النسخة الورقية

 

لم تشأ وسائل الإعلام الغربية وعلى الخصوص الفرنسية تذكير جمهورها الرياضي وغير الرياضي الواسع، بالأصول الجزائرية للمدرب الخرافي زين الدين زيدان، وهو يصعد مرة أخرى على عرش الكرة الأوروبية كبطل دون منازع في سهرة شهدها كوكب الأرض الذي أصبح مسكونا بكرة القدم أكثـر من اهتمامه بقضايا الفقر والأوبئة والبيئة.
فقد اكتفت وسائل الإعلام بالإشادة بزيدان وانجازه الغالي وهو يتلقى عرض استبدال فرنسا بإسبانيا للعيش فيها مدى الحياة مقابل المجد الذي يصنعه للعاصمة مدريد.
 ولم تر أي مسوغ أخلاقي أو سياسي للإشارة إلى جذور هذا الفرنسي الجنسية والذي أصبح أسطورة رياضية تحقق النجاحات والألقاب أينما حلّت، فأصبحت مثالا ورمزا للجيل الثالث من الفرنسيين المنحدرين من أصول جزائرية مهاجرة، والذين كذّبوا النظرية العنصرية القائلة بأن النجاح صناعة فرنسية خالصة من دون المهاجرين وشعوب ما وراء البحار.
والغريب أن الأوساط الفرنسية المتطرفة والمعادية لذوي الأصول المغاربية لا تجد حرجا في التعبير عن موقفها المتناقض من مختلف النجاحات والإنجازات التي عجزوا هم عن تحقيقها.
 فهي من جهة تتهم هؤلاء المهاجرين بعدم قابليتهم لصناعة الأبطال وفشلهم في الاندماج في المجتمع الفرنسي بعاداته وثقافته، ومن جهة أخرى لا تريد الاعتراف بالقيمة المضافة التي يقدّمها هؤلاء للأمة الفرنسية التي تكرّم عليها رياضي من أصول جزائرية بأغلى كأس في العالم.
فليس من الأخلاق تجاهل الجذور والقفز عليها عندما يتعلق الأمر بنجاح أو انجاز يحققه شخص ولو لم تكن أصوله تعود إلى الفرنسيين، و بالمقابل يتم الإمعان في تجريم جالية بأكملها أو تحميل دين سماوي سمح، مسؤولية عملية إرهابية ارتكبها شاب نشأ و ترعرع على التراب الأوروبي، غير أن القليل فقط يعلم لمن يعمل هذا الذي يجرأ على تفجير نفسه و غيره في موقف صارخ يعبّر عن الفشل و اليأس و ليس النجاح.
الإنجازات الرياضية وغيرها من النجاحات التي يحققها القادمون من الجزء الجنوبي للكرة الأرضية، لا يجب أن تشكل عقدة نفسية أو مشكل وجود بالنسبة للكثير من الأوروبيين الذين مازالوا يعتقدون أن النجاح والتفوّق صفات غير مشتركة مع الأجناس الأخرى التي تفتقر إلى الذكاء و القدرة على إيجاد الحلول لمشاكلها المتعددة.
فقد كذّب العلم الحديث والواقع المعاش هذه النظرية العنصرية الاستعمارية التي روّج لها مفكرون وأطباء في القرون الماضية والتي تضع العنصر الأوروبي في مرتبة أعلى، بينما تضع باقي العناصر في مرتبة أقل من البشر.
بل العكس هو الذي يحدث حاليا مع موجة جديدة من الفنانين والمفكرين والرياضيين والمهندسين والتقنيين المنحدرين من أصول إفريقية وعربية وهندية وآسيوية، وهم يقدمون إضافات مادية ومعنوية جديدة للحضارة الغربية التي تحتاج إلى قيّم حضارية وإنسانية جديدة لإنقاذها من أزمتها الأخلاقية.
لقد أصبح من غير المقبول للمجتمعات الأوروبية المنقسمة على نفسها، أن تستمر في تجاهل صفتي النجاح والتفوّق وتحتكرهما لنفسها من دون فسح المجال أمام مختلف الجاليات الوافدة ومنها الجالية الجزائرية في فرنسا والتي أصبحت ترى في لاعبين موهوبين مثل بن زيمة وزيدان ومحرز وغيرهم مثلا يحتذى به في تحقيق المجد والنجاح وطرد لعنتي الفشل والانحراف اللتين تلازمهما في الضواحي والقيتوهات.
 بعض الذين يصنعون أفراح أوروبا هذه الأيام أصبحوا فعلا أبطالا عالميين لمّا تحرروا من العقدة الفرنسية، وآمنوا بجزائريتهم على تراب غير التراب الفرنسي.

النصر

رياضــة

دورة الفيفا الدولية
الجزائر ( 3 ) – جنوب إفريقيا ( 3 ) الخضر جانبوا الفوز في سهرة ممتعة أنهى المنتخب الوطني بتعادله سهرة أمس الأول أمام نظيره الجنوب إفريقي بنتيجة ( 3/3 ) دورة «الفيفا» الدولية التي احتضنتها الجزائر في الفترة ما بين 21 و26 مارس في صدارة المجموعة، برصيد أربع نقاط من فوز وتعادل، مُتقدما...
براهيمي وبن زية وبقرار وقندوسي مكاسب الدورة: بناء منظومة دفاعية متينة أولوية المرحلة المقبلة
انتهى أمس، أول تربص للمنتخب الوطني في عهد الناخب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، وغادر اللاعبون كل باتجاه مدينة ناديه، فيما دخل الطاقم الفني في مرحلة تقييم عمل ونتائج هذه المحطة التحضيرية، التي...
بعد الأداء الجيّد في دورة الفيفا.. هوغو بروس يؤكد: لو ظهر المنتخب الجزائري بنفس الوجه لتأهل لأدوار متقدمة في الكان
أشاد مدرب منتخب جنوب إفريقيا هوغو بروس بأداء الخضر خلال دورة الفيفا، تحت قيادة المدرب الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، مبديا إعجابه الشديد بالمستوى الرائع الذي أظهره رفقاء القائد ياسين براهيمي خلال...
كأس الجزائر
الشطر الأول من الدور ثمن النهائي: قمّــة "الكبــار" ببسكــرة والإثــارة في "كلاسيكو" الشرق بعنابةيضع الشطر الأول من الدور ثمن النهائي من منافسة كأس الجزائر، سهرة الغد، 4 تأشيرات في المزاد، والقمة...

تحميل كراس الثقافة

 

    • المخفيّ

      حين مات محمد ديب لم تجد وسائل الإعلام الوطنيّة، مادة سمعية بصريّة عن الكاتب تقدّمها للجمهور، كان ذلك سنة 2003، أي قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، وكان محمد ديب أكبر كاتبٍ جزائري، عاش عمرًا مديدًا...

كراس الثقافة

الصفحة الخضراء

دين و دنيا

الرجوع إلى الأعلى