فراغ  قانوني  يحول دون حماية المصابين بنوبات عقلية مؤقتة
أجمع محاضرون في ملتقى تكويني حول الصحة العقلية بجيجل ، وجود تأخر في الشق القانوني المتعلق بحماية الأشخاص المصابين بنوبات و اضطرابات عقلية مؤقتة في الجزائر ، رافقه عدم وجود ممرضين مختصين لمرافقة المرضى عبر مختلف مستشفيات المتخصصة في الأمراض العقلية، مع انعدام كلي للتكوين المتخصص في الميدان.
و أشار الأستاذ بجامعة البليدة  و رئيس اللجنة العلمية ، البروفيسور محمد الأمين بن شريف ، بأنه لابد وأن تتماشى العلاقة التكاملية  بين القانون و ممارسة الطب العقلي  ، حيث أضحت الأمراض العقلية ، و خصوصا الاضطرابات المؤقتة  منتشرة بشكل كبير في المجتمع ، نتيجة عوامل عديدة، منها ما تعلق بضغوطات الحياة اليومية للمواطن ، ما يتطلب وضع علاج خاص ،  لتلك النوبات التي تتزامن خلال فترة زمنية معينة من حياة المريض ، و قال البروفيسور بأن مثل هذه الأعراض لدى المرضى ، تؤثر على تعاملاتهم اليومية في المجتمع ، و يستوجب أن تلقى القبول من قبل مختلف فئات المجتمع ، و على المشرع الجزائري أن يضمن حقوق هؤلاء المرضى ، خلال تلك المرحلة المؤقتة ، و اشار محدثنا بأن أغلب التدخلات المقدمة من قبل دكاترة متخصصين ، أقرت بوجود فراغ  ما يحول دون حماية المرضى أثناء تسيبر أعمالهم و أمورهم الشخصية خلال النوبات النفسية المؤقتة ، لترفع تلك التحفظات القانونية ، بعد شفاء المريض ، حيث أن المشرع تحدث فقط عن الحجر القانوني المخصص لفئة معينة ، بالخصوص المتخلفين ذهنيا ، وقد طالب المعنيون بضرورة إسراع الجهات الوصية لتحيين القوانين لهذه النوع من المرض.
كما تطرق المختصون إلى محاورعدة خلال الأيام التكوينية الثلاثة حول الصحة العقلية ،  المقام بدار الثقافة بمدينة جيجل ، و المنظم من قبل جمعية النخبة الوطنية للعلوم الطبية ، حيث أبرز المحاضرون غياب تكوين متخصص للممرضين في مجال الصحة العقلية ، إذ يتوجب أن تكون للمريض ، مرافقة طبية ، يشرف عليها طبيب و ممرض مختصين في المجال ، حيث يعتبر الاختصاص في مجال التمريض ، الحلقة الغائبة من أجل معالجة المريض نفسيا ، و قد أوضح متدخلون بأنه لابد من إعادة النظر و فتح تكوين متخصص لممرضين في مجال الصحة العقلية ، وفق مناهج عالمية ، تتوافق مع طبيعة المرضى ، كما تم التطرق في الجلسة العلمية إلى الإدمان و سبل معالجته ، حيث تم التعرف على إيجابيات و سلبيات استعمال دواء «سوبوتاكس» المخصص لمعالجة الإدمان.
وقد أوضح الأستاذ البروفيسور محمد الأمين بن شريف للنصر بأن أغلب الأمراض النفسية التي أضحت منتشرة في الجزائر متعلقة بظروف و محيط العمل ، بالإضافة إلى تبعات ناجمة عن المأساة الوطنية أو العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر ، فبعد مرور سنوات ، بدأت تظهر بعض التأثيرات النفسية لدى مواطنين ، وقال محدثنا وجود حالات عديدة تمر لديه بمستشفى فرانس فانون بالبليدة ، جاءت نتيجة تراكمات نفسية لحوادث معاشة خلال العشرية السوداء ، و اشار محدثنا بأنه لابد  من تشخيص حقيقي لمثل هذه الإضرابات المرافقة للمرضى ، و العمل ضمن فرق متخصصة ، لإيجاد حلول واقعية و عملية.
للإشارة فإن الملتقى يعتبر الأول بالنسبة لجمعية النخبة الوطنية للعلوم الطبية ،  و عرف حضور 350 مشاركا ، من أطباء عامين و أخصائيين ، بالإضافة إلى طلبة في الطب، للتعرف و التكوين في مجال الصحة العقلية ، حيث  اشرف على الأيام التكوينية ثمانية عشر بروفيسورا و 36 أستاذا محاضرا.               
كـ طويل

الرجوع إلى الأعلى