حوّل باعة فوضويون ليلة أول أمس، ساحة الثورة بعنابة إلى ساحة حرب مفتوحة مع رجال الأمن الساهرين على حفظ النظام العام و ضمان السكينة و الطمأنينة. الفوضويون تجاوزوا حدود المعقول في منطقهم المقلوب و امتدت أيديهم إلى مهاجمة و محاولة حرق و اقتحام مؤسسات تابعة للدولة، و هو سلوك منحرف ينذر المعنيين بالأمر، أن موضوع التجارة الفوضوية أصبح يشكل بمرور الوقت قنبلة موقوتة، يتطلب نزع فتيلها بحكمة و بأسرع وقت ممكن.
فالأمر لم يعد يحتمل المزيد من التساهل و غض الطرف عن ظاهرة مزمنة بطلاها يلعبان لعبة القط و الفأر، فقد أصبحت بالفعل خطرا على النظام العمومي و تعرقل عمل و آداء مؤسسات الدولة المطالبة بضمان تقديم خدمة عمومية.
و تتفاقم الأوضاع أكثـر لمّا يستغل المنحرفون حركات احتجاجية من هذا النوع للنزول إلى الشارع و إثارة الحشود، في ظل الظروف الدقيقة و الحساسة التي تعرفها بلادنا المحاطة بحزام ناري يقوّض أساسات دول مجاورة و يفتح أبوابها على المجهول.
الأكيد أنه ليست المرة الأولى التي تعرف فيها مدننا مثل هذه المواجهات المؤسفة، و التي تندلع بمجرد شروع قوات حفظ النظام العمومي في تطهير الأرصفة و الشوارع و الساحات العامة و الأحياء من الباعة الفوضويين الذين يعرقلون الحركة
و يلوثون المحيط.
فقد تجد كل مرّة تحاول الدولة فيها بسط سلطان القانون و تحرير الطريق العام أمام مستعمليه من أصحاب السيارات و المارة، مقاومة جماعية عنيفة من قبل فئة من الباعة الفوضويين الذين انتظموا في ما يشبه كتلة متضامنة، أصبحت مع مرور الوقت تفرض منطقها و تحتل عنوة أماكن حساسة بوسط المدينة و ما يمثله من رمزية.
و الأكثـر من هذا كلّه أن هذه الفئات التي تحتل الأرصفة و الشوارع، يبدو أنها تمارس نوعا من الإبتزاز و المساومة مع السلطات المحلية التي تقايضها بحكاية السلم الإجتماعي، حيث يرفض المستفيدون الإنتقال إلى آلاف الأسواق المجهزة
و المحلات المهيئة التي بنتها الدولة من الميزانية العامة بدعوى عدم الجدوى.
و حسب تقارير إعلامية تنشرها الصحافة الوطنية، فإن مئات الأسواق و المحلات ،بعدة بلديات و ولايات، تبقى مغلقة منذ سنوات طويلة و تتعرض للتخريب و تستعمل لأغراض و ممارسات تشكل خطرا على النظام العام و سكينة المواطنين.
و من ثمة من حق المواطن الذي أعلن عن تضامنه مع قوات مكافحة الشغب في تطهير الشوارع من التجارة الفوضوية، أن يتساءل عن جدوى بناء مئات الأسواق و المحلات لتبقى دون استغلال، ليصل إلى معادلة مقلوبة مفادها أن ممارسة التجارة بطريقة قانونية أصبحت تشكل استثناء في مجتمع يريد فيه كل فرد أن ينزل إلى الشارع ليبيع ما يشاء دون أن يتعرض للحرج و المساءلة، بل قد يلقى بعض التضامن الشعبي.
التساهل مع هذه الظاهرة التي بدأت تتشكل معالمها و أعرافها خلال سنوات الأزمة الأمنية التي عرفتها البلاد سنوات التسعينات و تجاوزت حدود المعقول، أنتج سلوكا جزائريا منحرفا يفضل ممارسة التجارة على الرصيف و استعمال سيارة “ الفرود” كوسيلة نقل و غيرها من الممارسات غير الشرعية التي تحرم الخزينة العمومية من مداخيل حقيقية و في الأخير تشكل مصدر إزعاج و قلق للمواطن الذي بدأ يضجر و يطلب من السلطات المعنية التدخل لوقف الفوضى.
و من هنا تبدأ مسؤولية المواطن المباشرة في مقاطعة التجارة الفوضوية لتسهيل عمل السلطات العمومية في تطهير الساحات العامة و إعادة فتح الطرقات و تحرير الشوارع من المحتلين الذين يريدون أن يكونوا هم أيضا خارج دائرة مراقبة أجهزة الدولة.
النصر
التجارة الفوضوية إلى أين ؟
-
الاجتماع التشاوري الأول بين قادة الجزائر وتونس وليبيا: ضرورة توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيق
أكد قادة كل من الجزائر وتونس وليبيا في ختام لقائهم التشاوري الأول المنعقد اليوم الاثنين بالعاصمة تونس، على ضرورة توحيد المواقف...
الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين يؤكد استعداده لإنجاح الإحصاء العام الثالث للفلاحة
أكدت الأمانة الوطنية للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، اليوم الاثنين، استعدادها التام لإنجاح الإحصاء العام الثالث...
الوزير الأول يستقبل المدير العام لمنظمة العمل الدولية
استقبل الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، المدير العام لمنظمة العمل الدولية، السيد...
رئيس الجمهورية يجدد وقوف الجزائر الدائم الى جانب تونس الشقيقة
جدد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاثنين بتونس, التأكيد على وقوف الجزائر الدائم الى جانب تونس الشقيقة....
1
-
أمر بإشراك القضاة والولاة في إثراء مشروع قانون الحالة المدنية: الرئيس يثني على دور الأسلاك الطبية في الحفاظ على الأمن الصحي
أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، الحكومة بتعميق دراسة القانون الأساسي للأسلاك الطبية وشبه الطبي. ودعا إلى...
20590 مستفيدا من المنحة الجزافية بقسنطينة: نحـو تنظيـم دورات تكوينيـة في لغـة الإشـارة لرؤسـاء البلديـات
تخطط مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بقسنطينة، لتنظيم دورات تكوينية في لغة الإشارة لفائدة رؤساء البلديات، فيما بلغ...
فيما تعتزم البلدية ترميم الملاعب الجوارية: استكمال أشغال إنجاز بئر ارتوازي بمسبح سيدي مسيد
استكملت مصالح بلدية قسنطينة خلال اليومين الماضيين أشغال إنجاز بئر ارتوازي لتزويد مسبح سيدي مسيد بقسنطينة، حيث انطلقت...
حجـز 1546 قرصـا : من المؤثـرات العقليـة وتوقيـف شخـص
حجزت مصالح الأمن بقسنطينة كمية من المؤثرات العقلية تقدّر بـ 1546 قرصا، بالإضافة إلى أسلحة بيضاء من مختلف الأحجام، مع...
1