إطلاق مشروع «نية» للحركة الجمعوية بين وهران وبوردو الفرنسية
كشفت العضوة بجمعية صحة سيدي الهواري بوهران سمية حصام، عن برمجة مهرجان للسلم والصداقة والتسامح وغيرها من المعاني الإنسانية الراقية، تتويجا ل 15 شهرا من النشاط والتكوين الذي سيستغرقه مشروع «نية» الذي أعطيت إشارة إنطلاقته يوم الأربعاء المنصرم، و رغم عدم تحديد مضمون وكيفية تنظيم المهرجان، إلا أن الفكرة تبلورت ويمكن تجسيدها في جوان 2019.

مشروع «نية» يجمع بين شباب جزائري ونظرائهم من بوردو الفرنسية، من أجل السلم وترسيخ أسس المواطنة والتنمية المستدامة، ويرتكز  على الشراكة بين جمعية صحة سيدي الهواري من وهران و جمعية مراكز التنشيط الثقافي من بوردو الفرنسية، وتم اختيار بوردو لأن اتفاقية توأمة تربطها مع وهران.
محور هذا المشروع يتمثل في غرس وترسيخ ثقافة السلم والمواطنة، و التداخل ما بين الثقافات، إلى جانب التعرف على أسس التنمية المستدامة في مختلف المجالات، وفق ما استعرضه رئيس جمعية صحة سيدي الهواري كمال الدين بريكسي، و العضوة بالجمعية سمية حصام و سيعمل البرنامج على ضمان تكوين 130 شابا في التنشيط الإجتماعي الثقافي، منهم 120 شابا من الجزائر و10 شبان من بوردو الفرنسية، لينتقل بعد ذلك الشبان الجزائريين الذين تلقوا تكوينا بمقر جمعية صحة سيدي الهواري والمنقسمين إلى 20 عضوا من جمعية صحة سيدي الهواري و100 شاب من الناشطين ضمن مختلف الصيغ الجمعوية، لنقل معارفهم وخبرتهم للمنخرطين في جمعيات أخرى، خاصة الجمعيات الناشئة، والمتطوعين المنفردين الذين هم بحاجة لتأطير وكذا النوادي الجامعية التي هي أيضا بحاجة للخبرة الميدانية للجمعيات، لتزاوجها مع معارفها الأكاديمية.
هذه المرحلة ستأتي بعد خضوع أفراد العينة أي 120 شابا ، ل 50 دورة تكوينية على مدار 15 شهرا، ويتوقع القائمون على المشروع أن يستهدف هؤلاء الشباب المكونين شريحة كبيرة في المجتمع قد تفوق5 آلاف شاب وحتى أطفال و خاصة المراهقين.
وأضافت المشرفة على المشروع  أن إطلاق تسمية «نية» ، جاء خلال جلسة نقاش أين أجمع كل الفاعلين أنه عندما تتوفر «النية» الصادقة، ويتجاوز الفرد كل الخلفيات والضغائن والعقبات المجتمعية، يمكن الرقي بالأفكار وتجسيدها وتطوير آليات عمل مختلف ركائز المجتمع العصري، مشيرة إلى أن «النية» الصادقة تمكن من ترسيخ قيم السلم والعيش معا في ظل الإختلافات العقائدية واللغوية والسلوكية.
من جهته أوضح الشاب سيد أحمد عيسي، المكلف بمهمة ضمن «البرنامج الإستشاري متعدد الأطراف» المعروف ب «جسور»، بأن الجزائر تضم عدة جمعيات مبدعة ومبتكرة وهذا ما يبعث على التفاؤل، ولكن يجر أيضا نحو التساؤل حول مصادر تمويل المشاريع الإبتكارية لتلك الجمعيات، خاصة في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العالم وليس الجزائر فقط، وهذا ما يتطلب من الجمعيات ضبط نموذجها الاقتصادي و المالي لتجسيد مشاريعها، بناءا على الدعم المالي المقدم لها.
وأفاد المتحدث في نهاية الأسبوع الماضي على هامش إطلاق مشروع «نية»، أن المجتمع المدني في الجزائري يضم في صفوفه نماذج ناجحة و راقية في النشاط، حيث توجد جمعيات جزائرية شبانية تسعى للإحترافية في النشاط والإبداع وهذا رغم كل الصعوبات التي تواجهها والتي تفرض عليها التحدي من أجل تنفيذ مشاريعها وإيجاد الحلول للعقبات التي تحول دون التطبيق الجيد لبرامجها،  مشيرا إلى أن  «البرنامج الاستشاري متعدد الأطراف، جسور» ، هو برنامج لدعم مشاريع المجتمع المدني و ترقية الأفكار الشبانية وتشرف عليه منظمة غير حكومية فرنسية» سياف أسو»، بالتنسيق مع الإتحاد الأوروبي.و تقوم الوكالة الفرنسية للتنمية بالدعم المالي لهذه المشاريع، وقد بدأ البرنامج نشاطه في الجزائر سنة 2007 وتشرف عليه إداريا شبكة «ندى» لحماية الأطفال، ويضم هذا البرنامج حاليا 133 عضوا من مختلف الجمعيات والباحثين الأكاديميين وأساتذة جامعيين جزائريين وفرنسيين، يقومون بتبادل الخبرات والتجارب وكذا إنجاز مشاريع مشتركة، ويرتكز على أربعة آليات.
الآلية الأولى تتمثل في دعم نشاطات الجمعيات ذات الطابع المحلي ويهدف لتأطير الجمعيات الصغيرة الناشئة، والآلية الثانية تخص الشباب غير المهيكلين في جمعيات والحاملين لأفكار، أما الآلية الثالثة فتتعلق بالنشاطات الموضوعاتية الإقليمية التي تهتم بالجمعيات الحاملة لمشاريع يتم تنفيذها مع جمعيات أخرى في إطار إقليمي على شكل شبكة.
 وفي الأخير تمس الآلية الرابعة دعم المشاريع التي تهدف لإحترافية الجمعيات وسعيها للإبداع و الابتكار ومنها جمعية صحة سيدي الهواري التي يندرج مشروعها «نية» ضمن هذه الآلية.
اتفاقية شراكة وتعاون مع الجامعة
 وأشرف مدير جامعة وهران 1، البروفيسور عبد الباقي بن زيان خلال حفل إنطلاق مشروع «نية» بمقر جمعية صحة سيدي الهواري، على إبرام إتفاقية إطار من أجل الشراكة والتعاون بين الجامعة والجمعية، وفق برنامج يمتد على مدار سنتين، وهو برنامج متبادل وثري بالنشاطات، منها تمكين أعضاء الجمعية من التكوين الأكاديمي، وسيسمح لأعضاء الجمعية بنقل خبراتهم وتجاربهم للطلبة الجامعيين أيضا، لتقريبهم من الفضاء الجمعوي وتعريفهم على مختلف طرق الإدماج المهني بعد التخرج وغيرها من النشاطات التي ستسمح بترقية المعارف وتطوير آليات النشاط الجمعوي.
وأوضح البروفيسور بن زيان، أن الإتفاقية جاءت تتويجا لعمل مشترك وتعاون مستمر بين الجامعة والمجتمع المدني ومنه جمعية صحة سيدي الهواري، مشيرا إلى ضرورة إنشاء آلية استشارية دائمة، تتمثل أهدافها في تطوير هذه النشاطات بين الجامعة والمجتمع المدني.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى