أطبــاء مستشفى ابن سينا بأم البواقــي يخلون مسؤوليتهم من وفــاة فتاة
ندد نهاية الأسبوع أطباء بمستشفى ابن سينا في أم البواقي، بحالة الإهمال و عدم التكفل بالمرضى من أصحاب الحالات المستعصية، بفعل تعطل التجهيزات الحديثة التي حصل عليها المستشفى من جهة و غياب المناوبة ليلا، الأمر الذي نتج عنه وفاة فتاة تبلغ من العمر 20 سنة، ظلت لأسبوع كامل تنقل بين مستشفى ابن سينا و مستشفى بوضياف، إلى أن لفظت أنفاسها بعد عملية جراحية تعقدت بفعل مضاعفات. بينما قال مدير الصحة بأنه طلب من إدارة المستشفى تقريرا مفصلا حول حالة المريضة المتوفاة، مطالبا الأطباء بحل مشاكلهم مع إدارة المستشفى و ليس خارجه.
أطباء مستشفى ابن سينا أخلوا مسؤوليتهم عن وفاة المريضة و ذكروا للنصر أن الإهمال كان سببا في وفاة الفتاة (ب.ش.س) البالغة من العمر 20 سنة، التي طالب أهلها من الجهات المختصة التحقيق في أسباب موتها ومعاقبة المتسببين في حالة  وجود إهمال، مشيرين إلى رفض القائمين على مستشفى بوضياف استقبالها لإجراء العملية الجراحية. و ذكر الأطباء بمستشفى ابن سيناء في تصريحات للنصر أن الفتاة كانت تعاني من سرطان المعي الغليظ  و قد دخلت المستشفى قادمة من مسكيانة يوم الأحد الماضي، و قد عاينها الطبيب الجراح و الطبيب المختص في التخدير والإنعاش، و بعد عرضها عشية دخولها المستشفى على الأشعة تأكدت إلزامية إجراء عملية جراحية مستعجلة لها.
و اعتبر الأطباء أن المشكل الرئيسي الذي يواجه الطاقم الطبي بالمستشفى هو القرار الإداري المتضمن غلق المناوبة الجراحية الليلية، وهو ما يجعل متابعة المرضى بعد إجرائهم عمليات جراحية أمر معقدا خاصة في الفترات الليلية، وذكر الأطباء بأنهم قرروا تحويل المريضة لمستشفى بوضياف، وتم اتخاذ جميع إجراءات التحويل، غير أن إدارة مستشفى بوضياف رفضت استقبالها و قام عمالها بإعادة المعنية لمستشفى ابن سينا في حدود الواحدة ليلا، بعد أن تم الاتفاق على إخضاعها لعملية جراحية، ليتفاجأ الطاقم الطبي صباح الاثنين بعدم إجراء المريضة للعملية و تعقد وضعيتها، ما دفعهم للقيام بعملية جراحية عليها استغرقت أزيد من 5 ساعات. وندد الطاقم الطبي من مستشفى ابن سينا بقرار إدارة مستشفى بوضياف رفض جراح إجراء العملية على المريضة بعد مرافقته لها منذ إدخالها المستشفى، و رفض المستشفى نفسه إخضاع المريضة لتحاليل جهاز السكانير، و كشف الطبيب الجراح بأنه تفاجأ لقرار منعه من إجراء العملية بالرغم من أن إدارة مستشفى بوضياف ظلت تستنجد به طيلة عام ونصف لإجراء عمليات جراحية، و قد استنجدت به خلال التقلبات الجوية الأخيرة للقيام بعمليات قيصرية في عيادة الولادة.
الأطباء الأخصائيون بمستشفى ابن سينا عقدوا اجتماعا توج بإصدار عريضة تدعو للاحتجاج يوم غد أمام مديرية الصحة، و ذكرت العريضة التي اطلعت النصر عليها، أن الفرع النقابي للأطباء الأخصائيين يندد بالأوضاع التي آلت إليها المؤسسة الاستشفائية في ظل ما وصفته بـ”التعسف الإداري” والمشاكل التقنية التي تشهدها كل المصالح، وكذلك على مستوى كل الاختصاصات والتي كان آخرها غلق المناوبة الجراحية، وهو ما أدى إلى تراكم ضغوطات ومشاكل كبيرة، والتي أثرت بشكل سلبي و مباشر على صحة المرضى وعلى أداء الطواقم الطبية، و ذكر الأطباء في عريضتهم أنهم في ظل غلق مديرية الصحة باب الحوار سيقومون بالاحتجاج أمام  مقرها للفت أنظار السلطات الولائية التي تم تبليغها بالعريضة.
و ختم الأطباء تصريحاتهم بأن المستشفى يعيش حالة “تسيب كبرى”، ترجمتها بوضوح حالة التجهيزات التي لحقت بها الأعطاب وتسببت في توقف جلها، وقد لحق العطب تجهيزات قبل وضعها في الخدمة، على غرار جهاز الجراحة بالمنظار و جهاز التعقيم بقاعة العمليات، وجهاز الكشف بالرنين المغناطيسي وجهاز الأشعة، وصولا إلى توقف 5 سيارات إسعاف و هو ما ترك المستشفى يستنجد بالجمعيات الخيرية لنقل المرضى.
مدير الصحة الدكتور بادة حاج إبراهيم في رده على اتهامات أطباء المستشفى و إخلاء ذمتهم من حالة الوفاة، ذكر بأنه طلب من إدارة مستشفى ابن سينا إعداد تقرير مفصل حول حادثة الوفاة، مشيرا بأن قطاعه سيفتح تحقيقا معمقا في حال التأكد من كون الوفاة سببها الإهمال.
 وعن المشاكل التي يتخبط فيها مستشفى ابن سينا وغلق المناوبة الجراحية قال مدير الصحة أن على الأطباء رفع انشغالاتهم لمدير المستشفى، معتبرا أن كل موظف عليه حل مشاكله في المؤسسة التي يعمل بها، معتبرا أن نقل الاحتجاج إلى مديرية الصحة نوع من الفوضى.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى