صدم البريطانيون أوروبا باختيارهم الطلاق البائن مع اتحاد يرون أنه بات عبئا عليهم. و منذ الساعات الأولى من صباح أمس بدأت صحافة “أوروبا القديمة” تسويق تنبؤات عن الكوارث الذي ستحل بالعالم، ومن الغرابة التي لم تعد مستغربة أن يتلقف هذا الخطاب جنوبيون لم يجنوا من التجمع الأوروبي شيئا عدا اختصار السكاكين التي كانت تذبحهم متفرقة إلى سكينة واحدة.
الصدمة كانت أشد في ألمانيا وفرنسا، أين انبرى محللون للحديث عن الخسائر التي ستلحق البريطانيين جراء هذا القرار أو ستلحق العالم المعولم بسبب “الانغلاق” البريطاني، ورأوا في ذلك خدمة ثمينة لليمين الوطني المتصاعد في الكثير من الدول الأوروبية والذي يطالب بالعودة إلى الهويات القديمة والقطيعة مع الهوية الجديدة المنفتحة على رياح جميع القارات. لكن هذا الخطاب لا يبرره الواقع فقبل أيام من تصويت الانجليز على مغادرة الاتحاد الأوروبي اختار سكان العاصمة لندن مسلما من أصل باكستاني عمدة لبلديتهم التي تعد أكبر بلدية في الغرب بأسره، في الوقت الذي تشهد فيه فرنسا المتمسكة بالاتحاد إعصارا عنصريا غير مسبوق.
و لا يمكن إسقاط الوجاهة على المبررات التي ساقها «الانفصاليون» بداية بتحول الاتحاد إلى مؤسسة بيروقراطية لا تتوفر على الآليات الديمقراطية لاتخاذ القرارات ومرورا برفضهم للهيمنة الألمانية، حيث أصبحت وريثة بسمارك السيدة ميركل تقود أوروبا بقبضة حديدية مستفيدة من قوة بلادها الاقتصادية التي جعلتها أكبر مساهم في الإتحاد بأزيد من 15 مليار أورو سنويا، بل أن من بين مناهضي الاتحاد من شبّه الاتحاد الأوروبي بالاتحاد السوفياتي، بكل ما يعنيه ذلك من مفارقة بالنسبة لدول أوروبية ساهمت في تفتيت الاتحاد السوفياتي بوصفة ديمقراطية قبل أن تشرع في استقطاب الدويلات المنشقة بالوصفة ذاتها.
بل أن الصدور الأوروبية ستضيق بالديمقراطية، ديانة العالم التي يحرص الاتحاد على تسويقها والاحتكام إليها في علاقاته مع الدول ، بل وحتى في غزو البلدان وإسقاط الأنظمة، بعد أن أصبح «حق التدخل» مطلبا ديمقراطيا تنادي به حتى منظمات إنسانية.
لذلك كان على أوروبا احترام قرار الشعب البريطاني كما سيكون عليها احترام قرارات الشعوب التي ستغادر البيت الكبير بعد حين، وهو احتمال راجح لأن الضجر من العائلة ظل مكبوتا في العديد من البلدان حتى عبّر عنه الانجليز بوضوح وكسروا حاجز التردّد.
وبالطبع فإن أوروبا ستكون المتضرّر الأكبر مما يحدث، فعلى الصعيد الاقتصادي تعاني اقتصاديات أوروبية من بطء مخيف في النمو بل ومن ركود جعل عدة دول على حافة الإفلاس، وعلى الصعيد السياسي، بدأت أصوات التطرف تعلو وبات النسيج الاجتماعي الذي تم بناؤه بعد الحرب العالمية الثانية يتفكك وحتى الخوف من ألمانيا، رغم كل ما تقدمه لأوروبا، عاد من جديد. ومع خروج المملكة المتحدة سيتداعى البناء وبالتدريج وستجد فرنسا – مثلا- نفسها وقد تحولت إلى مجرد تابع لألمانيا وقد يفاقم ذلك من أزمتها الداخلية التي تجعلها بين خياري الرضوخ التام لصاحب البيت، عدو الأمس، أو الخروج من البيت. ونفس الوضع ستكون عليه بلدان متوسطية أخرى، في الوقت الذي قد تختار فيه بلدان شمالية باب الخروج اقتداء بالتجربة البريطانية وليس جوابا على أزمة سياسية أو اقتصادية.
النقطة السلبية في القصة كلها بالنسبة لبلدان الجنوب، هي أن يشعل تفكك الاتحاد الأوروبي شهوات الاستعمار لدى البلدان المتضررة اقتصاديا، الشهوات التي يعرف أهل الجنوب أنها لم تنطفئ بل أصبحت تعبّر عن نفسها بأساليب مهذبة فقط.
النصر
بداية النهاية
-
اجتماع الحكومة: مشاريع نصوص قانونية وعروض تخص عدة قطاعات
ترأس الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، اليوم الأربعاء، اجتماعا للحكومة خصص لدراسة مشاريع نصوص قانونية والاستماع الى...
الطــارف: تعليمـات باستـدراك تأخـر إنجـاز محطـة تحويـل الكهربـاء بتقيـدة
تجري بولاية الطارف، على قدم وساق، أشغال إنجاز مركز هام لتحويل الكهرباء بقوة 30/60/220 كيلو فولط، انطلاقا من محطة توليد الكهرباء...
وزير البريد في القمة الرقمية الإفريقية
80 بالمائة من الجزائريين يستفيدون من الانترنيت أكد وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية كريم بيبي تريكي، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، أن 80 بالمائة من الجزائريين يستفيدون من الانترنيت،...
خلال لقائه برئيسها كمال مــولى
مدير منظمة العمل الدولية يشيد بالنظرة الديناميكية لمجلس التجديد الاقتصادي أشاد المدير العام لمنظمة العمل الدولية، جيلبرت هونغبو، «بالنظرة الجماعية والديناميكية والالتزام لدى متعاملي مجلس التجديد...
1
-
والي أم البواقي يؤكد: مشكل المياه في البلديات الغربية سببه التوصيلات السرية
كشف والي أم البواقي، عيسات عيسى، أن مشكل توزيع المياه الذي تعرفه بلديات الجهة الغربية للولاية، سببه الإيصالات غير...
الشريط الحدودي بتبسة: نمـــــــوذج لنجــــــاح غراســــــة الزيتون والأشجار المثمرة
تشهد شعبة زراعة الزيتون بولاية تبسة، تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حيث بدأت تستقطب اهتمام عديد الفلاحين خاصة في...
بالأحياء السكنية الجديدة: تهيئة مواقع لإنجاز مرافق تربوية بباتنة
شرعت مديرية التجهيزات العمومية لولاية باتنة، في إنجاز مشاريع جديدة بقطاع التربية، كما شرعت مقاولات إنجاز في تهيئة...
قالمة: تصدير 300 قنطار من الحلزون إلى إيطاليا
تواصل مزارع الحلزون بقالمة، نشاطها متحدية كل العقبات الميدانية و اللوجيستيكية، معتمدة على خبرة العمالة المدربة، و...
1