مساع لشطب مرضى تريزوميا 21 من خانة المعاقين و إدماجهم مهنيا
تسعى جمعية الإدماج المدرسي و المهني للأشخاص المصابين بمتلازمة داون أو تريزوميا 21  بالبليدة، إلى  تغيير واقع هذه الشريحة الاجتماعية إلى الأحسن على المستوى الوطني، وذلك من خلال تغيير النظرة التقليدية التي تصنفهم كمعاقين، و محاولة إدماجهم بشكل  أكبر في عالم الشغل، وهو مطلب رفعته لنواب المجلس الوطني الشعبي من أجل دراسته و البت فيه.  وكشف المكلف بالإعلام على مستوى جمعية «أ 8 بليدة» محمود عمورة ، بأن الجمعية التي تأسست سنة 2008 و تحصي بين صفوفها اليوم 250 طفلا مصابا بالتريزوميا 21، تأخذ مهمة تغيير أوضاع منتسبيها و كافة المصابين عبر التراب الوطني على محمل الجد وذلك اقتداء بالتجربة الألمانية، التي حققت نسبة إدماج كبيرة للتريزوميين في المجتمع، بعدما تم شطبهم من خانة المعاقين بنسبة كاملة، وهو نفس المطلب الذي تم رفعه للمناقشة على مستوى المجلس الشعبي الوطني مؤخرا، كما أوضح المتحدث، مشيرا إلى أن الجمعية تلقت إلى حد الآن وعودا شفوية بالبت في الملف ولا تزال في انتظار الرد. و يعد الهدف الأساسي وراء هذا المسعى حسب ذات المصدر، هو إدماج أكبر للتريزوميين في عالم الشغل، إذ تقوم الجمعية بخرجات ميدانية دورية لمناطق النشاط الصناعي، لإقناع الصناعيين و أصحاب المؤسسات الاقتصادية بتوظيف المصابين بالتريزوميا 21و السماح لهم بالاندماج في عالم الشغل، على اعتبار أنهم أشخاص قادرون على الاستيعاب و الفهم و التفاعل  بطريقة طبيعية و مستوى ذكائهم عال، كما أن قدرتهم على الأداء الوظيفي جد مقبولة، وهو ما يمكنهم من القيام ببعض الأعمال البسيطة كالتعليب مثلا، و قد استفاد عضوان تريزوميان بالجمعية مؤخرا، من وظائف قارة على مستوى مؤسسة تنشط في مجال الصناعات الغذائية، يديرها مستثمر فلسطيني بمدية البليدة، في خطوة، قال المتحدث، بأنها تعد بالكثير.  وأضاف بأن بعض المستثمرين ابدوا استعدادا مبدئيا لتشغيل التريزوميين، لكن هذه النية اصطدمت بواقع التنفيذ،كون توظيف المصابين بالتريزوميا  21 يتعارض مع قوانين التشغيل في الجزائري التي تحظر  تشغيل المعاقين الذين تصل نسبة إعاقتهم 100 بالمئة و ترسيمهم في مناصب العمل، و باعتبار الترزوميين مندرجين تحت هذا التصنيف، فإن كل إمكانية لتوظيفهم تعد مستحيلة، وهو ما يستدعي مراجعة جادة و سريعة لهذا التصنيف غير المنصف، حسبه.                                

هدى /ط