النسخة الورقية

 

يشكل الخبز أهم ملمح للتبذير في بلادنا، فهذه المادة الأساسية لا تزال ترمى في المزابل وتقدم علفا للحيوانات، رغم أنها تبتلع نسبة كبيرة من الإنفاق العام لكونها مدعمة من طرف الحكومة.
الخبز الذي يرمز تاريخيا عندنا للأمن الغذائي والذي كان بالأمس سلاح الجزائريين في مواجهة سياسة التجويع الاستعمارية،  تحوّل اليوم إلى مجرد غذاء للمزابل والحيوانات، نجد دائما المبررات لرميه بهذا الشكل المشين، لأننا نقتنيه بكميات غير معقولة ولا تتماشى مع الثقافة الغذائية لهذا العصر ومعطياته الاقتصادية، ولا  مع التنوّع الذي تتيحه الأسواق اليوم.
  و يظل مادة أساسية، لكنه لم يعد كما في العهد الاستعماري طبقا مستقلا بذاته يتناوله المواطن المحروم من خيرات بلاده مع الماء أو شيء من الحليب،  فالخبز يحافظ على مكانته  من حيث الاستهلاك ولكن ظاهريا فقط، فعندما ننظر إلى معدل اقتناء هذه المادة نجده يلامس 30 مليون خبزة يوميا، لكن الدراسات تشير أن ما يرمى  يصل 20 بالمائة في المدن و12 بالمائة بالأرياف، ما يعادل 3 مليون خبزة يوميا.
الأرقام تقول الكثير عن الجريمة الحاصلة في حق الاقتصاد والبلد، لأن ما يتحول إلى مجرد غذاء للأغنام يمكن أن يغطي حاجة بلد بأكمله، ويعتبر هدرا للمال العام الذي ينفق في استيراد القمح ودعم مادة أساسية تصل إلى المستهلك بأسعار تعد الأدنى في العالم، ومهما قيل عن نوعية ما هو معروض اليوم، لاشيء يمكنه تبرير مثل هذه السلوكات التي تعطي صورة  عن مواطن غير متحضر وغير مكترث بأمنه الغذائي.
للأسف مثل هذا السلوك لا يصدر عن مواطنين غير واعيين بل يكاد يكون ظاهرة عامة تحضر وبقوة في حياتنا،  حتى في الحرم الجامعي، أين يفترض أن يتشكل الوعي وتخرج لنا نخبة تشارك في صقل السلوكات العامة وتقويمها، حيث أن ما سجلته النصر في تحقيق أجري بإقامة جامعية بواحدة من المدن الجامعية الكبرى بالجزائر، يعد مؤشرا خطيرا على أن المشكل أعمق من كونه مجرد نوبات تبذير مناسباتية.
المختصون حذروا في السنوات الأخيرة من الظاهرة واعتبروها إشكالا اجتماعيا وتربويا واقتصاديا يستدعي البحث والمعالجة من خلال إدخال مفاهيم جديدة في أنماط التغذية، ودعوا إلى ضرورة الاستعانة بخبراء للاشتغال على ثقافة استهلاكية تُكرس عن طريق المدرسة، ذلك أن بعض من وصلوا إلى الجامعة على ما يبدو يصعب إقناعهم بأن الإنسان يستهلك بعقله، وأن الغذاء شيء ثمين لا يمكن الاستخفاف به، و إن زاد عن الحاجة هناك طرق لصونه.
فمن غير الطبيعي في عصرنا هذا أن يكون نصيب الفرد الواحد من الخبز يقترب من الكيلوغرام يوميا، وهو رقم سجله الخبراء بكل أسف وأكدوا أن الجزائري تجاوز المعدل العالمي بـ 190 كيلوغرام سنويا، ويفسر الأطباء انتشار بعض الأمراض بالاستهلاك المفرط للمادة، بينما لا يحتاج الأمر اقتصاديا إلى قراءة أو تفسير.
و في ظل ما يحدث في مجتمع يفترض أنه يملك كل الأدوات لتغيير سلوكه استهلاكيا، يبقى المجتمع المدني حلقة مفقودة أو ضعيفة التأثير، ذلك أن الحملات التي تنظم من حين إلى آخر تبقى محدودة الفعالية، حتى الوسائط الجديدة تبقى غير مستغلة بالشكل الكافي للحفاظ على خبزنا.
النصر

رياضــة

دورة الفيفا الدولية
الجزائر ( 3 ) – جنوب إفريقيا ( 3 ) الخضر جانبوا الفوز في سهرة ممتعة أنهى المنتخب الوطني بتعادله سهرة أمس الأول أمام نظيره الجنوب إفريقي بنتيجة ( 3/3 ) دورة «الفيفا» الدولية التي احتضنتها الجزائر في الفترة ما بين 21 و26 مارس في صدارة المجموعة، برصيد أربع نقاط من فوز وتعادل، مُتقدما...
براهيمي وبن زية وبقرار وقندوسي مكاسب الدورة: بناء منظومة دفاعية متينة أولوية المرحلة المقبلة
انتهى أمس، أول تربص للمنتخب الوطني في عهد الناخب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، وغادر اللاعبون كل باتجاه مدينة ناديه، فيما دخل الطاقم الفني في مرحلة تقييم عمل ونتائج هذه المحطة التحضيرية، التي...
بعد الأداء الجيّد في دورة الفيفا.. هوغو بروس يؤكد: لو ظهر المنتخب الجزائري بنفس الوجه لتأهل لأدوار متقدمة في الكان
أشاد مدرب منتخب جنوب إفريقيا هوغو بروس بأداء الخضر خلال دورة الفيفا، تحت قيادة المدرب الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، مبديا إعجابه الشديد بالمستوى الرائع الذي أظهره رفقاء القائد ياسين براهيمي خلال...
كأس الجزائر
الشطر الأول من الدور ثمن النهائي: قمّــة "الكبــار" ببسكــرة والإثــارة في "كلاسيكو" الشرق بعنابةيضع الشطر الأول من الدور ثمن النهائي من منافسة كأس الجزائر، سهرة الغد، 4 تأشيرات في المزاد، والقمة...

تحميل كراس الثقافة

 

    • المخفيّ

      حين مات محمد ديب لم تجد وسائل الإعلام الوطنيّة، مادة سمعية بصريّة عن الكاتب تقدّمها للجمهور، كان ذلك سنة 2003، أي قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، وكان محمد ديب أكبر كاتبٍ جزائري، عاش عمرًا مديدًا...

كراس الثقافة

الصفحة الخضراء

دين و دنيا

الرجوع إلى الأعلى