النسخة الورقية

 

تحلّ اليوم الذكرى الثالثة و الستون لاندلاع واحدة من أعظم ثورات القرن العشرين في بعدها العالمي و قيّمها الإنسانية التي تنير دروب الشعوب المتعطشة للحرية و الاستقلال، في عالم معاصر طغى فيه الأقوياء على الضعفاء و استعبدوهم من جديد عبر حيل استعمارية ماكرة.
و لا تحتاج الثورة الجزائرية إلى التدليل كثيرا على عظمتها و عدالتها بعد هزمها أبغض و أسوأ استعمار على وجه الأرض و الانتصار عليه عسكريا و معنويا.
فقد ألحق مجموعة من المجاهدين البواسل الحاملين لبنادق الصيد، أكبر و أمرّ هزيمة عسكرية بجنرالات فرنسا الذين لم يتجرّعوا بعد هزائم كل الحروب التي خاضوها، خلال الحرب العالمية الثانية ضد الألمان و إلى حرب الهند الصينية و أخيرا ثورة نوفمبر التي لا تريد فرنسا الرسمية الاعتراف بها إلى اليوم و بالتالي لا تريد حفظ الدرس الجزائري.
و الجزائريون يفهمون جيّدا نفسية الساسة الفرنسيين الذين لم يهضموا أبدا ، كيف لثورة مثل ثورة أول نوفمبر أن تحقق نصرا مبينا على قوة استعمارية مثل فرنسا باستعمال وسائل بسيطة، و الأكثـر من ذلك تحطّم أسطورة الاستعمار التي لا تقهر و تبرهن على فساد فلسفته و قيمه السلبية في نشر الحضارة.
وما لا تريد أن تغفره فرنسا للثورة الجزائرية، هو ذلك الزخم العالمي الذي حققته في المحافل الدولية و الإقليمية و موجات التعاطف و التضامن التي حازتها لدى الدول العظمى بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية. فقد استطاعت الثورة الجزائرية على مدار سبع سنوات و نصف من الكفاح العسكري و الدبلوماسي المنقطع النظير، أن تسوّق قيما إنسانية جديدة لعالم في حاجة إلى تنفس أوكسجين الحرية و الاستقلال بعد قرون من الاستعمار و العبودية.
و هذا ما يقلق فرنسا الرسمية إلى اليوم و يجعل من قيّم ثورة أول نوفمبر أكبر عقدة تشكو منها و لا تريد أن تشفى منها، خاصة أن هذه القيّم الإنسانية النبيلة أصبحت تحمل الخاصية الجزائرية و هي تنتشر وسط شعوب الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية الذي كان محتلا و مستعمرا من قبل شعوب الجزء الشمالي.
و يبدو أن خيال الثورة الجزائرية لا زال يطارد ذاكرة الساسة الفرنسيين بما فيهم الجدد، ففريق منهم يريد أن يطلق على ثورة نوفمبر الخالدة تسمية «حرب الجزائر» لقلب الهزيمة المنكرة إلى نصر وهمي، و فريق آخر يريد أن يناور و يربح بعض الوقت من خلال تعطيل و تعليق ملفات التعويضات عن التجارب النووية و استرجاع الجماجم و الأرشيف و تقديم اعتذار صريح كما يفعل المحاربون الشجعان عن الجرائم التي ارتكبوها في حق الأطفال و النساء و المدنيين العزل.
و يفهم الجزائريون اليوم و بعد ثلاثة و ستين عاما عن تفجير ثورتهم، أن فرنسا لم تتغيّر كثيرا و تنقصها الشجاعة اللاّزمة للاعتراف بجرائم ارتكبتها ضد الإنسانية على أرض الجزائر، كان العالم كله شاهدا على بشاعتها و فظاعتها.
و من غير الطبيعي بعد هذا الحيف و الظلم المتواصل أن يتم إقامة علاقات صداقة و تعاون بين الشعبين و البلدين على أساس الثقة المتبادلة و الصداقة الدائمة، ما لم يتم معالجة ملف الذاكرة المطروح على طاولة الرئيس ماكرون الذي يقدم نفسه على أنه صديق الجزائر؟.
إن الثورة الجزائرية تستمد عظمتها من انتصارها الأسطوري على أعتى قوة استعمارية، و أيضا من قيّمها السامية التي سكنت القلوب و ألهمت الملايين من البشر ومازالت تلهم الفلسطينيين و الصحراويين و غيرهم من المستضعفين في الأرض من أجل دحض النظرية الاستعمارية التي و مع الأسف تجد من يروّج لها اليوم.
و تبقى الثورة الجزائرية ثورة بشر انتفضوا في فترة محددة من الزمن و بالإمكانيات المتاحة لديهم من أجل طرد الاستعمار، و لا يجب أن يشكل التناول التاريخي المنصف أو الإعلامي الرزين لأي طابو مهما كان بعد أكثـر من ستة عقود من الزمن، مساسا بعظمتها أو قداستها، فهي ثورة .. لا أقلّ و لا أكثـر.
كما أن عدم اعتذار فرنسا و رفض اعترافها بجرائمها لن يوقف انتشار قيّم الحرية و الاستقلال المناهضة للاستعمار بجميع أشكاله.
النصر

رياضــة

رئيس أمل سكيكدة لكرة اليد عليوط للنصر: حققنا الهدف وسنواجه الزمالك بنية الفوز
أكد رئيس أمل سكيكدة لكرة اليد، ياسين عليوط، أن فريقه حقق الهدف المسطر من مشاركته في البطولة الإفريقية الأندية الفائزة بالكوؤس في طبعتها ال40،  بوصوله إلى الدور نصف النهائي، وللمرة الرابعة في هذه...
الرابطة المحترفة: رحلة شاقة لخنشلة وقمة ببسكرة
تلعب بداية من الغد، الجولة 24 من البطولة المحترفة، المبرمجة على ثلاث مراحل، أين يبحث اتحاد خنشلة عن وضع حد لسلسة النتائج السلبية، بمناسبة السفرية الشاقة إلى البيض، خاصة وأن المنافس هو الآخر يدخل...
المدير الرياضي لوفاق سطيف بن جاب الله دراجي: من لا يملك عقلية «وفاق الألقاب» لا مكانة له
أكد المدير الرياضي لنادي وفاق سطيف، الدراجي بن جاب الله، بأن الانتدابات القادمة التي ستقوم بها الإدارة ستكون مدروسة ونوعية، لضمان ضم لاعبين في مستوى النادي الذي لا يمكن أن يتخلى عن تقاليده باللعب من أجل...
بعد الفوز بقضية الجنحاوي على مستوى الفيفا.. رئيس مقرة للنصر: المدرب «فرّ دون سابق إنذار» واتبعنا الإجراءات القانونية
أبدى رئيس نجم مقرة عز الدين بن ناصر ارتياحه الشديد، بعد الفوز بقضية المدرب فاروق الجنحاوي على مستوى الاتحادية الدولية لكرة القدم، التي ألزمت التقني التونسي بدفع 450 مليون سنتيم لأبناء الحضنة.وقال بن...

تحميل كراس الثقافة

 

    • صعلكة

        أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي بالقوانين ولا بالمبادئ التي راكمتها الإنسانيّة في خروجها الفاشل من الصّراعات الدموية. بل إن "التصعلك" تحوّل إلى ما يشبه العرف...

كراس الثقافة

صحة.كوم

الصفحة الخضراء

دين و دنيا

الرجوع إلى الأعلى