أكاديميون يؤكدون على ضرورة سد الفجوة بين التكوين الأكاديمي والممارسة الصحفية
شدّد أمس أكاديميون وباحثون في مجال علوم الإعلام والاتصال من مختلف جامعات الوطن على ضرورة تعديل بعض المناهج التي تدرس في الجامعات وتكييفها مع واقع الإعلام في الوقت الراهن قصد تقليص الفجوة بين التكوين الأكاديمي والممارسة الصحفية الميدانية، وهذا من خلال الملتقى الوطني الأول الذي احتضنته كلية علوم الإعلام والاتصال والسمعي البصري بجامعة قسنطينة 3 بمشاركة أكثر من 80 باحثا من 35 جامعة من مختلف ولايات الوطن تحت شعار "الإعلام الجزائري.. تحديات اليوم..تطلعات الغد".
 وقد رفع  المشاركون  مجموعة من التوصيات  في تقرير نهائي سيتم  رفعه لمجلس الجامعة ثم إلى الندوة الجهوية للبحث العلمي قصد تغيير وتعديل بعض المناهج وإضافة آليات جديدة.
ومن بين التوصيات التي خرج بها الدكاترة والباحثون المشاركون في الملتقى،   ضرورة تحيين بعض المناهج البيداغوجية القديمة، خصوصا أنها أصبحت تعتمد على مراجع  لا تواكب التطورات التي يشهدها الإعلام في الوقت الراهن، مع اقتراح استحداث تخصصات جديدة تواكب تطورات تكنولوجيات الإعلام و الاتصال وإعطاء أهمية لمقاييس الصحافة الالكترونية، بالإضافة للتركيز على الجانب التطبيقي في تلقين الدروس البيداغوجية بالإضافة لإشراك الإعلاميين و الصحفيين المتمرسين من مختلف المؤسسات الإعلامية في التأطير و المتابعة، كما أصروا على ضرورة إنشاء قنوات وصحف وإذاعات داخل الجامعات وتدعيمها قصد تشجيع المبادرات الشبانية في مجال الإعلام، كما أكدوا على ضرورة تأطير زيارات ولقاءات للأساتذة المتخصصين نحو المؤسسات الإعلامية.
وتم تقسيم الملتقى إلى ثلاثة محاور رئيسية، تتعلق بالتكوين الإعلامي المهني و التكوين الإعلامي الأكاديمي في الجزائر وتحديات التكوين الإعلامي في الجزائر، بالإضافة لأربع ورشات عرفت مشاركة بعض الإعلاميين، كما تم عرض لوحات جدارية لبعض طلبة الدكتوراه حول الإشكالية التي طرحها الملتقى.
و أقر أغلب الأكاديميين المشاركين في الملتقى أن المناهج التي تدرس حاليا في كليات الصحافة لا تتناسب مع الواقع الميداني ولا يمكنها أن تجهز الطالب للعمل الصحفي بعد تخرجه، وبالمقابل كان لبعض الباحثين رأيا آخرا ـ حيث اعتبروا أن بعض الطلبة لم يتوجهوا لكليات الإعلام قصد البحث عن التكوين بغرض العمل بعد التخرج، وإنما أجبروا عليها على حد قولهم ويعتبرونها مجرد وسيلة للحصول على الليسانس أو الماستر لا أكثر.
وأكد رئيس الملتقى الدكتور ميلود مراد في حديثه للنصر أنه يأمل في أخذ التوصيات التي تم استخلاصها من خلال الملتقى بعين الاعتبار والعمل بها ميدانيا لسد الفجوة بين الجانبين الأكاديمي والمهني، ومن جهته عبر رئيس اللجنة المنظمة الدكتور عادل جربوعة عن رضاه لسير الملتقى ونجاحه من الناحية التنظيمية وأخذ جميع النقاط بعين الاعتبار خصوصا أن الكلية مقبلة الشهر المقبل على احتضان ملتقى دولي حول الصحافة الاستقصائية.  

 فوغالي زين العابدين

الرجوع إلى الأعلى