابع لفن التعديل الرقمي للصور. وستقدم مجموعة من المحاضرات لفائدة المشاركين، منها ندوة اليوم حول تقنيات إنشاء تطبيق، في حين ستكون الورشات حول مواضيع هشاشة المواقع أمام الاختراق والنجاح في العالم الرقمي وكيفية تعديل الصور وتكوين في التحكم ببعض البرامج، بالإضافة إلى كيفيات إنشاء مدونة ناجحة على الشبكة العنكبوتية والذكاء الاصطناعي وغيرها من المواضيع التي سينشطها خبراء من خارج الجامعة وطلبة أيضا.
وقدم البروفيسور رشيد غربي من جامعة باريس الجنوبية أول محاضرة حول الواقع الافتراضي، حيث عرض تاريخ استخدامات الواقع الافتراضي وحاجة علم البيولوجيا إليه التي دفعت إلى تطويره، في حين تحدث عن مختلف استخداماته، خصوصا في المجال التعليمي العسكري، لكونه يساعد في إعادة بناء مجسمات افتراضية لمواقع قتالية دون الحاجة إلى التنقل أو صناعة مجسمات تبدو حقيقية. وأكد البروفيسور بأن الجامعة الجزائرية تستطيع الاستعانة بهذه التقنيات الجديدة في التدريس من أجل تسهيل المهمة على الأساتذة والطلبة، خصوصا في المجالات الطبية أو التقنية وحتى في العلوم الإنسانية، على غرار التاريخ، لأنها تسمح بإعادة إنشاء مواقع قديمة وإدخال الطالب فيها لفهم أفضل.
وأضاف البروفيسور غربي بأن جامعة الجزائر ستتزود أول «كهف» خاص بالواقع الافتراضي خلال الأشهر القادمة، مشيرا إلى أنه من الممكن أن تستفيد جامعة قسنطينة ووهران من نفس التقنية. وشدد نفس المصدر على أن تقنية الواقع الافتراضي لا تكلف كثيرا كما أن الوسائل الخاصة بها متوفرة في السوق، في حين ذكر أحد الأساتذة الحاضرين في القاعة بأنه أشرف على تأطير طالبين يقومان ببحث في هذا المجال، لكنهم تفاجأوا بانعدام بعض الآلات في السوق.
نحو نسخة عالمية للصالون
وألقى مدير الجامعة البروفيسور محمد الهادي لطرش كلمة، حيث قال إن الجامعة تتطلع إلى لعب دور فعال في مشروع رقمنة الإدارة الجزائرية، كما قال إن الطلبة شاركوا في الصالون المذكور من مختلف ولايات الوطن، في حين تطمح جامعة عبد الحميد مهري إلى إعطاء هذه التظاهرة مرئية أكبر من خلال جعلها عالمية بفتحها على طلبة جامعات من خارج الوطن، مقابل إرسال طلبة من الجامعة للمشاركة في تظاهرات مماثلة في الطبعات القادمة. وأضاف نفس المصدر بأنه ليس من السهل تنظيم صالون المعلوماتية سنويا، فيما دعا النوادي العلمية بالجامعة إلى الحفاظ على وتيرة جيدة في نشاطهم.
وأفاد المدير في تصريح لنا بأن الجزائر مضطرة لدخول مجال رقمنة المعاملات المالية والتجارية، لأن كثيرا من البلدان الغربية تعتزم القضاء نهائيا على العملة الورقية خلال العقود القادمة، لكن ذلك لم يتم بحسب محدثنا، قبل تأمين الفضاءات الرقمية الجزائرية وتكوين جيل من المختصين القادرين على حمايتها دون الحاجة إلى الاستعانة بالأجانب. أما الدكتور بورامول عبد الكريم رئيس لجنة تنظيم الصالون، فأوضح لنا بأن الطبعة الحالية ستعرف تنظيم 18 ورشة بمعدل ثلاثين طالب في الورشة الواحدة، بعد أن رفعت الجامعة عددها مقارنة بالسنة الماضية، في حين سيتم تكريم الطلبة الفائزين في المسابقات الأربعة خلال حفل الاختتام.    
   سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى