إدراج ملــف الضجيــج ضمــن أولويـات التعميـر و الصحة
دعا أمس خبراء في الهندسة المعمارية و الصحة و تقنيات التسيير الحضري خلال ملتقى نظم بجامعة قسنطينة 3، في إطار الاحتفال باليوم الوطني للمدينة، إلى التعامل بجدية أكبر مع ملف الضجيج في المحيط الحضري، باعتباره من العوامل ذات الانعكاسات المباشرة على الحياة العامة و الصحة المجتمعية.
المشاركون في اللقاء، أكدوا على أهمية إدراج ملف الضجيج في المدن ضمن أولويات التعمير و الصحة، سواء بالنسبة للممارسين في مجال العمران أو السلطات المحلية المطالبة بتفعيل القوانين التي تجرم الضجيج ضمن أطر معينة، خصوصا إذا تعدى الحد المسموح به من قبل المنظمة العالمية للصحة و هو 60 إلى 70 ديسيبال، كأقصى تقدير في الفضاءات العمومية.
و قدم الدكتور بن كومي جمال مداخلة أكد من خلالها بأن هذا المحور مغيب كليا في مجال العمران في بلادنا، أي أن تشييد المدن و الأحياء يتم بطريقة تراعي ما يتعلق بالكم و النوع و المساحة،  لكن مع إغفال الجانب المتعلق بالضجيج، بمعنى أن تقنيات الحد من الضجيج لا تحترم ولا تؤخذ بعين الاعتبار خلال عملية البناء، ما يضع الساكن في مرحلة لاحقة أمام معضلة حقيقية، خصوصا في التوسعات السكنية المحاذية للطرقات السريعة و الرئيسية على سبيل الحصر.
 وقدم المهندس نموذجا ناجحا لتقنيات التحكم في الضجيج، مقترحا التركيز أكثر على توفير الفضاءات الخارجية التي من شأنها استيعاب أو امتصاص الضوضاء القادمة من الخارج والتي قد تكون مساحات خضراء وتحديدا الأشجار، و قد تكون فضاءات للعب أو حتى حظائر للركن.
 من جهتهم تطرق مختصون في مجال تسيير التقنيات الحضرية إلى ضرورة  إعادة النظر في طرق بناء الأقسام الدراسية في المؤسسات التعليمية بشكل يسمح بعزل القسم عن الضجيج الخارجي، لأن الأمر من شأنه أن يضاعف من تركيز التلاميذ أو الطلبة و يوفر راحة للأذن و العقل، وهو نفس الطرح الذي ذهب إليه البروفيسور جمال بن ساعد، رئيس مصلحة الأوبئة بمستشفى ديدوش مراد، مشيرا إلى أن الضجيج يؤثر بصورة غير مباشرة على السلامة النفسية و حتى الجسدية للأفراد، الذين قال بأنهم معنيون أيضا بمسعى التخفيف من الضجيج و ذلك من خلال مراقبة سلوكاتهم و احترام المحيط العام. بدورها قدمت البروفيسور سميرة دباش، مداخلة تطرقت خلالها الى القوانين التنظيمية الجزائرية تناولت موضوع الضجيج، قبل أن تختم بتقديم جملة من المقترحات التي من شأنها حل الإشكال في مدننا و أهمها إعادة النظر في تقنيات العمران و إدماج المواطن في مسعى الحد من الظاهرة.            هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى