النسخة الورقية

 

فعلت الخدع التكنولوجية البسيطة فعلتها هذه الأيام في العديد من تلاميذ الثانويات والمتوسطات عبر ولايات من الوطن، بل و  في مجتمع برمته آمن أغلبه فعلا أنه يمكن استحضار الجن عن طريق الهاتف النقال.
 ما حدث في ثانويات وهران وقسنطينة وباتنة وغيرها يستحق فعلا التوقف والتأمل، ليس لأن ما وقع لبعض التلاميذ هناك لم يكن في الحقيقة سوى مجرد خدع تكنولوجية كما شرحها المختصون بعد ذلك، بل لأن التلاميذ هؤلاء راحوا يبحثون عن الجن في الهاتف النقال ولم يذهبوا للبحث عن العلم و المعرفة فيه.
  وهذا هو السؤال الجوهري الذي يجب أن يتوقف عنده الأولياء والأساتذة والمختصون في التربية وعلماء الاجتماع والنفس، ما الذي يدفع تلميذ في عز مشواره الدراسي في عالم اليوم للبحث عن تطبيق لاستحضار الجن في هاتفه النقال؟.
 في عصرنا هذا الذي يمكن وصفه بالعصر التكنولوجي دون تردد، حيث نفذت التكنولوجيا إلى كل الأعماق السحيقة، و غزت كل الميادين، وعرت كل ما كان خفيا، ووضعت العالم بل الكرة الأرضية وما حولها في متناول كل فرد  في مكتبه البسيط أو أمام هاتف النقال، وقضت على الكثير من التفاسير الميتافيزيقية للظواهر، كيف  للجيل الذي نعول عليه أن يتغاضى عن كل هذا العالم ويبحث فقط عن الجن في آلة هي في الحقيقة ابن شرعي لهذه التكنولوجيا.
ألهذه الدرجة نحن مولعون بالجن، وهل ثقافتنا الشعبية الأسطورية القديمة تغلبت على الثقافة الحديثة التي يتلقاها التلاميذ في المدارس كما هو مفترض؟
 والغريب أيضا أن ما وقع من إغماء وهلع للتلاميذ في ثانوية بوهران وغيرها من المؤسسات التربوية أخذ بسرعة البرق مكانته على موقع التواصل الاجتماعي، في تلهف واضح وشغف غير معهود وكأنه اكتشاف علمي كبير، والأغرب أن الكثير ممن تناولوا هذا الخبر فسروا الواقعة على أن التلاميذ أرادوا فعلا استحضار جن عن طريق تطبيق معين، بل وقد استحضروه وأخافهم إلى درجة الإغماء، والكثير من المواطنين دون أدنى تفكير أو تساؤل يجترون الخبر كما هو، ويعطون التفسير الأسطوري للحادثة وحتى بعض التقارير الإعلامية رصدت تحرّك الطاولات واحتراق المصابيح الكهربائية في المدارس نتيجة خروج الجن من الهاتف!
ويفترض في معلمينا وأساتذتنا أنهم يلقنون التلاميذ العلم الحقيقي وليس الخرافة والشعوذة، ومن المفترض أيضا أن يمتلك التلميذ وهو رجل المستقبل قدرا أدنى من التعاطي الجيد مع الظواهر، والتفسير الحقيقي لها، ولن يكون ذلك إلا بالتعلم والقراءة والمطالعة، وامتلاك العقل النقدي المتفتح.
 لكن اللوم لا يقع فقط على المعلمين والتلاميذ والأساتذة بل هي مشكلة مجتمع برمته لم يستطع لحد اليوم التخلص من ثقافة الخرافة والاسطورة، وقد تجد حتى الكبار الذين درسوا في أكبر جامعات العالم يؤمنون بشيء من هذا القبيل، في حياتهم، سواء في هذا المجال أو ذاك.
كما تنبه حادثة الجن في البورتابل أيضا إلى ظاهرة سلبية في حياتنا العامة هي اننا لم نوجه التكنولوجيا الحديثة لخدمة وضعنا الاجتماعي والثقافي والاقتصادي كما يجب، بل الكثير منا لا يزال يستعملها لأغراض جانبية في نهاية المطاف ليس لها سوى تأثيرات سلبية.
وهي ظاهرة عامة في الأساس، فقد كان بإمكان التلاميذ تسجيل الدروس عبر الهاتف النقال ومطالعتها في كل مكان، والاستفادة مما تقدمه هذه التكنولوجيا في توسيع الاطلاع والثقافة، بدلا من استخدامها في البحث عن الجن، ثم في نهاية المطاف يأتي هذا التلميذ الباحث عن الجن ليطالب بالعتبة، وتحديد مواضيع الامتحان، والخروج إلى الشارع احتجاجا على قرارات وزارة التربية، والبحث عن النجاح والمرور إلى الجامعة دون تعب أو كد.

النصر

رياضــة

رئيس أمل سكيكدة لكرة اليد عليوط للنصر: حققنا الهدف وسنواجه الزمالك بنية الفوز
أكد رئيس أمل سكيكدة لكرة اليد، ياسين عليوط، أن فريقه حقق الهدف المسطر من مشاركته في البطولة الإفريقية الأندية الفائزة بالكوؤس في طبعتها ال40،  بوصوله إلى الدور نصف النهائي، وللمرة الرابعة في هذه...
الرابطة المحترفة: رحلة شاقة لخنشلة وقمة ببسكرة
تلعب بداية من الغد، الجولة 24 من البطولة المحترفة، المبرمجة على ثلاث مراحل، أين يبحث اتحاد خنشلة عن وضع حد لسلسة النتائج السلبية، بمناسبة السفرية الشاقة إلى البيض، خاصة وأن المنافس هو الآخر يدخل...
المدير الرياضي لوفاق سطيف بن جاب الله دراجي: من لا يملك عقلية «وفاق الألقاب» لا مكانة له
أكد المدير الرياضي لنادي وفاق سطيف، الدراجي بن جاب الله، بأن الانتدابات القادمة التي ستقوم بها الإدارة ستكون مدروسة ونوعية، لضمان ضم لاعبين في مستوى النادي الذي لا يمكن أن يتخلى عن تقاليده باللعب من أجل...
بعد الفوز بقضية الجنحاوي على مستوى الفيفا.. رئيس مقرة للنصر: المدرب «فرّ دون سابق إنذار» واتبعنا الإجراءات القانونية
أبدى رئيس نجم مقرة عز الدين بن ناصر ارتياحه الشديد، بعد الفوز بقضية المدرب فاروق الجنحاوي على مستوى الاتحادية الدولية لكرة القدم، التي ألزمت التقني التونسي بدفع 450 مليون سنتيم لأبناء الحضنة.وقال بن...

تحميل كراس الثقافة

 

    • صعلكة

        أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي بالقوانين ولا بالمبادئ التي راكمتها الإنسانيّة في خروجها الفاشل من الصّراعات الدموية. بل إن "التصعلك" تحوّل إلى ما يشبه العرف...

كراس الثقافة

صحة.كوم

الصفحة الخضراء

دين و دنيا

الرجوع إلى الأعلى