الجنوب حاضنة رواد العزف على العود و صناعته
اعتبر الموسيقي و عازف العود عباس مشيكل منطقة الجنوب الجزائري حاضنة للموسيقى الأصيلة و رواد العزف على العود بلا منازع، و ذلك بشهادة مختصين مشارقة و عرب، مضيفا بأنه تلقى طلبات كثيرة من شباب راغب في تعلم أساسيات العزف على هذه الآلة من مختلف مناطق الوطن.
الفنان الذي بادر إلى استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لمشاركة أكبر عدد من الأصدقاء أدائه لتقاسيم على العود ، قال للنصر بأن أغلب العازفين الماهرين يعانون التهميش و بشكل خاص في مدن الجنوب، و قال أن براعته و تميّزه و طول خبرته في هذا المجال، لم تشفع له و لم تمنحه بعد حظ البروز، كما يتناسب و طموحه.
و عن تجربته الفنية و مرافقته لكبار الفنانين و الشعراء، قال محدثنا بأنه تعلّم أبجديات العزف على العود على أيدي شيوخ كبار، منهم الشيخ الطاهر العمري و الشيخ نصرالدين، و كان تأثيره واضحا، حسبه، بالموسيقار رياض السنباطي و جورج ميشيل و منير بشير، قبل أن يصنع لنفسه اسما في الساحة الفنية الجزائرية، حيث كان له حظ المشاركة بعديد التظاهرات الثقافية و الفنية بمختلف مناطق الوطن و المهرجانات الوطنية منها مهرجان الموسيقى الأندلسية بتلمسان و مهرجان الأغنية البدوية بعنابة، فضلا عن مرافقة الشعراء عزفا في أمسيات شعرية عديدة جمعته بأسماء أدبية معروفة منها الشاعر الخثير بن السايح و الفنان ابراهيم خزماطي.
و انتقد الأستاذ عباس مشيكل المستوى الذي آل إليه الفن ببلادنا، معتبرا أن محاولات الارتقاء بالفن في ظل تشجيع «الواي واي» يعد ضربا من خيال، و قال أنه حان الوقت لإعادة المكانة الفنية لمن يستحقها عن جدارة، إشارة إلى ضرورة منح الفرص للفنانين الذين برهنوا على غيرتهم على الهوية الموسيقية المحلية و التراث الأصيل من خلال مساهماتهم الفردية عبر كل الوسائل الحديثة لتقديم صورة مشرّفة عن الفن الجزائري. و قال بأن الكثير من الفنانين السوريين و العراقيين و المصريين الذين زاروا الجزائر، أو تعاملوا مع الموسيقيين الجزائريين يندهشون من براعة و مستوى البعض و يستغربون عدم بروزهم في الساحة العربية، مرجعا ذلك إلى نقص الإعلام و انعدام صناعة النجوم في كل المجالات الفنية، و بالأخص فن العزف على العود.
العازف تطرّق أيضا إلى واقع حرفة صناعة الآلات الموسيقية التي قال أن ممتهنيها لم يجدوا الدعم تماما كالعازفين، رغم براعتهم و مهاراتهم في هذا المجال، معتبرا بأن صناعة العود في الجزائر كانت قادرة أن تكون رائدة في الوطن العربي لو لقيت العناية المناسبة من قبل المعنيين بقطاعي الثقافة و الصناعات و الحرف التقليدية، و ذكر بعض أشهر أسماء الحرفيين الذين كان لهم الفضل في عدم اندثار هذه الصناعة العريقة، و على رأسهم الراحل مبروك الجود الذي صنع عود شيخ المالوف الراحل الحاج محمد الطاهر الفرقاني، فضلا عن  الصانعين الماهرين محمد بلمشري و محمود خلفاوي اللذين لا يزالا صامدين لترك البصمة الجزائرية على آلة العود التي لا زالت تنتظر تجسيد مشروع تدشين بيت خاص بها كما بباقي الدول العربية.
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى